افتتح الرئيس اللبناني ميشال عون، صباح الأحد، القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، التي تستضيفها بيروت وسط غياب الغالبية الساحقة من الرؤساء والقادة العرب.
وتقدّم عون، خلال كلمته الافتتاحية، بمبادرة تهدف إلى اعتماد استراتيجية لإعادة الإعمار في سبيل التنمية، "ووضع آليات فعالة تتماشى مع متطلبات إعادة الإعمار، وفي مقدمتها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها، ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام ورفاه شعوبها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
ودعا عون "جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية إلى الاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة وبلورة هذه الآليات".
وطالب عون "المجتمع الدولي ببذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم، لا سيّما إلى المناطق المستقرّة التي يمكن الوصول اليها، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي".
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن "تحديات تحقيق التنمية المستدامة تفرض على الحكومات العربية أن تضع المستقبل في حسابها"، وتطرح أسئلة بشأن "الخطط العربية الشاملة لمواجهة الظواهر المربكة على الصعيد العالمي، مثل التغير المناخي والتطور التكنولوجي الذي يهدد الوظائف التقليدية".
وأعرب أبو الغيط عن أمله "بإظهار قدر أكبر من التعاضد والتكافل لإسناد ودعم المجتمعات التي تضغط عليها الأزمات الإنسانية، ومن بينها لبنان والأردن، اللذين تحملا الكثير وفاءً بدين العروبة واضطلاعاً بواجب الإنسانية". ولم يفت أبو الغيط الأسف على عدم حضور ليبيا اعمال القمة، بسبب ما تعرضت له من تهديدات من أطراف لبنانية وحادثة نزع العلم الليبي في باحة مقر القمة قبل أيام من انعقادها.
اما أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان آخر من اعلن حضوره القمة أمس السبت، كان اول المغادرين بعد مشاركته في الجلسة الافتتاحية، وفور انتهاء الرئيس اللبناني من القاء كلمته.
عشية انعقاد القمة التنموية الاقتصادية الاجتماعية في بيروت، توالت اعتذارات الملوك والرؤساء والقادة العرب عن عدم الحضور. وكانت مصادر اللجنة المنظمة للقمة أكدت حضور ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول، ولكن الحصيلة النهائية قبل ساعات من القمة هي أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز هما الوحيدان اللذان يمثلان أعلى مستوى لبلديهما في قمة بيروت. وحضور الأمير القطري جاء مفاجئا إذ انتظر إلى صباح السبت حين أبلغ رئاسة الجمهورية اللبنانية بأنه سيحضر غدا الاحد شخصياً لترؤس وفد بلاده.
29 بنداً على طاولة المباحثات
أما في ما يتعلق بموضوعات القمة، ففي مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير خارجية لبنان جبران باسيل مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط يوم السبت، قال إنه تم إقرار البنود الـ 29 في اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب الذي انعقد الجمعة بالتوافق، في حين بقي موضوع البيان الختامي والعمل عليه في اليومين المقبلين. وشدد على أن هناك توافقاً على حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها الدول العربية،. وهي مشكلات لا تتعلق بالدول ضمن حدودها فحسب بل هي مشكلات مشتركة، ونرغب في أن يكون إطارنا الاقتصادي موسعاً. ولفت باسيل إلى أن "لبنان طرح موضوع عودة سوريا إلى الحضن العربي وتالياً عودتها إلى الجامعة العربية. وهذا الموضوع بحاجة إلى صيغ ولا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن مقاربة هذا الموضوع.
ولفت الامين العام لجامعة الدول العربية إلى إقرار 29 مشروع قرار ورفعها إلى القمة الإقتصادية العربية سواء البنود الاقتصادية أو الاجتماعية، مشيراً إلى أنه "لم يكن هناك أي خلافات حادة او صعوبة في إقرار هذه القرارات". وأوضح أن "جامعة الدول العربية لا تتخذ موافقها إلا من محصلة النقاش. وحتى هذه اللحظة لم ينضج الموقف فيما يتعلق بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية نتيجة رؤى مخالفة..
أبو الغيط: "الربيع" كان مدمراً
وعشية إنعقاد القمة، كان لافتاً كلام الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط خلال مؤتمر تمكين المرأة اقتصادياً في المقر اللبناني لرئاسة الوزراء إذ قال "البعض وصف ما يحدث في الأمّة بأنّه "ربيع" لكنّ هذا الربيع كان مدمراً". وأشار إلى أن "جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية يتضمن عدداً من البنود المتعلقة بتمكين المرأة"، ولفت إلى ان "من يتابع بدقة ما نقوم به سواء الدراسات الخاصة بالمرأة أو التقصي والبحث ومتابعة امداد الدول الاعضاء والجامعات والمعاهد بالبحوث والمنابر الموجودة كافة في الجامعة العربية يُدهش لهذا الحجم من العمل الذي يتم. إنه حقيقة لجهد كبير". وأكد ان "الجامعة تعمل بشكل مستمر وبالتعاون مع الدول الأعضاء من أجل تطوير السياسة التي تعامل المرأة وقضاياها في المنطقة العربية".