ملخص
عندما بدأ تطبيق تقنية الفيديو لأول مرة في كأس العالم 2018 اعتقد الجميع أن هذا الأمر سيجعل التحكيم مثالياً
يعد الحكام في الوقت الراهن الحلقة الأضعف في كرة القدم في أغلب الدوريات سواء العربية أو العالمية، على رغم أنه من المفترض أن تكون منظومة التحكيم هي الأقوى نظراً لأنها تنشر العدالة بين جميع الفرق، لكن جميع الفرق تعلق شماعة الأخطاء دائماً على التحكيم.
ومن أجل ضمان نجاح المسابقات الكروية يجب أن يكون لديك تحكيم مميز لفرض الاستقرار في الملعب، وهو ما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يعمل جاهداً لتطوير منظومة التحكيم لأنه من أهم عوامل إنجاح المسابقات التي تنظم.
ومن أجل الارتقاء بالمنظومة التحكيمية يجب أن توفر عوامل عديدة منها زيادة الاهتمام بقضاة الملاعب، وتهيئة البيئة الملائمة لهم، وزيادة حوافزهم المالية، والتعامل بشفافية في معالجة الأخطاء بعد الاعتراف بها.
كل هذا بجانب تفعيل عملية تبادل الحكام مع بعض الدول، واستقطاب خبراء في مجال التحكيم لعقد محاضرات وورش، فضلاً عن تعاون الأندية وأطراف اللعبة، وتجنب زيادة الضغوط على حكام المباريات، حتى يكون التحكيم قوياً.
وشهدت الآونة الأخيرة تطوير التحكيم حين بدأ يأخذ منحنى تصاعدياً بعدما استحدثت عديد من التقنيات، سواء تقنية الفيديو أو تقنية خط المرمى، إضافة إلى تقنية التسلل التي ظهرت خلال كأس العالم الأخير وكأس العالم للأندية، فضلاً عن تعديل طريقة احتساب الوقت بدل الضائع في المباريات، بجانب شرح الحكام لأسباب القرارات للجماهير والمشجعين من المنزل بعد استدعاء حكم الفيديو، التي طبقت خلال كأس العالم للأندية الأخير الذي أقيم في المغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأتي استحداث هذه التقنيات من أجل تقليل أخطاء الحكام، فالعامل البشري سيطر لسنوات طويلة للغاية على التحكيم، ومع وجود مثل هذه التقنيات ففرصة الأخطاء تقل مع مرور الوقت، وأصبحت مساحة التكنولوجيا أكبر بخاصة أنها تتسم بالدقة الأعلى، وتمنح العدالة لكل فريق من دون الانحياز لطرف على حساب آخر.
وعندما بدأ تطبيق تقنية الفيديو لأول مرة في كأس العالم 2018 اعتقد الجميع أن هذا الأمر سيجعل التحكيم مثالياً، وبعد مرور قرابة خمس سنوات على هذا القرار، تواصلت الأخطاء وتواجد منها أخطاء كارثية.
التحكيم في الدوريات المختلفة
ويعد الدوري الإنجليزي الممتاز من أكبر الأمثلة على إخفاق تقنية الفيديو في القضاء على الأخطاء، الأمر الذي جعل بعض النجوم والمدربين يطالبون بعدم تواجده ومن بينهم الأسطورة الإنجليزي وين روني وغيره.
أما بالنظر إلى الدوري الإسباني فما زالت هناك اتهامات للحكام بمجاملة ريال مدريد وبرشلونة مع وجود تقنية الفيديو، بشأن إلغاء أهداف واحتساب ركلات جزاء وغيرها من الأمور.
وبالنظر إلى بعض الدول العربية فحدث ولا حرج عن الأخطاء الكارثية التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من حكام الساحة أو حكام الفيديو وهو ما يجعل التحكيم دائماً في مرمى النيران.
وشهد الدوري الإنجليزي عديداً من الحالات الجدلية تحكيمياً خلال الموسم الحالي، ومنها مواجهة أرسنال وبرينتفورد، إضافة إلى مباريات أخرى لم يكن فيها التحكيم على المستوى الجيد، وهو ما اشتكى منه أرسنال بعدما فقد عديداً من النقاط بسبب أخطاء تحكيمية معاكسة.
وفي المنطقة العربية تكون الأضواء مسلطة على الدوري المصري، الذي يوجد فيه عديد من الأخطاء التحكيمية التي تعكر صفو المسابقة، فالجميع يهاجم التحكيم.
وشهد الدوري المصري هجوم عديد من الأندية على منظومة التحكيم، بسبب القرارات الخاطئة، وغيرها من الأمور التي تجعل الفرق تشعر بالظلم الكبير، مما يتسبب في إهدار مجهودهم المبذول.
وتعد الاستعانة بحكام أجانب في الدوري المصري أمر متعارف عليه أخيراً لعدم الثقة في الحكم المصري، وهو ما يهدم المنظومة ويجعلها الأضعف في الرياضة المصرية أخيراً.
وعلى رغم انتداب مطورين أجانب لتطوير منظومة التحكيم، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافياً في نهضة هذه المنظومة في الوقت الراهن، إذ يجب أن يكون هناك إصلاح شامل حتى يشعر الجميع بالرضى من قرارات الحكام.