Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حقبة الذكاء الاصطناعي... هل حانت النهاية؟

تحذيرات من أن التكنولوجيا يمكن أن تقود إلى مستقبل تتفوق فيه الآلات على الذكاء البشري وتقرر في النهاية قتلنا

 يقول جيفري هينتون إن هذه الأشياء يمكن أن تصبح أكثر ذكاء من الناس (رويترز)

ملخص

 حكاية نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي قد تكون بعيدة المنال لكن المؤكد هو أن وظائفنا في خطر

ما هو أروع سيناريو لنهاية العالم؟ أنا منحاز تماماً إلى الزومبي، ولكن هذا على الأرجح لأنني كنت في الجامعة خلال موضة الزومبي الكبيرة [فترة اشتهرت فيها أفلام وكتب الزومبي] في أواخر العقد الأول من القرن الـ 21، إذ كان من المستحيل التعامل مع أية وسيلة إعلامية لا توجد فيها حال من "الزومبية".

أن تقضي خمس سنوات تسأل الغرباء في أماكن التدخين في الحانات: "مرحباً، كيف تعتقد أنك ستنجو من نهاية عالم زومبية؟" هو أمر أساس للأفراد من جيل الألفية [الذين ولدوا بين عامي 1980 و2000].

ربما يكون هذا الانهيار البطيء للحضارة الذي نعيشه الآن هو السيناريو الأقل إثارة للاهتمام لنهاية العالم، لذلك يسعدني أن أعلن تجاوزه قريباً بسيناريو نهاية العالم المفضل لدي: الروبوتات القاتلة قادمة.

في الأقل يبدو أن هذا هو الحال وفقاً لجيفري هينتون، وهو رجل اشتهر جداً بعمله في تقنيات الذكاء الاصطناعي لدرجة أنه يعرف باسم "عراب الذكاء الاصطناعي"، فقد ترك هينتون وظيفته أخيراً في "غوغل"، إذ ساعد في تطوير التكنولوجيا الأساس التي مهدت الطريق لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية مثل "تشات جي بي تي" ChatGPT، ولقد ترك وظيفته، على ما يبدو، لتحذير البشرية من أخطار الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعتقد هينتون أنه على المدى القصير سيستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مجموعات من نسخ مزيفة من صور ومقاطع فيديو ونصوص، مما سيترك عامة الناس غير قادرين على التمييز بين الحقيقة والخيال، وفي المدى الطويل يمكن أن تصبح الأمور أسوأ، إذ يقترح هينتون أن التكنولوجيا يمكن أن تقود إلى مستقبل تتفوق فيه الروبوتات على الذكاء البشري، وتقرر في النهاية قتلنا.

أخيراً، بعض الأخبار الجيدة!

لا يمكنني التحدث عن صحة ادعاءات هينتون في شأن الجزء الثاني، لكن يجب أن نقلق جداً في شأن الجزء الأول، فقد كنا بالفعل نواجه مشكلة "الأخبار الكاذبة" (أي البروباغندا والدعاية الوقحة) قبل وجود أنظمة يمكنها بشكل أساس أتمتة ذلك، وتخيل إلى أي حد سيسوء الأمر عندما لا يكتفي الأشخاص بتغريد معلومات مزيفة أو مواقع إخبارية ركيكة تكتب مقالات إخبارية متحيزة أو ملفقة بشدة، بل يخلقون صوراً ومقاطع فيديو مزيفة لا يمكن التفريق بينها وبين الحقيقة.

هل تذكرون تلك الصورة التي انتشرت قبل بضعة أسابيع للبابا مرتدياً سترة مغني راب كبيرة منتفخة؟ اعتقدتها حقيقية لمدة يومين كاملين. حسناً، أنا ساذج جداً، ولكن على هذه الوتيرة ستكون هذه التكنولوجيا متطورة بما يكفي لخداع الأشخاص غير السذج في وقت قريب جداً.

