Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق بين إسرائيل والفصائل في غزة على وقف إطلاق النار

إطلاق صواريخ وقصف على القطاع بعد وفاة قيادي فلسطيني مضرب عن الطعام في سجون تل أبيب

ملخص

شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت سبعة مواقع أمنية تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة.

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن فلسطينياً توفي متأثراً بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف القطاع فجر الأربعاء وأسفر عن إصابة خمسة فلسطينين آخرين.
وقالت الوزارة في بيان إن هاشل مبارك سلمان مبارك (58 سنة) قُتل في منطقة شمال مدينة غزة، مضيفة أن "خمسة مواطنين آخرين أصيبوا في نفس القصف" الذي استهدف موقعاً لحركة حماس.
وقال مصدران فلسطينيان، إنه جرى الاتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة على وقف لإطلاق النار، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعدما أشعلت وفاة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان المضرب عن الطعام داخل سجن إسرائيلي، أمس الثلاثاء، تبادلاً لإطلاق النار عبر الحدود.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي صباح الأربعاء انتهاء جولة المواجهة العسكرية مع إسرائيل، بعد تبادل لإطلاق النار استمر 24 ساعة.
وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي في بيان، "لقد انتهت جولة من جولات المواجهة لكن مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف". وأضاف "التحية لسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد) ولمقاومتنا وللغرفة المشتركة التي قدّمت نموذجاً في وحدة الموقف والردّ على جريمة العدو... باغتيال الشيخ القائد خضر عدنان".
من جهته، قال مسؤل في حركة "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إن "الفصائل تجاوبت مع جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة". وأضاف "نحن نراقب ميدانياً، اذا قام الاحتلال بأي عدوان فسيكون هناك رد قوي من المقاومة".
وبحسب شهود عيان فإن آخر دفعة صاروخية أطلقت من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة الإرائيلية كانت قرابة الساعة 05:30 (03:30 بتوقيت غرينيتش).

وذكر مصدران من الفصائل الفلسطينية لـ"رويترز" أن وقفاً "متبادلاً ومتزامناً" لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ فجراً (00:30 بتوقيت غرينتش) إثر جهود وساطة من جانب مسؤولي مصر وقطر والأمم المتحدة.

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الثلاثاء، عدة أهداف في قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ من القطاع بعد وفاة القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بالضفة الغربية خضر عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي استمر 87 يوماً، في أول وفاة لمعتقل فلسطيني مضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقبيل منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت سبعة مواقع أمنية تابعة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.

ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب المصادر الطبية الفلسطينية، بينما ألحقت إحداها أضراراً مادية في عدة منازل قريبة من موقع أمني شمال مدينة غزة إذ استهدفته الطائرات الحربية بستة صواريخ على الأقل.

وأكد سلاح الجو الإسرائيلي في بيان صحافي بدء مقاتلاته الحربية بشن غارات على القطاع من دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان صحافي إن "الدفاعات الجوية تتصدي للطيران الحربي الصهيوني المغير على قطاع غزة بصواريخ أرض-جو".

كما أكد شهود عيان إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة على بلدات جنوب إسرائيل.

وقالت حركة "حماس" في بيان، اليوم الأربعاء، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يجري اتصالات مع مسؤولين مصريين وقطريين لوقف الضربات الإسرائيلية على غزة.

"عملية اغتيال"

وفي وقت سابق، قالت إدارة السجون الإسرائيلية، إن خضر عدنان الذي كان ينتظر المحاكمة "وُجد صباح اليوم في زنزانته وهو مغمى عليه". وأضافت أنه نقل على أثر ذلك لمستشفى حيث أُعلنت وفاته بعد محاولات لإنعاشه.

وخرج المئات في مسيرات في غزة والضفة الغربية للتعبير عن حزنهم على وفاته التي وصفها قادة فلسطينيون بأنها عملية اغتيال.

كما أُطلق وابل من الصواريخ على إسرائيل، وأعلنت الغرفة المشتركة التي تمثل الفصائل المسلحة، ومنها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مسؤوليتها عن الإطلاق.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن ثلاثة صواريخ على الأقل أُطلقت من غزة في غضون ساعات من وفاة عدنان وأعقبها إطلاق 26 صاروخاً بعد ظهر الثلاثاء. وسقط صاروخان في مدينة سديروت الجنوبية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من بينهم مواطن أجنبي يبلغ من العمر 25 عاماً قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، إنه أصيب بشظايا خطيرة.

