ملخص
بعد أكثر من 60 عاماً على وفاتها، أكد عدد من العلماء أن البريطانية روزاليند فرانكلين أسهمت بدرجة متساوية في اكتشاف بنية الحمض النووي
أكد عدد من العلماء أن العالمة البريطانية روزاليند فرانكلين أسهمت بدرجة متساوية في اكتشاف بنية الحمض النووي (دنا) DNA ولا تعد "ضحية".
وقال بروفيسور علم الحيوان في جامعة "مانشستر" ماثيو كوب، وبروفيسور تاريخ الطب في جامعة "جونز هوبكنز" بالولايات المتحدة ناثانيال كومفورت، إنهما وجدا دلائل جديدة تفيد أن العالمة روزاليند فرانكلين فهمت بنية الحمض النووي من خلال رسالة سابقة جرى تجاهلها ومقالة إخبارية لم تنشر منذ 70 عاماً، وهذا يدل على أن تصريح زميلها في المجال جيمس واتسون بأنها لم تنجح في فهم بنية الحمض النووي غير صحيح.
عُرف الحمض النووي منذ عام 1869 إلا أنه استغرق أكثر من 70 عاماً ليدرك العلماء أنه المادة الوراثية الموجودة في جميع الخلايا وتحوي شيفرة الحياة، وبعد ذلك كانت الخطوة التالية هي اكتشاف بنية الحمض النووي، وحاول العالمان فرانسيس كريك وجيمس واتسون من جامعة "كامبريدج" بناء نموذج ثلاثي الأبعاد للحمض النووي، وكانا يتنافسان مع فريق من "كينغز كوليج لندن" King’s College London الذي كان يستخدم تقنية جديدة تسمى علم البلورات لدرس الحمض النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صنعت فرانكلين، من فريق كينغز كوليج، صورة بلورية بالأشعة السينية للحمض النووي مع طالب الدراسات العليا ريموند غوسلينغ، والمعروفة باسم الصورة (51) التي أظهرت أن الحمض النووي له شكل لولبي، ويُعتقد أنه من دون علمها قام أحد زملائها وهو موريس ويلكينز، بعرض الصورة على واتسون، وتبين أن هذه الصورة إضافة إلى بيانات البحث التي أجرتها فرانكلين كانت حاسمة في توفير المعلومات التي احتاجها واتسون وكريك لبناء نموذج الحمض النووي الخاص بهما، ونشر بحثهما حول هيكل اللولبي المزدوج للحمض النووي في مجلة "نايتشر" Nature عام 1953.
حصل واتسون وكريك وويلكنز على جائزة نوبل في علم الفيزيولوجيا أو الطب فعام 1962 لاكتشافهم بعد أربع سنوات من وفاة فرانكلين.
وقال الأستاذان كوب وكومفورت إن واتسون لمح في كتابه "اللولب المزدوج" The Double Helix إلى أن فرانكلين لم تكن قادرة على تحليل بياناتها حول الحمض النووي، لكن الثنائي أضاف أن الأدلة التي اكتشفوها تثبت خلاف ذلك.
عند زيارة أرشيف فرانكلين في كلية تشرشل في "كامبريدج" وجد المؤلفون مسودة مقالة إخبارية كتبها الصحافي جوان بروس بالتشاور مع فرانكلين، وكان مخططاً نشرها في مجلة "تايم"، إضافة إلى رسالة جرى التغاضي عنها من إحدى زميلات فرانكلين بولين كوان إلى كريك، وقالوا إن هذه الوثائق تشير معاً إلى أن فرانكلين لم تفشل في فهم بنية الحمض النووي وكانت "عضواً بالقدر نفسه من الأهمية في الرباعية التي قامت بحل اللولب المزدوج".
وقال الأستاذ كوب والبروفيسور كومفورت في مقالة بدورية "نايتشر" Nature، إنه إلى جانب ويلكينز كانت [فرانكلين] "نصف الفريق الذي صاغ السؤال العلمي واتخذ خطوات باكرة مهمة نحو الحل، وقدم بيانات مهمة وتحقق من النتيجة".
وأضافا، "لم تكن تواجه فقط التحيز الجنسي المعتاد في ذلك الوقت، بل أيضاً أشكال انحياز أخرى متجذرة في مجال العلوم لا يزال بعضها مستمراً حتى اليوم".
واختتم البروفيسور كوب والبروفيسور كومفورت قائلين "إنها تستحق عن جدارة أن تذكر ليس كضحية [اكتشافها] اللولب المزدوج، بل كمساهمة بالقدر نفسه في تفكيك البنية [الخاصة بالحمض النووي]".