ولكن ماذا عن ادعاءاته حول مستقبل على غرار "تيرميناتور" Terminator، حيث تطاردنا الروبوتات كهواية لها؟

بصراحة وبغض النظر عن مدى جنون هذه المزاعم، لن يفاجئني شيء بعد الآن، ويبدو أن القاعدة على مدى السنوات الـ 10 الماضية كانت "فكر في الأسوأ، الشيء الأقل احتمالاً بأن يحدث"، وأضمن لك أن شيئاً أسوأ سيحصل في النهاية.

أطرف جزء في بيان هينتون هو بالتأكيد الجزء الذي يقول فيه إن "القليل من الناس فقط اعتقدوا أن هذه الأشياء يمكن أن تصبح أذكى من البشر، ومعظم الناس اعتقدوا أن الأمر بعيد المنال، وأنا كنت أعتقد أنها بعيدة جداً، ربما بعد 30 إلى 50 عاماً أو حتى أطول من ذلك".

انتظر، هل اعتقدت أن سيناريو نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي كان على بعد 30 عاماً فقط، ومع ذلك مضيت قدماً في تطويرها على أي حال؟

 30 عاماً ليست "بعيدة جداً"، إنها فترة لا تذكر، فيلم "حديقة الديناصورات" [الماثل في ذاكرتنا] صدر قبل 30 عاماً!

هينتون ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعتقد أن التكنولوجيا التي ساعدوا في إنشائها ستدمرنا في النهاية، وفي ظهور أخير له عبر "بودكاست"، قال بول كريستيانو الذي أدار فريق تراصف نماذج اللغة في شركة "أوبن آي أي" OpenAI، إنه يأخذ على محمل الجد فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيستعبد البشرية ويدمرها في النهاية.

إذن ما هو الحل؟ هل يجب أن نحظر الذكاء الاصطناعي؟ هل يجب أن نقر قوانين لمحاولة تنظيمه؟ لا يبدو هذا مرجحاً إذ لم يزل صانعو القرار يبحثون عن طريقة لوقف تجنيد النازيين الجدد عبر "تويتر"، أو تنظيم حملات كراهية ضد الأفراد الذين يختلفون معهم في الرأي، وسنختبئ من "سكاي نت" Skynet [نظام ذكاء اصطناعي خيالي لديه قدرة على إدراك العالم المادي ويمكنه العمل من خلال الروبوتات وأنظمة التحكم في الكمبيوتر] فيما لا تزال الحكومة تحاول معرفة ما إذا كان إقصاء "روبوت القاتل 3000" AssassinBot 3000 [نسخة روبوت خيالية] عن العالم الافتراضي يمثل انتهاكاً لحقه في حرية التعبير أم لا.

ما أعلمه أن التهديد الأكبر على المدى القصير هو في سوق العمل، سواء حصلنا على نهاية للعالم مرضية للغاية أم لا، مع الدبابات الإلكترونية وأبراج الليزر الواعية، وهذا أمر يتطرق إليه هينتون، لكنه على الأرجح الشيء الذي من المحتمل أن يؤثر فيكم أيها القراء.

من المؤكد أنه سيؤثر فيّ، ولا أعتقد أنني كنت سأبذل كل جهدي في مهنة الكتابة لو كنت أعلم أن الناس لا يولون قيمة كبيرة لجودة النصوص التي يقرأونها، إذ يمكنهم بطمأنينة تفويض تلك الأعمال لنموذج لغة قائم على الذكاء الاصطناعي.

قد تعتقدون أنكم بأمان، ولكن إذا كنتم تعملون في مجال يمكن تسليمه إلى خوارزمية فكونوا مطمئنين أن هذا بالضبط ما سيحدث في نهاية المطاف، ولا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى استراحات تدخين، ولا يتحرش جنسياً بزملائه في العمل، والتعويض الوحيد الذي يحتاجه هو معلوماتكم الثمينة، ولا شيء غير ذلك.

في الوقت الحالي ليس الموضوع ما إذا كانت الروبوتات ستأتي لاستخلاص أعضائكم الضعيفة والقليلة الأهمية، بل إنها بالتأكيد قادمة لأخذ وظائفكم.

© The Independent

المزيد من علوم