Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حريق في مستودع نفط بالقرم إثر هجوم بطائرة مسيرة

26 قتيلاً في ضربات روسية وهجوم كييف المضاد "بات وشيكاً"

ملخص

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستوسع علاقاتها مع دول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا.

اندلع حريق كبير اليوم السبت في مستودع للنفط في سيفاستوبول، الميناء الرئيس لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية، بعد هجوم بطائرات مسيرة، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية.

وكتب حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازوجاييف على "تليغرام"، "اندلاع حريق في مستودع نفط في خليج كازاتشيا... ووفقاً لمعلومات أولية، نتج من هجوم بطائرات مسيرة"، مؤكداً "عدم وجود إصابات".

وأضاف أنه تم إرسال 60 عنصراً من الإطفاء إلى مكان الحادثة لمكافحة الحريق المندلع في مساحة تبلغ حوالى ألف متر مربع، ومن غير المتوقع السيطرة عليه قبل حلول المساء.

وأكد رازوجاييف أن "الوضع تحت السيطرة"، موضحاً أن "البنية التحتية المدنية ليست مهددة".

ونقلت وكالة الأنباء "ريا نوفوستي" الحكومية، قوله للصحافيين إن ما مجموعه أربعة صهاريج نفط تضررت في الهجوم و"احترقت".

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كانت شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 هدفاً متكرراً لهجمات بمسيرات جوية وبحرية، وفي منتصف أبريل (نيسان)، أعلنت السلطات في شبه الجزيرة إلغاء احتفالات الأول والتاسع من مايو (أيار)، التاريخ الرسمي لانتهاء الحرب العالمية الثانية في روسيا، متحدثة عن "مشكلات أمنية".

26 قتيلاً

قتل 26 شخصاً في الأقل صباح الجمعة في ضربات شنتها روسيا على مدن في أوكرانيا، فيما تؤكد كييف أن مرحلة التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق "شارفت على نهايتها".

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في كييف "الاستعدادات شارفت على نهايتها". وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في شرق وجنوب البلاد. وأضاف "تم التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسلمت جزئياً. بالمعنى الواسع نحن جاهزون".

قبل ساعات استهدفت صواريخ روسية، هي الأولى منذ مطلع مارس (آذار)، مباني سكنية عدة، مما أدى إلى مقتل 23 شخصاً في الأقل في أومان (وسط) وشخصين في دنيبرو (وسط شرق)، وعثر على جثة رجل تحت أنقاض منزله في خيرسون (جنوب).

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه "عمل شر ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب".

ضرب جميع الأهداف

وأكدت روسيا من جهتها أنها قصفت "نقاط انتشار موقتة لوحدات الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية" بواسطة "أسلحة عالية الدقة". وقالت وزارة الدفاع الروسية "تم ضرب جميع الأهداف المحددة".

في مدينة أومان البالغ عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة في وسط البلاد والواقعة على مسافة 200 كيلومتر جنوب كييف، شاهد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية مبنى سكنياً تعرض لأضرار جسيمة ومسعفين ينتشلون الجثث وأشخاصاً ينتظرون بقلق أنباء عن أحبائهم.

وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخاً من أصل 23 وطائرتين مسيرتين"، قائلة إن روسيا "الدولة الإرهابية" أطلقت "قرابة الساعة الرابعة صباحاً" (01:00 ت غ) الذخائر من قاذفات تو-95 الاستراتيجية المنتشرة في بحر قزوين.

من جانبها، قالت السلطات التي نصبتها موسكو الجمعة إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 16 آخرون في ضربات شنتها القوات الأوكرانية على دونيتسك المدينة الرئيسة التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.

استهدفت الضربات الروسية خلال الشتاء منشآت الطاقة خصوصاً، مما تسبب في انقطاعات منتظمة للكهرباء والمياه الجارية. واستخدمت في تلك الهجمات عشرات الصواريخ.

من شأن هجوم أوكراني مضاد بدعم من معدات غربية متطورة أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة، بعد أكثر من عام من الحرب.

تؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شن هجوم حاسم لعكس مسار الهجوم الروسي وتحرير نحو 20 في المئة من الأراضي - بما في ذلك شبه جزيرة القرم - الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية.

لمساعدتها، زودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس.

جنود الاحتياط

ورحب وزير الدفاع الأوكراني الجمعة بوصول مدافع سيزار إلى بلاده مرسلة من الدنمارك، من دون أن يحدد عددها. وكانت كوبنهاغن وعدت في فبراير (شباط) بتسليم كييف 19 من هذه المدافع الفرنسية الصنع.

من جانبها، حشدت روسيا آلافاً من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها استكمال احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.

على رغم دعم قوات تابعة لمجموعة فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية، يواجه الجيش الروسي مقاومة شرسة في مدينة باخموت التي باتت مدمرة ولم يبقَ فيها سوى بضعة آلاف من المدنيين وسط المعارك.

واعترف الجانبان بتكبد خسائر فادحة في أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية النزاع، من دون تحديد حجمها بدقة في حين يشكك المراقبون في الأهمية الاستراتيجية للمدينة.

