ملخص
يعتبر المسح بزيت الزيتون الفلسطيني تقليداً خلال تتويج ملوك المملكة البريطانية وكان آخرها مسح الملكة إليزابيث على وجهها ورأسها بالزيت "المقدس" عام 1953
جرت العادة أن يستخدم الملوك في المملكة المتحدة زيت زيتون فلسطينياً في مراسم تتويجهم لـ"التبرك".
ومن كنائس عدة في جبل الطور المعروف بجبل الزيتون شرق القدس قطفت ثمار الزيتون، وفي بيت لحم استخرج منها الزيت، قبل أن يتم "تكريسه" في كنيسة القيامة وإرساله إلى العاصمة البريطانية لندن، التي تستعد لمراسم تتويج الملك تشارلز الثالث يوم السبت المقبل.
ولم تكن تلك العادة الموروثة منذ الملك داود في العهد القديم، إلا تبركاً بشجرة الزيتون في فلسطين التي تحظى بالأهمية عند أتباع الديانات السماوية الثلاث.
ولغصن الزيتون أهمية قصوى عند المسيحيين، وله رمزية دينية لارتباطه بآلام السيد المسيح على جبل الزيتون.
تعطير الزيت
لكن الملك تشارلز اختار أن يكون الزيتون من بساتين دير "مريم المجدلية" المدفونة فيها جدته لأبيه الأميرة أليس، ومن دير "الصعود" على جبل الزيتون.
وبعد قطف ثمار الزيتون من جبل الطور، تم عصره بالطرق البدائية في بيت لحم، ثم كرس في كنيسة القيامة بالقدس.
وأشرف على عملية "التكريس" رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية البطريرك ثيوفيلوس الثالث، ورئيس أساقفة الكنيسة الإنجيلية الأسقفية المطران حسام نعوم.
وجرى تعطير الزيت "المقدس" بالسمسم والورد والياسمين والقرفة وزهرة البرتقال والجاوي وزيت العنبر.
وقبيل تتويجه رسمياً ملكاً للمملكة المتحدة في كنيسة "وستمنستر" في لندن السبت المقبل، سيمسح الملك تشارلز الثالث يديه وصدره ورأسه بزيت الزيتون المقدسي.
وقال رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي إن جلب زيت الزيتون من القدس يدل على "الصلة التاريخية العميقة بين التتويج والكتاب المقدس والأرض المقدسة".
جذور العائلة الملكية
وأوضح أن حرص الملك تشارلز على المسح بزيت القدس "يعكس ارتباط جذور العائلة الملكية بالأرض المقدسة، واهتمام الملك تشارلز الثالث الكبير بشعبها".
وخصصت شاشة بثلاثة جوانب لكي تشكل ساتراً للملك تشارلز أثناء عملية المسح، وذلك لأنها "لحظة بين الملك والله"، وتحتاج إلى "خصوصية مطلقة" للجزء الأكثر قداسة من المراسم، بحسب قصر بكنغهام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر المسح بزيت الزيتون المقدس تقليداً خلال تتويج ملوك المملكة البريطانية، وكان آخرها مسح الملكة إليزابيث على وجهها ورأسها بالزيت المقدس عام 1953.
وأصبح الملك تشارلز ملكاً للملكة المتحدة في الثامن من شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية التي بقيت على عرش المملكة لأكثر من 70 سنة.
وخلال ولايته زار الأمير تشارلز قبر جدته لوالده على جبل الطور في القدس مطلع عام 2020، ووضع زهوراً تكريماً لذكراها، إذ توفيت عندما كان في العشرينيات من عمره.
كما زار الأمير تشارلز كنيسة المهد في بيت لحم، وأقامت له الكنائس المسيحية الثلاث "مراسم مسكونية غير مسبوقة للاحتفال بمساهمة المجتمعات المسيحية في جميع أنحاء الأرض المقدسة والشرق الأوسط عامة".
ويعرف عن الملك تشارلز علاقته الوثيقة بالعالم العربي والديانة الإسلامية ومعرفته باللغة العربية.
وذكر كتاب "تشارلز في الـ70... الأفكار، الآمال، الأحلام" للكاتب البريطاني روبرت جوبسون، أن تشارلز "هو أعلم الأسرة الملكية بالثقافة الإسلامية"، قائلاً إنه "شغوف بالإسلام، وقد سبق أن قرأ القرآن ودرس اللغة العربية".
وأوضح الكتاب أن ملك بريطانيا الجديد يرى بأن "الإسلام يمكن أن يعلمنا جميعاً طريقة للتفاهم والعيش في العالم، كما أن العالم الإسلامي هو القيم على واحد من أعظم كنوز الحكمة والمعرفة الروحية المتراكمة المتاحة للبشرية".
وحول موقفه من القضية الفلسطينية أشار الكتاب إلى أن تشارلز يعتقد بأن "وجود حل عادل لها سيؤدي إلى تغيير حقيقي في الوضع في الشرق الأوسط".
ونقل الكتاب عن مقربين من الملك الجديد بإنه يرى أن "الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو السبب الأساسي للعداء وللسموم المكبوتة في جميع أنحاء العالم".