تتويج إنتر ميلان بكأس إيطاليا رسالة لمانشستر سيتي قبل نهائي الأبطال

يشار إلى مانشستر سيتي الإنجليزي كأقوى فريق كرة قدم في العالم خلال السنوات الأخيرة، وعلى رغم فشله المستمر في إثبات مدى قوته بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مستغلاً الحالة شبه المثالية لجيله الذهبي الحالي الذي أشرف على تكوينه المدرب العبقري الإسباني بيب غوارديولا، يتوقع كثيرون أن يكون الموسم الحالي هو موعد الحسم وكتابة سطور جديدة في تاريخ النادي الإنجليزي العريق.

وخلال الشهر الحالي برهن مانشستر سيتي مجدداً على قوته الشديدة بحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الثالث على التوالي والخامس في ستة مواسم بقيادة غوارديولا، كما وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لمواجهة جاره وغريمه التاريخي مانشستر يونايتد، كما أنهى رحلة ريال مدريد الإسباني للدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا باكتساحه برباعية لا تنسى في استاد "الاتحاد" بإياب الدور نصف النهائي بعد التعادل (1-1) ذهاباً، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا التاريخية في موسم (2022 - 2023).

لكن على الجانب الآخر من النهائي الأكبر في طريق ثلاثية مانشستر سيتي، ينتظر فريق إنتر ميلان الذي لن يكون أقل تنافسية من تشيلسي الذي أجهض حلم السيتي في التتويج بدوري الأبطال في موسم (2020 - 2021) حينما فاز عليه بهدف من دون رد في استاد "الدراغاو" بمدينة بورتو البرتغالية.

وما يجعل إنتر ميلان أكثر خطورة على مانشستر سيتي من تشيلسي أن الفريق الإيطالي الذي يقوده المدرب الوطني سيموني إنزاغي يعرف جيداً كيف تلعب المباريات النهائية.

ويبدو أن إنتر الساعي هو الآخر لتحقيق ثلاثية تاريخية في الموسم الحالي قد سبق مانشستر سيتي بخطوة بعد تتويجه بلقب كأس السوبر الإيطالي على حساب جاره ميلان -بطل الدوري في الموسم الماضي- بعد اكتساحه بثلاثية نظيفة في استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض في الـ18 من يناير (كانون الثاني) الماضي، ثم أضاف لنفسه اللقب الثاني بالحفاظ على كأس إيطاليا للموسم الثاني على التوالي والتاسع في تاريخه إثر فوزه، مساء أمس الأربعاء، على فيورنتينا بنتيجة (2-1) في الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما.

وكان فيورنتينا تقدم بهدف مبكر عبر لاعبه نيكولاس غونزاليس في الدقيقة الثالثة لكن النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز سجل هدفين ليقود إنتر ميلان لرفع الكأس.

ومع استعداد الفريقين لخوض نهائي أوروبي كبير الشهر المقبل واللقاء لأول مرة في نهائي بطولة محلية، أجرى إنتر تسعة تغييرات على التشكيلة التي خسرت أمام نابولي، الأحد الماضي، حيث جلس المهاجم المتألق روميلو لوكاكو على مقاعد البدلاء وحل الحارس سمير هاندانوفيتش محل الكاميروني أندريه أونانا.

وقال سيموني إنزاغي مدرب إنتر لمحطة "ميدياست"، "أنا سعيد للفوز بالكأس التي أردناها، لنؤكد ما فعلناه الموسم الماضي، فيورنتينا فريق يملك الكفاءة وتسبب لنا في كثير من المشكلات".

وأضاف إنزاغي "لدينا آخر مباراتين في الدوري الإيطالي، ثم نهائي دوري الأبطال في إسطنبول، ونريد مواصلة هذا الموسم الرائع".

وسيلتقي فيورنتينا مع وست هام يونايتد الإنجليزي في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي في السابع من يونيو (حزيران) المقبل، قبل ثلاثة أيام من الصدام الكبير بين إنتر ميلان ومانشستر سيتي في نهائي دوري الأبطال في الـ10 من الشهر ذاته.

ويأمل إنتر أن يفجر مفاجأة كبرى في نهاية الموسم برفع الكأس الأوروبية لتعويض مسيرته المتذبذبة في الدوري المحلي، حيث يحتل حالياً المركز الثالث برصيد 66 نقطة، بفارق 20 نقطة عن البطل نابولي.

وفي معسكر مانشستر سيتي الذي تعثر، أمس الأربعاء، بتعادل إيجابي (1-1) مع برايتون أند هوف ألبيون، أشاد بيب غوارديولا بصلابة فريقه رغم اعترافه ببعض الاحتفالات المشبعة بتناول الخمر قبل 48 ساعة من المباراة.

ولأول مرة منذ فبراير (شباط) الماضي، خسر سيتي نقاطاً في الدوري بعد أن سجل الشاب خوليو إنسيسو القادم من باراغواي هدفاً مذهلاً ليضع حداً لسلسلة انتصارات سيتي المتتالية في الدوري، التي بلغت 12 انتصاراً.

وألغى الحكم هدفاً متأخراً للمهاجم النرويجي إرلينغ هالاند، الذي صنع هدف زميله فيل فودن، مما تسبب في حصول مدربه غوارديولا، الذي يكره ببساطة فقد النقاط على إنذار.

وتتبقى مباراة واحدة لسيتي في الدوري قبل خوض نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد.

وقال غوارديولا لشبكة "سكاي سبورتس"، "مباراة استثنائية، أهنئ برايتون على تأهله المستحق للدوري الأوروبي، لقد خضنا مباراة بعد 48 ساعة من احتساء كل الكحول في مانشستر، وبعد 48 ساعة أظهرنا أمام هذا الفريق لماذا حصدنا باللقب".

"لقد أظهرنا ما فعلناه بالكرة ومن دونها، لم أشاهد أي تراجع في قوتنا أو فكرنا، سنحت لهم عدة فرص ونحن كذلك، وقد سجلنا هدفاً وهم كذلك".

وتبادل غوارديولا بعض المزاح خلال المباراة مع الإيطالي روبرتو دي زيربي مدرب برايتون وهنأ بحرارة لاعبي الفريق المضيف، لكنه كان غاضباً لإلغاء هدف هالاند بسبب جذب قميص أحد لاعبي الفريق المنافس.

وقال عن مهاجمه الذي سجل 52 هدفاً هذا الموسم "شاهده، شاهده إذا كان خطأ، كل حركة من جانب إرلينغ تحتسب خطأ".

وقال المدرب الإسباني، إن فريقه لا يمكنه تحمل فقد زخمه بينما يسعى إلى صناعة التاريخ.