Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعكم من الخلافات: لماذا تعد المجادلة سر الزواج الناجح

كيف يمكنك معرفة شخص ما إذا لم تكن تعلم ما الذي يثير استياءه؟

"الخلافات والأوقات العصيبة ضرورية من أجل تطورنا الاجتماعي والعاطفي" (رويترز)

ملخص

كيف يمكنكم معرفة شخص ما لم تُدركوا ما يثير استياءه؟ فدعكم من المماحكة إن المجادلة سر الزواج الناجح

تزوجتما للتو لكنكما لا تكفان عن الجدال؟ لا داعي للقلق، فحتى أفضل الأزواج يتشاجرون. في الواقع، بقدر ما يمكن للحب أن يجلب الفرح والبهجة والصحبة، فتجربة الاستمرار في علاقة طويلة الأمد غالباً ما تكون بائسة ومتعبة. تقول الكوميدية لوسي بورتر إن "الزواج بشكل أساسي هو أن تستيقظ كل يوم وترى وجه الشخص الذي تحبه يتقدم في السن أمام عينيك" وهي تشبه تلك التجربة بمشهد "ذوبان وجوه النازيين" في نهاية فيلم "سارقو التابوت الضائع" Raiders of the Lost Ark [من سلسلة أفلام إنديانا جونز].

جميعنا معرضون لخوض هذا النوع من الشجارات. لنأخذ على سبيل المثال جينيفر لوبيز وبن أفليك، اللذين صورا الأسبوع الماضي وهما يخوضان ما وصفته صحيفة "نيويورك بوست" "بالمحادثة المشحونة" [المشادة الكلامية] أثناء سيرهما على السجادة الحمراء في العرض الأول لفيلمها الجديد "الأم" The Mother. قبل أيام من ذلك، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه أفليك وهو يغلق باب السيارة بقوة وبشكل غريب بعد صعود جينيفر إليها. ومنذ بضعة أشهر "تشاجرا" في حفل توزيع جوائز غرامي Grammys، غير مدركين أنهما كانا أمام الكاميرا (في وقت لاحق أخبر أفليك مجلة "ذا هوليوود ريبورتر" the Hollywood Reporter أنه كان يحاول ببساطة منح جاي لو بعض المساحة والحرية لإجراء مقابلة مع المضيف تريفور نوح). وإن يكن؟ حتى لو كانا يتجادلان فهذا أمر طبيعي تماماً (ولكن  وفقاً لـ"قارئ الشفاه" الذي عينته صحيفة "ديلي ميل" خصيصاً لهذا الموضوع، فهذا الخبر ملفق وغير صحيح).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أو دعونا نتكلم عني أنا مثلاً. لقد تزوجت العام الماضي، واندلع أول شجار بيننا عندما أطلقت ريحاً بصوت مرتفع عن غير قصد بينما كنا نأكل السمك ورقائق البطاطس في باحة للخردة. بالكاد كان عشاء رومنسياً، وعلى رغم ذلك، اعتبرت زوجتي أنني أفسدت اللحظة. وفي الحقيقة، كانت صراحتها الشديدة والقاسية عاملاً مهماً جعلني أعرف أن بإمكاني البقاء معها على المدى الطويل. فحين كانت ترغب في خوض شجار، لم تكن تتردد في التصعيد والمشاحنة. في المقابل، في علاقاتي السابقة مع شريكات أكثر تفادياً للشجارات، بدت الأمور هادئة أكثر من اللازم. ولم أكن أرتاح لفكرة أنه علي التعامل معهن بحذر في المواقف المتوترة عوضاً عن مناقشة الأشياء بوضوح كما هي، وتخطي المشكلة، والشعور بالسلام والطمأنينة من جديد.

يعتقد عالم النفس الدكتور إد ترونيك أن الخلافات والأوقات العصيبة ضرورية من أجل تطورنا الاجتماعي والعاطفي. فمن خلال العمل على تجاوزها وإيجاد حل لها، نعمق علاقاتنا ونبني روابط دائمة. في كتابه "قوة الخلاف" The Power of Discord، الذي شاركت في تأليفه أيضاً الدكتورة كلوديا غولد، يقول إن "سوء الفهم ضروري من أجل التوصل إلى حل يصلح الوضع ويوفر الطاقة للنمو والتغيير. وعندما ينتقل شخصان من سوء التفاهم إلى الاتفاق، يصبح الرابط والتواصل بينهما أقوى".

وأنا أوافقهما الرأي. كيف يمكنك معرفة شخص ما لم تكن تعلم ما الذي يثير استياءه؟ وكيف يمكنك أن تعرف حقيقة علاقتك وتثق بمتانتها من دون أن تتأكد من أنك قادر على خوض شجار وتخطيه؟

لذا، دعونا لا نقسو على بن وجين. فحتى الحفاظ على علاقة بين شخصين عاديين، لا يخضعان للتدقيق الإعلامي الشديد الذي يتعرض له زوجان مشهوران، يتطلب جهداً كبيراً. هذا لا يعني أن علينا التسكع معهما والتعامل مع تداعيات شجاراتهما. وكما تقول الممثلة الكوميدية والبودكاستر غرين ماغواير، المهووسة بأخبار الأزواج المشهورين، "إنهما شخصيتان مهمتان للغاية، وهذا سيؤدي إلى دراما ونزاعات وخلافات. والجدير بالذكر أن عودتهما إلى بعضهما بعضاً هي بشرى سارة بالنسبة إلى مجتمعنا وثقافتنا، فنحن نستحق ذلك. لكنني لا أحبذ على الإطلاق فكرة أن أكون صديقتهما المفضلة".

إن المتعة التي تولدها مشاهدة شجار علني بين العشاق توازي تلك التي شعر بها متابعو الرياضات الدموية في حلبات روما القديمة. لا أعتقد أنني الشخص الوحيد الذي يحمل وجبته الخفيفة ويسترخي بالقرب من النافذة ليشاهد جيرانه في كل مرة يسمعهم يستشيطون غضباً ويتجادلون ليقرروا أية سلة مهملات يجب رميها هذا الأسبوع. وعلى رغم ذلك، بقدر ما تشكل هذه الأمور مادة دسمة للصحف الصفراء، فإن الشجارات والخلافات أمر طبيعي تماماً في أية علاقة. لذا أنا أضمن لكم وأطمئنكم أنكم ستكونون على ما يرام.

روزي ويلبي كوميدية ومؤلفة "مونولوجات الانفصال" The Breakup Monologues (دار بلومزبري)

© The Independent

المزيد من منوعات