وبالنسبة إلى موسكو، يتعلق الأمر قبل كل شيء بالتلويح بالنصر بعد انتكاسات عدة مذلة في الخريف الماضي، بينما تبرر كييف استراتيجيتها المتمثلة في حرب استنزاف في المنطقة للحد قدر الإمكان من احتمالات استمرار الجيش الروسي في احتلال منطقة دونباس.

موسكو ستوسع علاقاتها

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن على روسيا التحرك سريعاً لمواجهة ما سماه "العدوان الاقتصادي" الغربي، وإن موسكو ستوسع علاقاتها مع دول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا.

ويواجه الاقتصاد الروسي تحديات عدة هذا العام، من بينها ضعف الروبل وتراجع عائدات الطاقة وتزايد العزلة في ظل مواصلة الدول الغربية فرض عقوبات على موسكو على خلفية ما تقوم به في أوكرانيا.

وقال بوتين أثناء اجتماع لمشرعين روس "اليوم، في مواجهة العدوان الاقتصادي الغربي يتعين على البرلمان والحكومة وجميع السلطات الإقليمية والمحلية العمل بوضوح وسرعة كفريق واحد متماسك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "لن نسمح لروسيا بأن تعزل نفسها. وعلى العكس، سنوسع علاقات تعاونية عملية قائمة على المساواة والمنفعة المتبادلة مع الدول الصديقة في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا".

بوتين يستثني دولاً "صديقة" من حظر روسي لبيع النفط

وأفاد الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية بأن بوتين وقع الجمعة مرسوماً بإعفاء العقود القائمة مع ما يوصف بالدول والشركات "الصديقة" من الحظر الذي فرضه على مبيعات النفط الروسي رداً على فرض قيود على الأسعار.

ووقع بوتين في ديسمبر (كانون الأول) مرسوماً يحظر توريد النفط الخام والمنتجات النفطية بدءاً من الأول من فبراير إلى الدول التي تلتزم سقف الأسعار.

وكانت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا قد اتفقت على فرض سقف للسعر عند 60 دولاراً لبرميل النفط الخام الروسي المنقول بحراً اعتباراً من الخامس من ديسمبر الماضي، رداً على "العملية العسكرية الخاصة" لموسكو في أوكرانيا.

ووقع بوتين الجمعة على تعديلات على المرسوم الذي أصدره في ديسمبر ليستثني التعاقدات الحالية مع شركات ودول لا تعتبرها روسيا "غير صديقة".

وتواصل روسيا إنتاج النفط وتصديره على رغم العقوبات بعدما حولت مسار صادراتها النفطية إلى الصين والهند لتحل محل الأسواق التقليدية في أوروبا. 

أوكرانيا تطلب مساعدة الصين

أعلن الرئيس الأوكراني الجمعة أنه طلب مساعدة نظيره الصيني شي جينبينغ في ملف إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين "رحلتهم" روسيا، وتقدر كييف عددهم بما لا يقل عن 20 ألفاً.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف "وجهت هذا الطلب إلى الرئيس الصيني" خلال محادثة هاتفية معه الأربعاء. وأضاف "علينا العمل (...) مع دول مختلفة للضغط على المعتدي والإرهابي الروسي الذي خطف كثيراً من أطفالنا".

واعتبر أنه "من الصعب حقاً القيام بذلك"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى تحاول "القيام بشيء ما" لحل هذه المشكلة لكن "النتائج هزيلة في الوقت الحالي".

تقدر كييف أن ما لا يقل عن 19400 طفل "خطفوا" ونقلوا إلى روسيا والأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ بداية الهجوم، وأن عديداً منهم وضعوا في دور رعاية تقع أحياناً على بعد آلاف الكيلومترات من مدنهم الأصلية.

وبحسب أرقام رسمية، تمكنت السلطات الأوكرانية من استعادة أكثر من 360 طفلاً. وفي مارس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق الرئيس الروسي على خلفية عمليات ترحيل الأطفال. كما أصدرت المحكمة التي تتخذ مقراً في لاهاي مذكرة توقيف في حق المفوضة الروسية لشؤون الطفولة ماريا لفوفا بيلوفا.

في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي يحقق في احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الهجوم الروسي المستمر منذ أكثر من عام، إن عدد حالات ترحيل الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها "وصل إلى آلاف".

على صعيد متصل، قال زيلينسكي إنه حذر بكين خلال محادثته مع شي جينبينغ من أي بيع محتمل لأسلحة صينية إلى روسيا. وأضاف أن "أوكرانيا تود أن تفهم جميع الدول مخاطر إمداد روسيا بأي نوع من الأسلحة"، لافتاً إلى أنه "سمع رداً إيجابياً" من الرئيس الصيني في شأن هذا الموضوع.

اتفاق الحبوب

من جانب آخر، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة حول "كيفية ضمان تحسين وتوسيع نطاق وتمديد" اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بأمان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إنهما ناقشا أيضاً كيفية تحسين سبل تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

أشارت روسيا بقوة إلى أنها لن تسمح لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، الذي تم الاتفاق عليه في يوليو (تموز) من العام الماضي، بالاستمرار إلى ما بعد 18 مايو (أيار) نظراً إلى عدم تلبية قائمة المطالب الخاصة بتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.

المزيد من دوليات