ملخص
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إنها نفذت غارة خلال الليل على مستودعات الذخيرة الأوكرانية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقباله اليوم الجمعة الموفد الصيني لي هوي في موسكو، إنه يرى "عقبات جدية" أمام حل سلمي في أوكرانيا، مشيداً بالدور "الإيجابي" لبكين.
وأوردت الخارجية الروسية في بيان أن "وزير الخارجية الروسي كرر (خلال الاجتماع) التزام موسكو لصالح حل سياسي-دبلوماسي للنزاع، ملاحظاً وجود عقبات جدية مصدرها أوكرانيا وداعموها الغربيون أمام استئناف مفاوضات السلام".
وأضاف البيان "أعرب سيرغي لافروف عن امتنانه للصين لموقفها المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية وعن تقديره العميق لاستعداد بكين لأداء دور إيجابي في تسويتها".
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة مماثلة خلال مكالمة هاتفية مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا اليوم الجمعة.
وقال الكرملين في بيان إن بوتين "أكد أن الجانب الروسي منفتح على الحوار السياسي والدبلوماسي، الامر الذي تعوقه كييف وداعموها الغربيون على الدوام".
صاروخ روسي
من جهة أخرى، أصاب صاروخ أطلقته روسيا مستشفى في مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا، اليوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل شخصين في الأقل وإصابة 23 آخرين في هجوم وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
وأظهرت لقطات فيديو مبنى مدمراً يتصاعد منه الدخان فيما يجري عمال إنقاذ عمليات البحث. وتضرر جزء كبير من الطابق العلوي لما بدا أنه مبنى من ثلاثة طوابق. وشوهدت جثة مغطاة على أحد الطرق القريبة.
وكتب زيلينسكي على "تويتر"، "هجوم صاروخي (روسي) آخر، جريمة أخرى ضد الإنسانية"، في وصف للأضرار التي لحقت بعيادة للصحة النفسية وعيادة بيطرية في دنيبرو. وأضاف "دولة شريرة وحيدة يمكنها ضرب العيادات. لا يمكن أن يكون هناك غرض عسكري وراء هذا. إنه إرهاب روسي خالص".
وقال حاكم منطقة دنيبرو سيرهي ليساك إن رجلاً يبلغ من العمر 69 سنة قتل، مضيفاً "كان الرجل يمر بالمكان عندما أصاب صاروخ الإرهابيين الروس المدينة". وأضاف أن جثة رجل آخر انتشلت من تحت الأنقاض، وأن 21 جريحاً من أصل 23 نقلوا إلى المستشفى. وأشار إلى أن ثلاثة من الجرحى إصابتهم خطرة.
ووصفت وزارة الدفاع الأوكرانية الهجوم بأنه "جريمة حرب خطرة" بموجب اتفاقيات جنيف التي تحدد كيفية معاملة الجنود والمدنيين في الحرب.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت غارة خلال الليل على مستودعات الذخيرة الأوكرانية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزارة قولها "تحقق الهدف من الضربة. طاول القصف كل المنشآت المحددة".
وتنفي موسكو الاتهامات بارتكاب جنودها جرائم حرب واستهداف المدنيين عمداً على رغم قصفها مدناً في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الغزو قبل 15 شهراً.
هجمات ليلية
وقالت موسكو في وقت سابق، اليوم الجمعة، إن أوكرانيا قصفت منطقتين في جنوب روسيا بصاروخ وطائرة مسيرة، لكن دفاعاتها الجوية أسقطت الصاروخ.
وأعلنت أوكرانيا أن الدفاعات الجوية أسقطت 10 صواريخ وأكثر من 20 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليل على العاصمة كييف ودنيبرو والمناطق الشرقية.
وقال مكتب زيلينسكي إن حريقاً اندلع في ضواحي مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد بعد هجومين على مستودع نفط، مما أدى إلى تلف معدات ضخ المنتجات النفطية.
احتجاج روسي
في سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية الروسية دبلوماسيين أميركيين، اليوم الجمعة، للاحتجاج على تصريحات مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان، الذي اتهمته "بالتأييد الفعلي لشن ضربات" على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود وضمتها إليها روسيا من أوكرانيا في خطوة أحادية الجانب في عام 2014، لكن لا يزال يعترف بها دولياً كجزء من الأراضي الأوكرانية.
