ملخص
الطلب العالمي يتراجع 13 في المئة مع توقعات بتقليص وتيرة رفع الفائدة
كشفت بيانات رسمية حديثة، ارتفاع إجمالي إنفاق المصريين على شراء الذهب والمجوهرات خلال الربع الأول من العام المالي الحالي إلى ما يقرب من مليار دولار.
مع استمرار خسائر الجنيه المصري مقابل الدولار، تصدر الذهب قائمة الملاذات والأصول الآمنة في السوق المصرية منذ بدء تدخل البنك المركزي المصري في سوق الصرف واعتماد سياسة التعويم المدار وصولاً إلى أسعار صرف مرنة أمام العملة الأميركية.
بحسب البيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، سجل إنفاق المصريين على شراء الذهب خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى نهاية مارس (آذار) من العام الحالي نحو 0.986 مليار دولار مقابل نحو 0.737 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الماضي، بنسبة نمو تبلغ نحو 34 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويكشف التقرير أن مشتريات المصريين من المعدن النفيس بلغت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 16.2 طن، مقابل 12.2 طن خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بنسبة نمو بلغت نحو 33 في المئة.
واحتلت مصر المركز السابع في قائمة الدول الأعلى إقبالاً على شراء الذهب خلال الربع الأول من العام الحالي بحصة تمثل اثنين في المئة من الإجمالي العالمي.
ويشير مجلس الذهب العالمي إلى تربع مصر قمة الدول العربية الأعلى إنفاقاً على شراء المعدن الأصفر خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، إلا أنها جاءت في المركز الثاني بمنطقة الشرق الأوسط، فيما يرتبط اتجاه المصريين في الآونة الأخيرة إلى شراء الذهب كأداة تحوط مع استمرار خسائر الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي.
كم بلغت مشتريات البنوك المركزية؟
عالمياً، وحسب البيانات، تراجع الطلب العالمي على الذهب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مع انخفاض مشتريات المستثمرين على رغم مشتريات البنوك المركزية، وانخفض الطلب العالمي على المعدن الأصفر بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي إلى 1081 طناً، وجاء نحو نصف ذلك الطلب من قطاع المجوهرات.
واشترت البنوك المركزية على مستوى العالم، نحو 228 طناً من الذهب، وهو أعلى مستوى يسجل في الربع الأول من العام منذ عام 2000، وبلغ الطلب الصيني على المجوهرات 198 طناً، في أكبر وتيرة فصلية منذ الربع الأول من عام 2015، بدعم من إنهاء القيود المرتبطة بالوباء.
يلفت التقرير إلى احتمالية نمو الطلب على الاستثمار هذا العام، وأن تظل مشتريات البنوك المركزية قوية، وإن كانت أقل من المستويات المرتفعة المسجلة العام الماضي.
ويتوقع استراتيجيو بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو" تفضيل المستثمرين للذهب وأسهم شركات التكنولوجيا لأنها بمثابة حماية ضد احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة هذا العام، وكشف محللو البنك أن الأزمة المصرفية التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية أدت إلى زيادة الطلب على المعدن كبديل لمعدلات الفائدة الحقيقية المنخفضة، إضافة إلى أنه وسيلة للتحوط ضد سيناريو كارثي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشاروا، إلى أن هذه الاتجاه جاذب نسبياً بالنظر إلى جانبه السلبي المحدود في سيناريو حدوث ركود معتدل في الولايات المتحدة، ولكن سيكون له خطوط كبيرة من فرص الاتجاه الصعودي في حال حدوث ركود أعمق.
وارتفعت حصة التكنولوجيا في الأسهم العالمية بشكل حاد هذا العام، لتستقر قرب أعلى مستوياتها المسجلة في 2021، مما يشير إلى أن العالم ككل أصبح أكثر اهتماماً بذلك القطاع.
السبائك تفقد بريقها
في سوق المعادن، استقرت أسعار الذهب في تداولات الجمعة، لكنها لا تزال تتجه نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ منتصف مارس (آذار)، مع توجه أنظار المستثمرين نحو التقرير الشهري للوظائف الأميركية.
واستقرت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو (حزيران) عند 2055.4 دولار للأوقية، بينما تراجع سعر التسليم الفوري بنسبة طفيفة بلغت نحو 0.11 في المئة أو 2.29 دولار عند مستوى 2047.99 دولار.
وتعد أسعار الذهب مرتفعة بنحو ثلاثة في المئة خلال الأسبوع الحالي مع زيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تجدد المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأميركي وسقف الدين، بينما ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو (تموز) بنسبة 0.32 في المئة عند 26.31 دولار للأوقية، واستقر سعر التسليم الفوري للبلاتين عند 1048.31 دولار.
وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة بنسبة 0.22 في المئة إلى نحو 101.18 نقطة.
على صعيد أسعار الذهب في مصر، سجل الغرام الواحد من عيار 21 مستوى 2630 جنيهاً (85.11 دولار)، كما بلغ سعر الغرام عيار 18 مستوى 2289 جنيها (70.07 دولار)، وبيع الغرام عيار 24 بنحو 3005 جنيهات (97.24 دولار)، وبلغ سعر الجنيه الذهب نحو 21040 جنيهاً (680.6 دولار).
في بيان سابق، كشفت شعبة الذهب في الغرفة التجارية بالقاهرة، أن السعر العالمي للمعدن ارتفع أكثر من 40 دولاراً في حين سجل السعر المحلي استقراراً ملحوظاً، وسط تحرك محدود بسبب تراجع الطلب على سبائك الذهب في مصر.
وأوضحت الشعبة، أن عودة الهدوء لسوق الذهب بعد موجة كبيرة من الارتفاعات وصلت بسعر الذهب إلى مستويات 2900 جنيه (93.85 دولار) في بعض أيام ذروة الطلب، لكننا نلاحظ الآن هبوطاً في الطلب بعد تأكيدات عدة بأن أسعار الذهب مبالغ فيها.
وقدرت الشعبة، أن تشهد سوق الذهب مزيداً من الهدوء والاستقرار مع إتاحة معروض يكفي الطلب بخاصة أن الطلب انخفض في اليومين الماضيين، وهو ما ينذر بمزيد من الهبوط في حال استمر هبوط الطلب من قبل المستهلكين.