Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سبب تثاقل الخطى الدولية والإقليمية تجاه حرب السودان؟

الأمم المتحدة حذرت من أن المعارك بين طرفي النزاع تنذر بالانتقال إلى مرحلة أكثر تدهوراً وخطورة

ملخص

لم تظهر حتى الآن أي مؤشرات على توقف القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

على الرغم من الاهتمام الواسع الذي حظيت به الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على المستويين الإقليمي والدولي، لكن لم تظهر حتى الآن أي مؤشرات بتوقف قريب للقتال، بل تشير إلى احتمالية استمرار المعارك التي ظلت متواصلة على الرغم من الهدن المعلنة التي تم التوصل إليها حتى الآن، وكان الغرض الأساسي منها هو تأمين إجلاء الرعايا الأجانب والدبلوماسيين وفتح ممرات إنسانية للمواطنين.

هواجس

على الرغم من استمرار المعارك في الخرطوم وتأزم الأوضاع الإنسانية يوماً بعد يوم، حيث حذرت الأمم المتحدة من أنها تنذر بالانتقال إلى مرحلة أكثر تدهوراً وخطورة، تعجز الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية إلى الآن عن دفع الطرفين إلى وقف الحرب أو حتى تثبيت الهدن الهشة المتكررة، فما هي أسباب تباطؤ وتيرة المواقف والحلول الدولية في وقت تتزايد فيه المعاناة وتتفاقم الأوضاع الإنسانية؟

في السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية محيي الدين إبراهيم، أن المجتمع الدولي يبدو مشغولاً ومستغرقاً بحالة التداعي والتفكك والتصدعات التي تعيشها المنظومة الدولية بعد الحرب الروسية الأوكرانية الأمر الذي يصعب حدوث أي توافق كبير على المستوى الدولي، إذ يبدو أن الفاعلين الدوليين ينشغلون بقضايا ترتبط بتداعيات الحرب في أوكرانيا على النظام العالمي.

وأوضح إبراهيم، أن الهواجس المرتبطة بمخاوف المجتمع الغربي لا سيما الدول الأوروبية من أن تفجر الحرب موجة من النزوح الكبير بالنسبة للسودانيين الفارين من جحيم الحرب إلى أوروبا عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

تقاطع المصالح

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن ثمة عاملاً حيوياً يلعب دوراً في بلورة وتطور المواقف الإقليمية والدولية لا سيما الموقف الأميركي، هو بروز الدور الروسي وبخاصة مجموعة فاغنر، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى التشديد على أن الحرب السودانية هي شأن داخلي ولا يجب أن يكون هناك أي تدخل دولي فيها، وفق تصريحات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وحذر من أن استمرار تباطؤ المجتمع الدولي هو الذي ينذر ويهدد بتفاقم حرب السودان وتمددها، بخاصة في ظل تشدد الطرفين المتقاتلين في مواقفهما والتصدع الذي ما زال قائماً وسط القوى السياسية السودانية بخصوص التوافق المفقود تجاه الحلول المطروحة. 

من جانبه يوضح أستاذ السياسة الخارجية، عبدالرحمن أبو خريس، أن تقاطعات المصالح الدولية والإقليمية حول أزمة الحرب في السودان تشير إلى تدخل أطراف عديدة فيها، فهناك فاعلون دوليون لهم أيضاً مصالح يعملون على المحافظة عليها، لكن مع مراعاة المصالح الغربية أيضاً.

مجرد حسن نوايا

يشير أبو خريس إلى أن من ضمن أسباب بطء الحراك الدولي والإقليمي هو عدم الرغبة أو الجدية اللازمة من الطرفين المتقاتلين وبخاصة الجيش الذي يشدد في القوت الحالي على أن مطلبه الأساسي هو حسم تدخل قوات الدعم السريع، وبالتالي رفض أي تدخل الخارجي يحول دون ذلك، مضيفاً "لعله يقتدي في ذلك بتجربة الحكومة الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، تجاه التمرد الذي حدث من جبهة تحرير تيغراي"، بحسب تعبيره.

ويردف "صحيح أن الحراك الدبلوماسي للقوات المسلحة السودانية حرك المواقف لصالحها بالتأكيد كونها المؤسسة القومية السودانية الشرعية، وبخاصة الجامعة العربية التي أكدت ذلك مع مطالبتها قوات الدعم السريع بالانسحاب الفوري من المستشفيات والمرافق الحيوية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أنه على الرغم من أن الجولات المكوكية العربية والأفريقية التي قام بها، السفير دفع الله الحاج، المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان كانت ناجحة، لكن قد لا يكون لها أثرها المرجو في حال استمرار الحرب وإطالة أمدها إذ كان يجب أن يتزامن ذلك مع تحقيق الحسم العسكري وإعادة الحياة إلى طبيعتها وخصوصاً بالنسبة للمرافق العامة.

ووصف موقف الجامعة أنه لم يتعدَّ التعبير عن حسن النوايا، وأن قراراتها بخصوص التأكيد على شرعية الجيش السوداني ومطالبة قوات الدعم السريع بالانسحاب من المستشفيات والمرافق الحيوية، تعكس فقط التضامن العام لأعضائها.

تطور لافت

وفي تطور لافت أعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الرئيس جو بايدن أصدر أمراً تنفيذياً يسمح بفرض عقوبات على شخصيات "تزعزع استقرار" السودان، حيث الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع متواصلة رغم الهدن المعلنة من قبل طرفي النزاع.

وقال بايدن، إن الوضع في السودان يشكل تهديداً استثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أن العنف هناك "مأساة وخيانة لمطلب الشعب السوداني الواضح بحكومة مدنية والانتقال إلى الديمقراطية"

وأضاف أن "الوضع بالسودان بما في ذلك استيلاء الجيش على السلطة عام 2021 واندلاع القتال الحالي يهدد أمننا القومي" داعياً الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن جهود إدارته تتواصل لحث جميع الأطراف على إنهاء الصراع العسكري، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وشدد بايدن على أن العنف الذي بدأ خلال شهر رمضان وسرق أرواح مئات المدنيين أمر غير معقول ويجب أن يتوقف، معلناً انضمامه إلى السودانيين المحبين للسلام وقادة العالم في الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.

مساعي غريفيث

على صعيد متصل، كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، أنه يأمل الاجتماع وجهاً لوجه مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية.
وتضغط الأمم المتحدة على طرفي القتال المندلع منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، من أجل تأمين ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية اشترطت فيها موافقة الطرفين على ذلك، خصوصاً بعد تعرض عدد من الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية للنهب. 

عنف المعارك 

على الرغم من الهدنة السابعة المعلنة لمدة سبعة أيام ما زالت تدور، حتى مساء أمس الخميس، معارك عنيفة وسط الخرطوم حول المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة.

وما زال دوي القصف العنيف يسمع في مدن الخرطوم بحري وأم درمان حيث تدور معارك وسط أحياء الملازمين والفتيحاب ومعظمها وسط أحياء سكنية، مما خلق ذعراً لدى المواطنين وبخاصة الأسر التي لديها أطفال وسط مشقة كبيرة في الحركة والحصول على الخدمات الأساسية خصوصاً الكهرباء التي ظلت مقطوعة في بعض المناطق لأكثر من أسبوعين متتاليين، مما اضطر العديد من الأسر في تلك الأحياء إلى هجر منازلها والانضمام إلى أقاربهم في مناطق أخرى أقل وطأة في الاشتباكات وأفضل حالاً في الخدمات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير