سعوديان على متن رحلة فضائية في "المختبر الطائر"

ينقل صاروخ "فالكون 9" رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى المختبر الطائر، اليوم الأحد، في رحلة فضائية ذات أهداف علمية وبحثية، يتم فيها إجراء عدد من التجارب بمشاركة فريق باحثين عالميين، وذلك على مدى 10 أيام.

تنطلق المهمة التي تنظمها شركة "أكسيوم سبيس" إلى محطة الفضاء الدولية مع أول رائدي فضاء من السعودية أحدهما سيدة، على متن صاروخ من إنتاج "سبيس اكس" عند الساعة (21,37 غرينتش) من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية.

ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة نحو 20 تجربة أثناء إقامتهم، تتعلق واحدة منها بدراسة سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.

فريق عالمي

وسيضم الطاقم أيضاً رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بيغي ويتسن، التي توجهت إلى المحطة الدولية ثلاث مرات من قبل، حيث ستتولى قيادة المهمة، وكذلك رجل الأعمال الأميركي جون شوفنر الذي سيقود المركبة، فيما سيمضي هذا الطاقم 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية التي يتوقع أن يصل إليها الإثنين نحو الساعة (13,30 غرينتش).

وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم ثلاثة روس وثلاثة أميركيين ورائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.

وهذه المهمة المسماة "ايه اكس-2" (Ax-2)، هي الثانية المنبثقة من شراكة بين وكالة الفضاء الأميركية و"أكسيوم سبيس" التي توفر رحلات فضائية مماثلة لقاء ملايين الدولارات، حيث تتولى الشركة تدريب رواد الفضاء المبتدئين واستئجار وسائل نقل وتسهيل فترة إقامتهم في الفضاء.

مهمات فضائية

وكانت مهمة أولى أُطلق عليها "ايه اكس- 1" (Ax-1) نقلت في أبريل (نيسان) 2022 ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق هو مايكل لوبيز-أليغريا لقضاء أسبوعين في محطة الفضاء الدولية.

وأشار بعض رواد الفضاء الموجودون في محطة الفضاء الدولية إلى أنهم اضطروا لتخصيص قسم من وقتهم الثمين للاهتمام بهؤلاء السياح.

وتشكل هذه المهمات بالنسبة إلى "أكسيوم سبيس" خطوة أولى نحو هدفها الطموح المتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها يفترض أن تطلق النموذج الأولي منها في نهاية 2025، وسيكون هيكلها متصلاً بدايةً بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يفصل عنها ويصبح مستقلاً.

وتعتزم "ناسا" وقف العمل بمحطة الفضاء الدولية بحلول عام 2030، وإرسال روادها إلى محطات خاصة، ولذلك توفر تشجيعها لبرامج شركات كثيرة، بينما تعهدت روسيا أخيراً بتمديد مدة العمل في محطة الفضاء الدولية حتى 2028، بعدما هددت بالانسحاب منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا، مما أثار تساؤلات في شأن استمرار المحطة.

وعلى غرار الولايات المتحدة، يلتزم الشركاء الدوليون الآخرون في المحطة، وهم اليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، مواصلة عملياتهم في محطة الفضاء الدولية حتى 2030.

وريانة البالغة من العمر 34 سنة هي أول رائدة فضاء سعودية، وعالمة متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية، ومن المقرر أن تشارك فريق العمل في مجموعة تجارب طبية مختلفة، حيث ستركز على تطوير أبحاث سرطان الثدي.

طموح السماء

وقال مستشار الهيئة السعودية للفضاء، هيثم التويجري، في مؤتمر صحافي إن "ريانة عالمة بارعة جداً، أبلت بلاء حسناً في مجالها العلمي، وعليه اختيرت واحدة من رواد الفضاء الذين سيتمكنون من تنفيذ التجربة التي سيقومون بها في محطة الفضاء الدولية".

وبدورها قالت ريانة "من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية وأن أمثل المنطقة"، وأكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال سعوديين من محطة الفضاء الدولية، متابعة أن "رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام".

ريانة تشارك في بحث علمي عن سرطان الثدي بالمختبر الطائر (أ ف ب)

وفي حياته العادية، يعمل علي القرني طياراً حربياً، وقال "كان لدي دائماً شغف لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم"، معتبراً أن الرحلة "فرصة رائعة لمتابعة هذا الشغف وللتحليق بين النجوم هذه المرة".

علامة فارقة

وعبر سعوديون في الرياض عن فخرهم ببلدهم مع استعدادها لإرسال اثنين من أبنائها إلى الفضاء، إذ قال المواطن السعودي محمد الشدي "أتوقع أننا سنصل لما بعد الفضاء، وأعتبر هذا مجرد علامة فارقة لكثير من الأشياء التي ستحدث في المستقبل، ولا أستبعد هذا الشيء"، متابعاً القول "أنا فخور جداً الصراحة".

وعبر المواطن محمد الخليفي، عن سعادته بهذا الإنجاز قائلاً "لا شك أن هذا الشيء يفرحنا ويسعدنا، والشعب السعودي تطور الآن ووصل أعلى المراحل" مشيراً إلى طموحاته في "أن يصل الشباب السعودي إلى العالمية بداية من الرحلة الفضائية".