ملخص
بدأت سلطات طالبان في فرض حظر على عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة بعد منع النساء من العمل في منظمات الإغاثة في ديسمبر الماضي.
تأمل إحدى وكالات المساعدات الدولية في أفغانستان أن تحصل على ترتيب موقت في غضون أيام للسماح لموظفاتها الأفغانيات بالعودة للعمل في إقليم قندهار الجنوبي مهد حركة "طالبان" وموطن الزعيم الروحي للجماعة.
وأبلغ الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند "رويترز" بذلك بعد سفره إلى كابول أمس الأربعاء قادماً من قندهار، إذ اجتمع بقادة كبار في "طالبان".
وقال إيجلاند الذي كان مسؤول كبيراً للمساعدات في الأمم المتحدة بين عامي 2003 و2006 "إذا تمكنا من الحصول على ترتيب محلي موقت وعدنا به في قندهار، فهذا شيء يمكننا استخدامه في بقية البلاد".
واستولت "طالبان" على السلطة في أغسطس (آب) 2021 مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة بعد حرب استمرت 20 عاماً، وفي الشهر الماضي بدأت سلطات طالبان في فرض حظر على عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة بعد منع النساء من العمل في منظمات الإغاثة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال مسؤولو الأمم المتحدة والمساعدات إن الأوامر جاءت من قادة طالبان في قندهار.
إجراءات صارمة
وتحاول الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة تحديد استثناءات للنساء لتقديم المساعدات وتحديداً في مجالي الصحة والتعليم، وكانت إدارة "طالبان" تعد منذ يناير (كانون الثاني) الماضي بمجموعة من المبادئ التوجيهية المكتوبة للسماح لجماعات الإغاثة بتوظيف النساء.
وقال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عبدالرحمن حبيب، التي أعلنت حظر عمل النساء في وكالات المساعدات الإنسانية العام الماضي أمس الأربعاء، "ما إن تصدر تعليمات جديدة من السلطات فسنبلغكم بها".
وقال إيجلاند إنه حين اشتكى من أن إصدار المبادئ التوجيهية يستغرق وقتاً طويلاً، اقترح المسؤولون في قندهار الاتفاق على ترتيب موقت في غضون أيام للسماح للمرأة الأفغانية بالعودة للعمل في المكاتب والميادين.
وأضاف إيجلاند، "حين يحدث هذا في إقليم الحاكم الأعلى فيجب أن يكون ذلك أساساً أيضاً لإجراء ترتيبات موقتة في أماكن أخرى، ويحدوني أمل أن نكون من يفتح الباب أمام المنظمات الأخرى أيضاً، وهذا ما نسعى إليه".
وقال مسؤولو "طالبان" إن القرارات المتعلقة بعاملات الإغاثة هي "قضية داخلية".
وتقول "طالبان" إنها تحترم حقوق المرأة بما يتفق مع تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، لكنها تشدد القيود على مشاركة النساء في الحياة العامة، إذ منعت الفتيات من الالتحاق بالجامعات والمدارس الثانوية.
وحذرت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور هذا الشهر من أن الشعب الأفغاني ينتظره "عام صعب جداً"، إذ يصارع المانحون حملة "طالبان" ضد النساء والفتيات، وفي ظل مزيد من الأزمات في شتى أنحاء العالم، وانخفاض التمويل بشكل عام.
وقال إيجلاند "إننا نمثل أضراراً جانبية لهذه الحرب الباردة المستمرة بين حكام أفغانستان بحكم واقع الحال وأولئك الذين غادروا البلاد وتركوا خلفهم 40 مليون مدني".
وأضاف أن المجلس النرويجي للاجئين حصل على تمويل أقل بنسبة 40 في المئة هذا العام مقارنة بعام 2022.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلاثة أرباع سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليوناً بحاجة إلى مساعدة إنسانية، كما حذرت من أن التمويل في طريقه إلى النفاد، ولم يمول إلا ثمانية في المئة من مناشدة الأمم المتحدة للحصول على تمويل قدره 4.6 مليار دولار لعام 2023.