وقالت الخارجية الروسية "حان الوقت لتدرك واشنطن أن أي شكل من أشكال العدوان على روسيا سيقابل دائماً بأقوى رد ممكن".
ولم تحدد الوزارة التعليقات التي تحتج عليها، ولكن عندما سئل سوليفان في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأحد الماضي، عما إذا كان ينبغي لأوكرانيا امتلاك أسلحة يمكنها الوصول إلى أهداف روسية في شبه جزيرة القرم، أجاب "نعم. لم نضع قيوداً على أوكرانيا تحد من قدراتها على ضرب أراضيها داخل حدودها المعترف بها دولياً". وأضاف "ما قلناه هو أننا لن نمد أوكرانيا بأنظمة أميركية وغربية لتتمكن من مهاجمة روسيا. ونعتقد أن القرم جزء من أوكرانيا".
وأبلغت روسيا عن سلسلة هجمات وضربات بطائرات مسيرة داخل أراضيها المعترف بها دولياً في الأسابيع القليلة الماضية، من بينها هجوم عبر الحدود يوم الثلاثاء في منطقة بيلغرود. واتهمت موسكو مسلحين أوكرانيين بالوقوف وراءه فيما نفت كييف علاقتها بالواقعة.
ممارسة الضغط
من ناحية أخرى، طلبت الحكومة الألمانية من المبعوث الصيني لي هوي أن "يمارس ضغطاً" على روسيا لتسحب قواتها من أوكرانيا، على ما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة.
وكان وزير الدولة الألماني أندرياس ميكايليس استقبل الأربعاء الماضي، المبعوث الصيني الذي يقوم بجولة أوروبية تستمر أسبوعاً ويتوقف خلالها اليوم الجمعة في موسكو.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر خلال مؤتمر صحافي، "كان الحديث عن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا محور هذا اللقاء المكثف". وأضاف "تتحمل الصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، مسؤولية خاصة لأداء دور بناء لصالح السلام والأمن في العالم"، مذكراً بأن برلين "ستدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً".
وتابع "طلبت ألمانيا أيضاً من الصين أن تمارس ضغطاً على روسيا لتوقف فوراً هجومها وتنسحب بالكامل من أوكرانيا".
واعتبر أن على الصين "استخدام نفوذها لدى روسيا لوضع حد لخطابها النووي غير المسؤول ومنع أي تصعيد".
وقال فاغنر أيضاً أن وزير الدولة الألماني "عبر عن تطلعه إلى أن تسمي الصين بوضوح العدوان الروسي وتدينه وتمتنع عن دعمه بتسليم الأسلحة".
ولفت إلى أن "الطرفين اتفقا على مواصلة المباحثات في شأن العدوان الروسي على أوكرانيا".
يجري مبعوث الصين لي هوي الذي سبق أن شعل منصب سفير بكين في موسكو، جولة في أوروبا منذ أسبوع أمضى خلالها يومين في كييف ويوماً واحداً في بولندا وزار فرنسا الثلاثاء الماضي.
تنديد أوروبي باتفاق موسكو ومينسك النووي
في موازاة ذلك، ندد الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة باتفاق بين موسكو ومينسك على نشر رؤوس حربية نووية روسية في بيلاروس.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن "هذه خطوة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد شديد الخطورة".
ومضت روسيا أمس الخميس قدما في خطتها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس التي قال رئيسها ألكسندر لوكاشنكو إن الرؤوس الحربية في طريقها بالفعل إلى بلاده. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن الخطة في مارس (آذار) الماضي.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أمس الخميس إنه بصدد التوقيع مع مينسك على الوثائق الخاصة بإجراءات تخزين تلك الأسلحة في روسيا البيضاء.
وقال بوريل إن القرار ينتهك العديد من الاتفاقيات الدولية. وأضاف "ندعو روسيا لاحترام تلك الالتزامات".
ومضى يقول "النظام في بيلاروس متواطئ في حرب العدوان الروسية غير القانونية ولا المبررة على أوكرانيا".
وأضاف "نطالب السلطات في روسيا البيضاء بوضع حد فوري لدعمها لحرب العدوان الروسية على أوكرانيا والعدول عن القرارات التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات في المنطقة وتقويض سيادة بيلاروس".
وقال إن أي محاولة "لتصعيد الموقف بدرجة أكبر سيقابلها رد فعل قوي ومنسق".