لماذا تعرض سميح ساويرس لهجوم بعد الحديث عن الاقتصاد المصري؟

شن مغردون ونشطاء وإعلاميون حملة هجوم واسعة ضد رجل الأعمال المصري سميح ساويرس تعقيباً على تصريحات له على موقع "العربية"، إذ وجه الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري سؤالاً استنكارياً لسميح ساويرس، قائلاً إن "ساويرس حقق مليارات الدولارات في مصر"، مستدركاً "لكن للأسف أصبح نكران الجميل هو السمة هذه الأيام".

المشاريع القومية

ووجه بكري في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" سؤالاً لسميح، قائلاً "لقد كان نصيبك من المشاركة في المشاريع القومية الكبرى في مصر نحو 75 مليار جنيه (2.4 مليار دولار) غضون سبع سنوات"، مضيفاً أن "هذا من حجم أعمالك بشركة واحدة فحسب، فما بالك بحجم أعمال 4 آلاف شركة قطاع خاص تشارك في هذه المشاريع التي تشرف عليها القوات المسلحة ويعمل بها 5 ملايين عامل مصري".

خطيئة وطنية

كما اعتبر الإعلامي محمد الباز تصريحات رجل الأعمال المصري سميح ساويرس في هذا التوقيت الحساس في عمر الاقتصاد المصري بمثابة "خطيئة وطنية"، مضيفاً في فيديو بثه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "ساويرس يتعامل مع مصر على إنها شركة وليست وطناً يمر بمحنة اقتصادية في الوقت الحالي، إذ تحتاج إلى التضافر من الجميع مع جهود الحكومة في جذب استثمارات في توقيت حساس".

ساويرس: القطاع الخاص تقلص من 62 إلى 21 في المئة

كان رئيس شركة "أوراسكوم للتنمية" القابضة سميح ساويرس قال إن "ما حصل في مصر خلال العامين الماضيين هو الذي أوصل الاقتصاد المحلي إلى ما هو عليه اليوم"، موضحاً أن "وقف الإنتاج والبيع والاستيراد أثر سلباً في الاقتصاد العام".

وأضاف ساويرس في مقابلة مع "العربية" أن كل هذه العوامل أثرت في حجم القطاع الخاص في الاقتصاد الكلي الذي انخفض من 62 في المئة إلى 21 في المئة خلال السنوات العشر الماضية، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

الضبابية سبب رئيس

وأكد رجل الأعمال المصري أن "السبب الرئيس وراء صعوبة الدخول في فرص استثمارية في مصر هو الضبابية بشأن سعر الجنيه في مقابل الدولار الأميركي"، مشيراً إلى أنه "لن يدخل في استثمارات جديدة في مصر بسبب صعوبة دراسة ربحية المشروع إثر أزمة صرف العملة".

وعلى رغم الأزمة أشار ساويرس إلى أن قطاع السياحة والفنادق في مصر استفاد من الطلب غير الطبيعي على السفر عالمياً نتيجة الجائحة وأيضاً الحرب الروسية - الأوكرانية.

ثورة اقتصادية بالسعودية

وفي ما يتعلق بالسعودية أكد ساويرس أنها واعدة، قائلاً  "حالياً أتفاوض بشأن عديد من المشاريع، إذ تشهد الرياض ثورة على جميع المقاييس".

وفرضت مصر قيوداً على الاستيراد في الربع الأول من عام 2022، بعدما أوقف المركزي المصري في منتصف فبراير 2022 بقرار رسمي التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ كل العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية فحسب، مرجعاً قراره إلى تسهيل عملية شراء البضائع من الخارج وحماية المستوردين المصريين، وكذلك المصدرين عن طريق فتح الاعتمادات المستندية الأكثر ضماناً قبل أن يتدخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مايو (أيار) 2022 لاستثناء المواد الخام ومستلزمات الإنتاج من قواعد تنظيم الاستيراد التي طبقها البنك المركزي ولا تزال تعاني نقصاً حاداً في العملة الأجنبية.

وفقد الجنيه المصري قرابة نصف قيمته الشرائية منذ مارس (أذار) من العام الماضي، فيما كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الأخيرة عن ارتفاع التضخم في البلاد على أساس شهري لإجمالي الجمهورية بنسبة 3.2 في المئة خلال مارس الماضي مقارنة بفبراير السابق له، وزاد معدل التضخم السنوي إلى 33.9 في المئة خلال شهر المقارنة، قياساً بالشهر المماثل من العام الماضي.

مؤتمر عالمي بالقاهرة

في المقابل أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تنظيم مؤتمر صحافي عالمي خلال أيام، بحضور وسائل الإعلام المصرية والعالمية، لشرح محددات الموقف الاقتصادي، وكذا الرد على التساؤلات المطروحة على الساحة، بشأن عدد من الملفات المختلفة.

وأشار مدبولي إلى النتائج المثمرة لمباحثات القمة المصرية - اليابانية التي عقدت بالقاهرة، وجمعت الرئيس المصري السيسي برئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، إذ شهدت الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر واليابان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

القاهرة لم تتأخر عن سداد أي التزامات عليها

وأكد رئيس الوزراء على أن الدولة المصرية لم ولن تخفق في سداد أي التزامات عليها، وأنها لم تتأخر حتى هذه اللحظة في سداد أي التزامات، إلى جانب التأكيد على مواصلة جهود الحكومة لجذب الاستثمارات ودفع مشاركة القطاع الخاص، مشيراً إلى الدور الفاعل لوحدة حل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء في التعامل الفوري مع ما يواجه المستثمرين من تحديات ومشكلات، وترؤسه آخر اجتماعات الوحدة أمس.