ملخص
كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا يدعو الناس إلى التصالح مع واقعها الذي يزداد فقراً.
يواجه كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل رد فعل عنيفاً بسبب قوله بأن الأسر "تحتاج إلى تقبل" أنها ستصبح أكثر فقراً.
وقال بيل إن العمال الذين يطلبون أجوراً أعلى وأصحاب المتاجر الذين يرفعون الأسعار "يدمرون أنفسهم بأنفسهم" لأن كليهما يزيد التضخم.
وقال المصرفي السابق في "غولدمان ساكس" إن الناس في المملكة المتحدة "يتجنبون المسؤولية" من خلال المطالبة بأجور أعلى في محاولة للحفاظ على قوتهم الشرائية وهم حتى الآن "مترددون" في تقبل أن مداخيلهم قد تقلصت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحض الناس على "التوقف عن محاولة" مواكبة ارتفاع كلفة المعيشة و"تقبل أنهم أسوأ حالاً".
لكن النائب العمالي ريتشارد بورغون قال لصحيفة "اندبندنت" إن العائلات "لا يجب فقط أن تقبل أنها ستصبح أكثر فقراً". وقال إن تعليقات السيد بيل "لن يتقبلها الناس".
وأفادت "مؤسسة الاقتصادات الجديدة"، وهي مؤسسة بحثية يسارية، بأن تعليقات السيد بيل تعكس "الاستراتيجية الفاشلة في التعامل مع التضخم" التي ينتهجها بنك إنجلترا. وقال الباحث دومينيك كاديك إن الشركات الكبيرة "التي تتربح" هي المسؤولة عن ارتفاع معدل التضخم، وليس العمال.
ورددت تصريحات السيد بيل دعوة من محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي العام الماضي إلى العمال بألا يطالبوا بأن تواكب رواتبهم معدل التضخم. في ذلك الوقت، تعرض السيد بايلي، الذي يكسب 570 ألف جنيه استرليني (711 ألف دولار تقريباً) سنوياً، إلى انتقادات لحضه العمال على "ضبط النفس"، إذ وصف الاتحاد العمالي العام اقتراحه بأنه "نكتة مقززة".
إذ تحدث إلى بودكاست من إعداد كلية كولومبيا للحقوق، حمل العنوان "ما وراء تطور غير مسبوق: اقتصاد ما بعد الجائحة"، قال السيد بيل: "عندما ترتفع فاتورة الطاقة الخاصة بالمرء [والتي] يحصل عليها كل شهر في منزله أربعة أو خمسة أضعاف، يؤثر ذلك في دخله، ما الخطوة الطبيعية التي يجب القيام بها؟ حسناً، الخطوة الطبيعية التي يجب القيام بها هي أن يقول المرء، أنا بحاجة إلى راتب أعلى.
لكن بعد ذلك، بطبيعة الحال، ليست هذه العملية في نهاية المطاف سوى تدمير من قبل المرء لنفسه بنفسه".
وباستخدام أسعار الغاز كمثال، قال السيد بيل إن الغاز الذي تشتريه بريطانيا من أنحاء العالم كله أصبح أكثر كلفة بكثير منذ غزو روسيا لأوكرانيا، لكن ما تبيعه البلاد ليس كذلك.
وأضاف السيد بيل: "لا يحتاج المرء إلى أن يكون خبيراً اقتصادياً كبيراً ليدرك أنه حين يرتفع سعر ما يشتريه كثيراً بالنسبة إلى ما يبيعه أنه سيكون أسوأ حالاً".
وقال، "بطريقة ما، في المملكة المتحدة، يحتاج المرء إلى تقبل أنه أسوأ حالاً والتوقف عن محاولة الحفاظ على قوته الشرائية الحقيقية.
ما نواجهه الآن هو هذا التردد في تقبل ذلك، نعم، نحن جميعاً في وضع أسوأ، وعلينا جميعاً أن نأخذ نصيبنا".
ورداً على تعليقاته، قال السيد بورغون لصحيفة "اندبندنت": "لا ينبغي أن يكون ناخبونا مضطرين فقط إلى تقبل أنهم يصبحون أكثر وأكثر فقراً، ولن يتقبلوا أن أغنياء جداً يقولون لهم إن عليهم ذلك".
"ترتفع أرباح الشركات، ولم يكن أصحاب المليارات يوماً في وضع أفضل، ويجمع كبار أصحاب العمل مالاً أكثر من أي وقت مضى. لقد حان الوقت لأن يطلب منهم أن يشدوا أحزمتهم بدلاً من أن يطلب من الناس العاديين أن يستوعبوا أكبر انخفاض في مستويات المعيشة منذ بدء السجلات".
وقال السيد كاديك لصحيفة "اندبندنت": "إن إصرار هيو بيل على تقبل العمال أنهم أكثر فقراً في حين تزداد محال السوبرماركت وشركات الطاقة العملاقة ثراءً هو انعكاس مباشر للاستراتيجية الفاشلة في التعامل مع التضخم التي ينتهجها بنك إنجلترا".
"لقد أدت صدمات العرض العالمية إلى ارتفاع أسعار البضائع الخام، ومررت هذه الأسعار [إلى المستهلكين] وعززتها الشركات التي تتربح. أما الاتهام بأن العمال الذين يسعون إلى مستوى معيشي أفضل هم المسؤولون فلا يتناسب مع حقيقة أن أجور القطاع الخاص آخذة في الانخفاض".
"إذا كان أي طرف هو المسؤول عن ارتفاع معدل التضخم فهي الشركات الكبيرة التي تستفيد من أزمة كلفة المعيشة، وليس الناس الذين يحاولون فقط تدبر أمورهم".
يشار إلى أن معدل التضخم ارتفع في شكل غير متوقع في فبراير (شباط)، ليصل إلى 10.4 في المئة، مع صعود أسعار الأغذية والمشروبات مرة أخرى، وفق مكتب الإحصاءات الوطنية.
وزاد أحدث معدل لمؤشر الأسعار الخاصة بالمستهلكين من 10.1 في المئة في يناير (كانون الثاني)، مما قلب الاتجاه التنازلي في الأشهر الأخيرة. وكان معظم الاقتصاديين يتوقعون أن ينخفض المعدل إلى 9.9 في المئة في فبراير.
© The Independent