ملخص
لجأ الأردنيون إلى مشاريع سياحية صغيرة على تلال العاصمة عمّان لمواجهة البطالة والغلاء وهرباً من ارتفاع كلفة مصايف العقبة والبحر الميت
ظهر خلال السنوات الـ 10 الأخيرة في الأردن نمط جديد من السياحة الداخلية يقوم على استثمار وترويج الإطلالات المميزة في بعض مناطق العاصمة عمّان والمدن الأخرى، بهدف مواجهة البطالة من جهة وتوفير مقصد سياحي رخيص الكلفة بما يلبي حاجة غير المقتدرين من ذوي الدخول المحدودة.
بمبادرات فردية وعشوائية، تحول عدد من الإطلالات في الأردن إلى مقصد ومتنفس للمواطنين بخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، إذ أصبح بإمكان العائلات الأردنية حجز مقاعد في الهواء الطلق وعلى إطلالة مميزة بدنانير عدة بعيداً من الأسعار المرتفعة في المقاصد السياحية الشهيرة مثل العقبة والبحر الميت أو تكلف عناء السفر.
متنفس الفقراء
وتتيح المنشآت الصغيرة والمشاريع المتواضعة بإمكانات قليلة على تلال العاصمة عمّان والمحافظات الأخرى للمواطنين الجلسات الهادئة والمناظر الطبيعية بعيداً من ضجيج المدينة وضوضائها صيفاً وشتاء باتت تعرف بـ "المطلات"، كما يسميها الأردنيون باللهجة المحلية.
على شارع الأردن وطريق المطار وتلال السلط وجرش وعجلون تنتشر عدد من هذه المقاصد السياحية، ووفقاً لاستطلاعات رأي رسمية فإن ثمة أسباب تدفع الأردنيين إلى التنزه في هذه المشاريع السياحية الفردية وقليلة الكلفة، فقد أظهر استطلاع أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية العام الماضي أن نحو 62 في المئة من الأردنيين يعتقدون أن كلف السياحة الداخلية بالبلاد مرتفعة.
وأضاف الاستطلاع أن حوالى ثلثي الأردنيين الذين زاروا المناطق السياحية يعتقدون أن الأسعار كانت مرتفعة مقارنة مع الخدمات المقدمة لهم.
وتوفر هذه الإطلالات فرصة الترفيه للعائلات، وتقدم خدمات طعام وشراب بسيطة تتنوع ما بين مشروبات القهوة والشاي والنرجيلة وبعض الحلويات، كما تتيح لزوارها إحضار أطعمتهم الخاصة في مقابل استئجار المكان وتدر دخلاً في المقابل على أصحابها، لكن بلدية العاصمة عمّان أزالت كثيراً منها في العام 2014 بسبب عدم الترخيص كون الأراضي التي يتم استغلالها سياحياً كإطلالات تعود ملكيتها للدولة.
ويعمد كثيرون إلى شراء الأطعمة أو المشروبات المفضلة لديهم والجلوس داخل مركباتهم إلى أقرب مكان للمطل، بينما تستقطب هذه الأماكن محبي ركوب الدراجات أو ممارسة رياضة المشي.
يقول أحد أصحاب هذه المطلات في تصريح خاص، "كان هدفنا العمل وتشغيل عشرات الشباب من العاطلين من العمل، لكن السلطات الرسمية أغلقت مشروعنا أكثر من مرة لعدم الترخيص، وبشروط وصفها بالتعجيزية".
سلبيات وأخطار
ويلقي آخر باللائمة على وزارة السياحة ويقول إنها لا تستغل هذه الإطلالات في مشاريع، مما يدفع بعضهم وبمبادرات فردية لاستغلال ذلك، مضيفاً أن "الجهات الحكومية المعنية تطلب مبالغ كبيرة للترخيص تفوق إمكاناتنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رد رسمي
وزارة السياحة بدورها تؤكد أن هذه المواقع لا تخضع لتعليمات المنشآت الفندقية والسياحية والمطاعم والاستراحات، وأن تشغيل أي مرفق سياحي لا يجوز إلا بعد الحصول على رخصة تشغيل طبقاً لأحكام القانون.
أما بلدية العاصمة عمّان فتبرر عدم ترخيص كثير من هذه المشاريع الفردية بأنها غير منظمة وعشوائية ولا يوجد نظام خاص لترخيصها، لكنها من الممكن أن تتحول إلى مشاريع سياحية وفق شروط وتعليمات محددة.
ومن بين السلبيات التي ترتبط بهذه "المطلات" تسببها في تكدس المركبات وإغلاق الطرق الفرعية والتخوف من استغلالها في أعمال غير قانونية، فضلاً عن عدم توافر الظروف الآمنة فيها وبخاصة حيال الأطفال كونها تقع على مرتفعات ومنحدرات خطرة.
إطلالات دينية
من شارع الـ 60 في مدية السلط ثمة مقهى اختار مكانه بعناية، إذ يمكن لزواره مشاهدة مدينة القدس والأراضي الفلسطينية بوضوح خاصة في فترة الليل حيث أضواء المدينة المقدسة.
ويعتبر مطل شارع الـ 60 وجهة ترفيهية لكثير من السياح والمواطنين، إذ يوفر إطلالة رائعة على المدينة، كما يضم مقاعد للجلوس وأماكن مخصصة للتنزه وسط الطبيعة الساحرة والخلابة، ويقع في مكان مرتفع على الطريق العام.
كما يبرز جبل نيبو كواحد من المواقع الدينية والسياحية الشهيرة في البلاد، ويرتفع 800 متر فوق سطح البحر ويقع على بعد حوالى 12 كيلومتراً جنوب غربي عمّان.
تتميز منطقة جبل نيبو بأهميتها الدينية، إذ يعتبر المكان المقدس لعدد من الأديان السماوية، بما في ذلك المسيحية والإسلام واليهودية.
ويوفر جبل نيبو إطلالات خلابة على المناظر الطبيعية المحيطة مثل وادي الأردن والبحر الميت.
ومن بين أشهر مطلات عمّان مطل أبو نصير الذي يقع في شمال العاصمة ويتميز بإطلالة فريدة وخيارات ترفيه عدة مثل ركوب الخيل والتصوير والتمتع بغروب الشمس، وهي تنسحب رويداً خلف جبال عجلون وجرش المقابلة للمنطقة.
إطلالة أبو نصير ترتفع عن سطح البحر بحوالى 950 متراً، مما يوافر منظراً جميلاً للمدينة والمناطق المحيطة، ويتيح الاستمتاع بمشاهدة مناظر بانورامية خلابة لعمّان.
كما تعتبر قلعة عمّان التي تقع في قلب العاصمة عمّان معلماً تاريخياً مهماً، وتوفر إطلالة بانورامية على وسط المدينة القديم وتضم مطاعم واستراحات ونشاطات ترفيهية.