إضراب عام

ونظمت المتاجر في مدينة الخليل بالضفة الغربية إضراباً عاماً، وأضرم محتجون النار في إطارات سيارات ورشقوا جنوداً إسرائيليين بالحجارة ليرد الجنود بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية تجاههم. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.

وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع مسؤولين أمنيين لتقييم الوضع. وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل سترد في الوقت والمكان اللذين ستحددهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضرب عدنان عن الطعام ثلاث مرات على الأقل منذ 2011 احتجاجاً على اعتقال إسرائيل له من دون توجيه اتهامات. واعتاد معتقلون فلسطينيون الإضراب عن الطعام وأحياناً ينفذون ذلك بشكل جماعي. ووقعت آخر حالة وفاة لمعتقل مضرب عن الطعام عام 1992.

ورفض محامي عدنان رواية إدارة السجون الإسرائيلية. واتهم المحامي جميل الخطيب ومنظمة حقوقية التقت عدنان في الآونة الأخيرة إسرائيل بالإهمال الطبي.

وقال الخطيب لـ"رويترز" عبر الهاتف "طالبنا بنقل الشيخ عدنان إلى مستشفى مدني ليتم متابعته بشكل أفضل، ولكن الطلب قوبل بتعنت ورفض من قبل سلطات السجون الإسرائيلية".

وكان عدنان (45 عاماً) خبازاً من سكان جنين بالضفة الغربية وهو أب لتسعة أطفال. وقالت مصادر بحركة "الجهاد الإسلامي"، إنه كان قيادياً سياسياً بالحركة. 

ونشاط حركة "الجهاد" محدود في الضفة الغربية، لكنها ثاني أقوى فصيل مسلح في قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس"، حيث خاضت إسرائيل حرباً قصيرة ضد الحركة في أغسطس (آب) الماضي.

وقالت لينا قاسم حسن من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، إنها رأت عدنان في 23 أبريل (نيسان) حين كان قد فقد 40 كيلوغراماً من وزنه، وكان يعاني من مشاكل في التنفس لكنه كان في وعيه.

وأضافت "كان بالإمكان تفادي وفاته". وتابعت أن عدة مستشفيات إسرائيلية رفضت دخول عدنان بعد زيارات قصيرة لأقسام الطوارئ بها. وقالت إدارة السجون الإسرائيلية إن عدنان "رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج الطبي".

بوريل يحض إسرائيل على وضع حد للإجراءات الأحادية

من جانبه، حض مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، إسرائيل على وضع حد لـ"إجراءات أحادية" من شأنها تأجيج التوترات بعد تجدد أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، وذلك خلال اجتماع هو الأول له مع وزير الخارجية الإسرائيلي.

وعقب لقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بروكسل أعلن جهاز السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أن "بوريل جدد دعوة الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى وضع حد لإجراءات أحادية من شأنها أن تزيد منسوب التوتر المرتفع أصلاً وأن تقوض فرص سلام مستقبلي عادل ومستدام على أساس حل (إقامة) دولتين".

ودان بوريل هجمات أخيرة استهدفت إسرائيليين وأكد التزام الاتحاد الأوروبي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن بوريل حذر من أن "أي رد يجب أن يكون متناسباً ومتوافقاً مع القانون الدولي"، وفق البيان. وتابع أن بوريل "أعرب في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأبلغ بوريل وزير الخارجية الإسرائيلي بأن الاتحاد الأوروبي يريد ترسيخ العلاقات مع الدولة العبرية وأعرب عن أمله بعقد اجتماع جديد لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وحض كوهين على "الانخراط" في الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي مع السعودية وجامعة الدول العربية وبلدان عربية لإحياء عملية السلام.

وأعلن جهاز السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أن اجتماعاً سيعقد، اليوم الأربعاء، للجنة الارتباط لمناقشة سبل تدعيم الاقتصاد الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية.

المزيد من متابعات