ملخص
تستمر الحرب بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا وأصبحت هذه الطائرات المتفجرة سلاحاً أساسياً في النزاع.
قال شهود إن دوي انفجارات سُمع في وسط العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الإثنين، بعد انطلاق إنذار جديد من الغارات الجوية، وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن انفجارات وقعت في وسط العاصمة وحث السكان على البقاء في الملاجئ.
في الأثناء، قال حاكم منطقة خميلنيتسكي، غرب أوكرانيا، إن روسيا قصفت هدفاً عسكرياً في المنطقة خلال ضربات جوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ولا تزال فرق الإنقاذ تكافح حرائق اندلعت جراء القصف.
وذكر مكتب حاكم المنطقة على تطبيق "تيليغرام" "في الوقت الحالي، العمل مستمر لاحتواء الحرائق المندلعة في منشآت لتخزين الوقود وزيوت التشحيم والذخيرة".
حرب مسيرات
وقال سلاح الجو الأوكراني، اليوم الإثنين، إنه أسقط 29 من أصل 35 طائرة مسيرة و37 من أصل 40 صاروخ كروز أطلقتها روسيا خلال الليل، وأضاف سلاح الجو على "تيليغرام" أن روسيا استهدفت منشآت عسكرية وبنية تحتية مهمة بهجماتها الإثنين.
وأعلنت أوكرانيا أنها تصدت ليلاً "لأكبر هجوم بمسيرات" استهدف كييف منذ بدء الهجوم الروسي، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، بينما أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"أبطال" قوات الدفاع الجوي.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية "شنت روسيا الاتحادية هجوماً آخر كبيراً على أراضي أوكرانيا عبر استخدام طائرات مسيرة هجومية إيرانية الصنع من طراز شاهد".
وأضافت "بحسب معلومات محدثة، أسقطت دفاعاتنا 58 من 59 (مسيرة)".
وأوضح سلاح الجو الأوكراني أن الروس كانوا يسعون خصوصاً للوصول إلى "منشآت عسكرية وبنى تحتية أساسية في المناطق الوسطى من البلاد، ولا سيما في منطقة كييف".
وأفادت السلطات العسكرية في وقت سابق أنها دمرت 52 من 54 مسيرة مفخخة أرسلتها موسكو إلى الأراضي الأوكرانية، منها نحو 40 فوق العاصمة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد أن الغرب "يلعب بالنار" بعدما أعربت واشنطن أخيراً عن استعدادها للسماح لدول أخرى بتزويد كييف مقاتلات "أف-16" التي تطالب بها، مندداً بـ"تصعيد غير مقبول".
إنذار جوي لأكثر من 5 ساعات
أكد سيرغي موفتشان (50 سنة) أحد سكان حي بيتشرسكي حيث سقطت مسيرة "الناس مصدومون. الأضرار كبيرة والنوافذ محطمة والسقف متضرر".
وقالت الإدارة العسكرية للمنطقة عبر "تيليغرام"، "إنه أكبر هجوم بمسيرات يستهدف العاصمة" منذ بدء الهجوم الروسي، موضحة أن الهجوم "حصل على دفعات واستمر الإنذار الجوي لأكثر من خمس ساعات!".
وأضافت "وفق البيانات الأولية، دمرت الدفاعات الجوية أكثر من 40 مسيرة" في أجواء كييف.
وخاطب زيلينسكي عبر "تيليغرام" جنود قوات الدفاع الجوي، قائلاً "في كل مرة تسقطون فيها طائرات مسيرة وصواريخ للعدو، تنقذ أرواح... أنتم أبطالنا".
وقال لاحقاً في رسالته المسائية "للأسف، تضررت أماكن في منطقة جيتومير" في وسط غربي البلاد، من دون تقديم تفاصيل إضافية. واعتبر أن روسيا "لن تنقذها (مسيرات) شاهد أو أي وسيلة ترهيب أخرى".
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن "كييف، مدينة الناس الأحرار والشجعان، تحولت رمزاً للروح التي لا تتزعزع لأوكرانيا وللطموحات الإمبريالية الفاشلة للكرملين".
الهجوم الرابع عشر
وأشار مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إلى مسؤولية إيران التي تصنع الطائرات المسيرة من طراز "شاهد" التي تستخدمها موسكو في حربها.
وقال عبر "تويتر" إن إيران تشكل "تهديداً لأوروبا والشرق الأوسط"، متعهداً بفرض عقوبات عليها.
وأعلنت السلطات مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في الهجوم "الضخم" الذي استهدف العاصمة. والهجوم هو الرابع عشر الذي يستهدف كييف منذ مطلع مايو (أيار) وفق السلطات.
