ملخص
هكذا نسترجع السيطرة على زمام الأمور - إضفاء الطابع الشخصي على تجربتنا مع تويتر وتشكيلها على نحو نستمتع به مرة أخرى: حصر المستخدمين أصحاب شارات التوثيق
بطريقة ما، أسدانا إيلون ماسك معروفاً إذ ألغى حال التزكية لمعظم (إن لم يكن جميع) حسابات المستخدمين على "تويتر" التي لم تشترك في الخدمة المدفوعة للتزكية، "تويتر الأزرق" أو "تويتر بلو" Twitter Blue.
ما تبقى من حسابات، ما عدا بعض الأسماء الكبيرة الشهيرة السهل التأكد من هويتها، يبدو شريحة من المستخدمين الأسوأ على الإطلاق. وجدت دراسات أن ضمن الحسابات ذات الشارات الزرقاء الجديدة (الشارات في الواقع بيضاء وذات خلفية زرقاء، ولكن دعونا لا نتوه وسط هذه التفاصيل) "ناشرين يغرقون المنصة بمعلومات مضللة"، وأن تنفيذ الإجراء قد ترافق مع "ارتفاع غير مسبوق" في خطاب الكراهية على الموقع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفق الروايات المتناقلة، حسناً... يبدو أن مشتركي "تويتر بلو" يشكلون المستخدمين الأسوأ على المنصة. وهو أمر منطقي ومفهوم - المستخدمون الذين يرغبون في الاشتراك بخدمة "تويتر الأزرق" يميلون إلى أن يكونوا من عشاق ماسك ومن الطامحين في إيجاد مكانة لهم بين المؤثرين في الموقع، المستائين كونهم لم يتمكنوا سابقاً من الحصول على شارة التزكية بشكل مشروع، لذا تجدهم الآن يتبجحون بشاراتهم المدفوعة. يبدو الأمر كما لو أن شخصاً ما اشترى ناديك المفضل لكرة القدم، وطرد جميع اللاعبين، وجلب فريق الهواة لكرة القدم من إحدى الحانات القديمة الرخيصة التي تأوي كلباً أشرس من نوع الساتيان أو الراعي الألماني ينبح على كل من يمر به.
أصبح الشعار "الشارة الزرقاء" الآن شديد السمية إلى حد أن هؤلاء المشاهير الذين احتفظوا بوضعهم بفضل نعمة ماسك يستميتون من أجل إخبارنا بأنهم بالتأكيد لا يدفعون أي نقود مقابل هذا الامتياز. "أنت تدفع مقابل تويتر" صارت تحسم الجدال وتبعث على السخرية، مما يعني أن أي شخص غريب الأطوار بما يكفي لدفع ثمانية دولارات شهرياً لماسك لا يستحق أن يؤخذ بجدية كافية للقتال في صفوفه.
تكمن المتعة في أنه أصبح من السهل جداً الآن تحديد أسوأ المستخدمين على "تويتر"، مما يعني أنه في المستطاع حجبهم عن الأنظار وحذف أصواتهم وآرائهم تماماً من خلاصة التغريدات على صفحتك إلى الأبد. يقيم مستخدمو "تويتر" "حفلات حظر"، مبتهجين في مهرجان من الحجب، ويتشاركون منشورات تحظى بمشاركة عالية وعبارات بحث أسهمت في التخلص من أسوأ الحسابات على الإطلاق (من الأمثلة الجيدة عبارات "انضم إلى الصحوة، انهار"، أو "حياة الجميع مهمة" متبوعة بـ"تصفية: أزرق- موثق" مثلاً). الخوارزمية الجديدة التي تقدم لك أولاً الحسابات التي تملك خدمة التزكية جعلت من السهل جداً العثور على تلك الأهداف، من ثم لن تزعجك أبداً مجدداً.
إنه لشعور مرض تماماً. يبدو أننا نكسب بعض أشكال السيطرة على المنصة. يبدو كما لو أن ماسك أخفق جداً بسبب خطاب الكراهية والسمية، أو قرر ألا يعيره أي اهتمام، أو اختار أن يشجع بشدة أسوأ جانب من التصيد على الإنترنت.
يشكل الحظر الجماعي طريقة لاستعادة القوة - إضفاء الطابع الشخصي على تجربتنا على "تويتر" وتشكيلها على نحو نستمتع به مرة أخرى. يبدو الأمر أشبه بالمقاومة. إننا نخدع النظام.
إنها أشبه بلعبة فيديو رائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تنتحب فيها شخصيات "ترولز" كالزومبي أو غريبي الأطوار. هذه صفعة! وداعاً يا كاره المتحولين جنسياً! طاخ! أراك لاحقاً، يا محرض اليمين المتطرف للناشئين! ضربة مفاجئة! الوداع أيها الليبرتاري! يسعنا الآن بأمان أن ننقر على بعض الأخبار حول أحد أفلام "مارفيل" من دون أن نكون أكيدين من أن أول رد سيصلنا سيكون من مستخدم يعتقد أن حضور النساء في السلسة قد دمرها. إنه شعور جيد.
ذكر المستخدم المتمرس على "تويتر" دريل @Dril هذا الأسبوع، مشجعاً المستخدمين على حظر الحسابات الموثوقة ذات الشارات الزرقاء #BlockTheBlue: "حظرها وتشجيع الآخرين على الحذو حذوكم على نطاق جماعي يشكل تماماً النقيض لرغبتهم"، وتابع: "علاوة على ذلك، الأمر ممتع". أنا من جهتي، أوافقه الرأي.
© The Independent