Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ينعكس قرار تجميد حسابات الدعم السريع على مسار الحرب في السودان؟

تهدف إلى وضع الجيش يده على تلك الأموال بعدما اتضح أن أمد الحرب سيطول

تساؤلات في الشارع السوداني حول الهدف من قرار البرهان تجميد حسابات الدعم السريع (أ ف ب)

ملخص

دلالات توقيت قرار قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أمس بتجميد حسابات قوات الدعم السريع في جميع البنوك السودانية وخارجها وعدم صرف أية استحقاقات أو موازنات مرصودة لها

بعد مرور 30 يوماً من الحرب الدائرة في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وجه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أمس الأحد الجهات المختصة في حكومته بتجميد حسابات قوات الدعم السريع في جميع البنوك السودانية وخارجها، وعدم صرف أية استحقاقات أو موازنات مرصودة لها، فضلاً عن إصداره قراراً بإعفاء محافظ بنك السودان المركزي.

وأثارت هذه القرارات جدلاً وتساؤلات عدة في الشارع السوداني ومواقع التواصل الاجتماعي، فما مغزاها وأسبابها في هذا التوقيت الحساس؟

طول أمد الحرب

يقول المحامي السوداني الصادق علي حسن "في تقديري أن القصد من هذه القرارات هو وضع الجيش يده على أموال الدعم السريع بعد أن اكتشف أن أمد الحرب سيطول، فضلاً عن إرساله رسالة لجنود هذه القوات بأنه لم يعد لهم رواتب لأنهم يقاتلون بلا مرجعية رسمية، ومن الأفضل لهم ترك الحرب التي دخلوها كجنود بموجب اتفاق عمل، والآن انقطع مصدر هذا العمل وبالتالي فليس لهم مصلحة في القتال".

وأضاف حسن، "من دون شك أن الجهات الرسمية الخاضعة لمؤسسات الدولة ستتقيد بهذه القرارات، لكن في ما يتعلق بالخارج فإن التعامل مع هذه القرارات يكون وفقاً لاعتراف الدولة بالأوضاع القائمة، فالدول التي اعتبرت الحرب شأناً داخلياً ستلتزم بالقرارات الصادرة من المسؤول الأول في الدولة وهو البرهان، أما الدول التي تقود وساطة بين الطرفين ولديها علاقات ومصالح مشتركة مع طرفي الصراع فقد تتجاهل تلك القرارات، ومن المتوقع ألا تعطي روسيا هذه القرارات أي اعتبار لأن قائد الدعم السريع حليف بالنسبة إليها، في حين ستتعامل إسرائيل بحذر مع تلك القرارات".

وتابع، "في ما يخص قانونية هذه القرارات فإن ذلك يتوقف على ما ستتوصل إليه مفاوضات جدة من نتائج، فإذا كسب الجيش المعركة فإن القرارت ستأخذ حجيتها القانونية، أما غير ذلك أو في حال تغلبت الوساطة بنتائجها فستفقد أثرها".

ورأى المحامي السوداني أن قرار إعفاء محافظ بنك السودان المركزي له علاقة بتقديرات النزاع، فإما أن يكون تمسك باللوائح التي تنظم أعماله، إذ طلب منه القيام بمهمات محددة أو إصدار إجراءات بعينها لكنه لم يستجب، وهو الاحتمال الراجح، أو قد يكون اتهم بالتقاعس وعدم التعاون بانحيازه لطرف قوات الدعم السريع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حرب نفسية

وفي السياق أشار أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعات السودانية الحاج حمد إلى أن "ما صدر في شأن تجميد حسابات قوات الدعم السريع في المصارف محاولات لضعضعة الوضع النفسي لتلك القوات"، مبيناً أنه إذا استمر القتال وانتهى بهدنة وصلح فلن يكون لهذه القرارات فاعلية إلا في حال انتصار الجيش.

ونوه حمد إلى أن "مجمل هذه القرارات لا قيمة له في ظل تعطل البنوك ونهبها، فهو إجراء قصد به الحرب النفسية لا أكثر ولا أقل، لكن ما يلاحظ أن هذه القرارات تصدر من دون قياس الجوانب المتعلقة بالفعل ورد الفعل في ظل ما يجري من تطورات في ميدان المعركة".

تواصل المفاوضات

وتأتي هذه القرارات في وقت تتواصل المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة برعاية سعودية - أميركية من أجل التوصل إلى هدنة تحت رقابة دولية، تكون أساساً لوقف دائم لإطلاق النار، وذلك في ضوء الاتفاق المبدئي الذي وقع بين الطرفين الخميس الماضي وينص على تعهدهما بالامتناع من أي هجمات تلحق الضرر بالسكان المدنيين، فضلاً عن الالتزام بالسماح لهم بمغادرة مناطق الأعمال القتالية والمناطق المحاصرة، إضافة إلى الالتزام بحماية العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني.

وكانت الخرطوم شهدت خلال الأيام الماضية أعمال نهب وسلب وتخريب واسع للبنوك والمحال والأسواق التجارية والمصانع، مما ألحق بها أضراراً وخسائر كبيرة.

المزيد من تقارير