ملخص
القوات الجوية الأوكرانية ترجح أن يكون خلل تقني قد تسبب بفقدان السيطرة على المسيرة. وأفادت الإدارة العسكرية لمدينة كييف بأن الدفاع الجوي تم تفعيله
ذكرت وكالة "تاس" للأنباء، اليوم الجمعة، نقلاً عن خدمات الطوارئ الروسية أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف مصفاة "إلسكي" للنفط في جنوب روسيا، هو الثاني خلال يومين، تسبب في اندلاع حريق.
وذكرت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء أن حادثة اليوم لم تسفر عن وقوع إصابات وأنه تم إخماد الحريق.
ولم يتضح من يقف وراء الهجوم.
دوي انفجارات
في هذا الوقت، إثر سماع دوي انفجارات عدة في العاصمة الأوكرانية، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط مسيرة تابعة له فوق كييف، أمس الخميس، بعدما فقد السيطرة عليها. وكانت انفجارات قد دوت لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة في كييف التي شهدت ليل الأربعاء-الخميس سلسلة هجمات.
وليل الخميس جاء في بيان لسلاح الجو الأوكراني "قرابة الساعة 20:00 (17:00 توقيت غرينتش) خرجت مسيرة جوية من طراز "بيرقدار تي بي 2" عن السيطرة خلال طلعة روتينية في أجواء كييف... تم تدمير الهدف".
وأشار البيان إلى أن القوات الجوية ترجح أن يكون خلل تقني قد تسبب بفقدان السيطرة على المسيرة. وأفادت الإدارة العسكرية لمدينة كييف بأن "الدفاع الجوي تم تفعيله".
وأبلغ رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عن "انفجارات وحرائق في منطقة سولوميانسكي في العاصمة" محذراً من احتمال وجود حطام طائرات مسيرة.
وشهدت كييف موجة هجمات ليل الأربعاء الخميس. وقال رئيس الإدارة العسكرية لكييف سيرغي بوبكو، صباح الخميس، "لم تشهد مدينتنا ضربات مكثفة كهذه منذ بداية هذه السنة".
هجوم جوي جديد على كييف
وهاجمت طائرات مسيرة العاصمة الأوكرانية كييف، مساء الخميس، مما عرض السكان لموجات من إطلاق النار والانفجارات في رابع هجوم على المدينة خلال أيام.
قال المسؤولون، إن طائرة واحدة على الأقل أُسقطت بعد أن بدأت وحدات مضادة للطائرات العمل خلال الغارة، التي بدأت بعد قليل من الثامنة مساء (بالتوقيت المحلي)، واستغرقت نحو 20 دقيقة.
وأعلن سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف على تطبيق "تيليغرام" "خلال حالة التأهب الجوي الأخيرة، رُصدت طائرة مسيرة فوق كييف قبل أن تسقطها قوات الدفاع الجوي".
وأعلنت السلطات المحلية حالة التأهب في العاصمة والمنطقة المحيطة بها. قال السكان الذين ذهبوا إلى الملاجئ تحسباً من الغارات الجوية، إن الطائرات المسيرة وصلت بسرعة أكبر من المعتاد بعد تحذير السلطات.
اتهامات متبادلة بين روسيا وأميركا
في وقت سابق الخميس، اتهمت موسكو واشنطن بإصدار أمر لكييف بشن الهجوم المفترض الذي استهدف بطائرتين مسيرتين الكرملين، أول من أمس الأربعاء، وأحبطته دفاعاتها الجوية، ما استتبع رداً أميركياً اتهم الجانب الروسي "بالكذب" في شأن الاعتداء الذي سبق لأوكرانيا أن نفت ضلوعها فيه أيضاً.
وفي خضم تبادل الاتهامات دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة مفاجئة إلى لاهاي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة روسيا على هجومها.
وفي حين لا يزال الغموض يحيط بالعملية، نفت أوكرانيا علاقتها بالهجوم الأكثر إثارة، الذي نُسب إليها منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022.
ولم توفر السلطات الروسية أي إثبات، ويستحيل التحقق من صحة مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل إعلام روسية وتُظهر طائرة مسيرة صغيرة تقترب من الكرملين قبل أن تنفجر وتندلع كتلة من اللهب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واتهمت أوكرانيا روسيا بـ"تدبير" العملية لتبرير تصعيد محتمل للنزاع، من دون أن تقدم بدورها أي دليل.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، إن "جهود كييف وواشنطن لإنكار أي مسؤولية لهما (عن الهجوم المفترض) سخيفة تماماً. القرارات المتعلقة بهجمات كهذه لا تُتخذ في كييف، بل في واشنطن. كييف تنفذ فحسب ما يُطلب منها"، من دون تقديم إثباتات على اتهاماته.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لقناة "أم أس أن بي سي" الأميركية، إنه "لا علاقة لنا بهذه القضية"، معتبراً أن بيسكوف "يكذب بكل وضوح وبساطة".
وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا من استغلال الهجوم للتصعيد ضد أوكرانيا.
وقال "ندعو روسيا إلى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شن) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا".
وتقع العاصمة الروسية على مسافة 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، فيما يقع الكرملين في منطقة تخضع لحماية أمنية مشددة. لذلك، أثارت الاتهامات الروسية استغراب عديد من المحللين.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي، الخميس، مشاهد تظهر بوتين خلال اجتماع عمل في الكرملين، في ما يعد أول ظهور علني له بعد الإعلان عن الهجوم المفترض.
وأكد بيسكوف أنه سيتم "تعزيز" التدابير الأمنية. وقال "سيتم تعزيز كل ذلك، بالتأكيد، وقد تم تعزيز كل شيء في إطار الاستعدادات للعرض" العسكري في الساحة الحمراء في موسكو إحياء لذكرى الانتصار على ألمانيا النازية الذي تحييه موسكو في التاسع من مايو (أيار).
"أنشطة تخريبية"
ونددت روسيا، الخميس، بموجة "أنشطة إرهابية وتخريبية" أوكرانية غير مسبوقة على أراضيها. وقالت الخارجية الروسية إن "الأنشطة الإرهابية والتخريبية للقوات المسلحة الأوكرانية تتخذ بُعداً غير مسبوق".
وتكثفت الهجمات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجمات بمسيرات وعمليات تخريبية للسكك الحديد. والخميس، أصابت مسيرات مصافي نفط في مناطق في جنوب غربي روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا.
كما أعلنت السلطات المعينة من موسكو إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وفي حين لم تتبن كييف أياً من هذه الهجمات كالعادة، إلا أن تكثيفها يأتي في وقت تؤكد أوكرانيا أنها أكملت استعداداتها لهجوم الربيع الواسع النطاق الذي أُعلن عنه منذ أسابيع، وهدفه المعلن هو استعادة الأراضي المحتلة في الشرق والجنوب.
الانضمام إلى الناتو
وخلال زيارته إلى لاهاي حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية دعا زيلينسكي إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة روسيا على هجومها. وطالب بـ"عدالة واسعة النطاق" وليس "بإفلات هجين من العقاب".
وقال في خطاب أمام دبلوماسيين ومسؤولين "يجب أن تكون هناك مسؤولية" عن جريمة العدوان هذه التي وصفها بـ"بداية الشر". وتحدث أيضاً عن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وقال "نحن واقعيون، نعرف أننا لن نكون في الناتو خلال الحرب". ودعا حلفاءه في الغرب لمواصلة إرسال شحنات الأسلحة "بأسرع وقت ممكن".
محطة نووية أوكرانية
على صعيد آخر، قال مسؤول روسي لوكالة "تاس" للأنباء، إن مستويات المياه المرتفعة على نحو قياسي قد تغمر سداً رئيساً في جنوب أوكرانيا وتلحق الضرر بأجزاء من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، وقال رينات كارتشا، مستشار المدير العام لشركة الطاقة النووية الروسية "روس إنرجوأتوم"، إنه إذا تصدع سد "نوفا كاخوفكا"، فإن المياه ستغمر خط الكهرباء الواصل إلى محطات الضخ في محطة زابوريجيا، وأضاف أن "هذا (سيخلق) مشاكل فنية لتشغيل المحطة ومخاطر على السلامة النووية".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا، أظهرت صور الأقمار الصناعية أضراراً جديدة كبيرة في السد.
وتبادل الجانبان الاتهامات بالتخطيط لتدمير السد باستخدام المتفجرات، الأمر الذي سيغمر معظم المنطقة في اتجاه مجرى النهر ومن المحتمل أن يتسبب في دمار كبير حول خيرسون.