حرب المسيرات
وتستمر الحرب بالطائرات المسيرة بين أوكرانيا وروسيا، وأصبحت هذه الطائرات المتفجرة سلاحاً أساسياً في النزاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستهدفت الأراضي الروسية أيضاً في الأسابيع الأخيرة بسلسلة هجمات بطائرات مسيرة، في وقت تتحدث كييف عن تحضيرها لهجوم مضاد يهدف إلى استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم.
في 3 مايو الماضي أعلنت روسيا إسقاط طائرتين مسيرتين كانت تستهدفان الكرملين المقر الرسمي للرئيس فلاديمير بوتين. واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أن تكون لها علاقة به.
في الأسابيع الماضية، تكثفت المعلومات عن وقوع هجمات بطائرات مسيرة خصوصاً في المناطق المتاخمة لأوكرانيا.
والسبت، ألحقت طائرتان مسيرتان أضراراً بمبنى يدير خط أنابيب في منطقة بيسكوف في غرب روسيا، كما أعلن الحاكم المحلي ميخائيل فيديرنيكوف.
بحسب معلومات غير مؤكدة نشرتها وكالة "بازا" الإعلامية الروسية على "تيليغرام" نقلاً عن مصادر في الاستخبارات، فإن المسيرتين كانتا تستهدفان محطة ترانسنفت لضخ النفط في بيسكوف.
وأفادت "بازا" أيضاً عن هجوم بمسيرة استهدف محطة نفطية أخرى في منطقة تفير في شمال غربي موسكو.
وحملت موسكو كييف وداعميها الغربيين مسؤولية العدد المتزايد من الهجمات وعمليات التخريب. وتنفي أوكرانيا هذه الاتهامات.
على قائمة المطلوبين
واليوم، ذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن وزارة الداخلية الروسية وضعت السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على قائمة المطلوبين، واستنكر غراهام، الأحد، انتقادات روسيا لدعمه أوكرانيا، قائلاً إنه أشاد ببساطة بروح المقاومة التي يتمتع بها الأوكرانيون في مواجهة الهجوم الروسي بمساعدة واشنطن.
نشر الأسلحة النووية
وسط هذه الأجواء، قال مسؤول كبير في بيلاروس الأحد إن الدول الغربية لم تترك لبلاده أي خيار سوى نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية، مشيراً إلى أنه من الأفضل لهذه الدول عدم "تجاوز الخطوط الحمراء" في ما يتعلق ببعض القضايا الاستراتيجية الرئيسة.
وقال ألكسندر فولفوفيتش، سكرتير مجلس الأمن في بيلاروس، إنه كان من المنطقي سحب الأسلحة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 حين قدمت الولايات المتحدة ضمانات أمنية ولم تفرض أي عقوبات.
ونقلت وكالة بيلتا للأنباء عن فولفوفيتش قوله في حوار تلفزيوني "اليوم انهار كل شيء. ذهبت كل الوعود التي قُطعت بلا رجعة".
وبيلاروس بقيادة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو هي أقوى حليف لروسيا من بين دول الاتحاد السوفياتي السابق، وسمحت باستخدام أراضيها لشن الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
ومضت روسيا الأسبوع الماضي قدماً في خطة نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروس بهدف تحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة.
وقال فولفوفيتش "نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروس هو إحدى خطوات الردع الاستراتيجي. إذا كان هناك أي عقلانية لدى السياسيين الغربيين، فلن يتخطوا هذا الخط الأحمر بالطبع".
وقال إن أي لجوء إلى استخدام "الأسلحة النووية التكتيكية سيؤدي إلى عواقب لا رجعة فيها". وأشار لوكاشينكو الأسبوع الماضي إلى أن الأسلحة في طريقها لبلاده بالفعل، لكن لم يتضح بعد متى سيتم نشرها.
ونددت الولايات المتحدة بالنشر المحتمل لأسلحة نووية في بيلاروس لكنها تقول إن موقفها من استخدام مثل هذه الأسلحة لم يتغير.
بريغوجين ينتقد تجاهله إعلامياً
من جانبه، قال مؤسس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الأحد إنه مقتنع بأن كبار المسؤولين بالكرملين حظروا نشر أنباء عنه في وسائل الإعلام الرسمية، محذراً من أن هذا النهج المضلل سيؤدي إلى رد فعل عنيف من الشعب الروسي في غضون أشهر.
ويعد بريغوجين أبرز شخصية بدائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنال شهرة واسعة في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في أوكرانيا. واستولت قوات بريغوجين في وقت سابق هذا الشهر على مدينة باخموت الأوكرانية، لكن التلفزيون الرسمي قلل من شأن دوره في هذا الإنجاز.
واكتسب بريغوجين (61 سنة) شهرته من خلال فرض انضباط شديد القسوة على عناصره واستخدام لغة بذيئة ومصطلحات دارجة بين السجناء لإهانة القيادة العليا في جيش بوتين ومنهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.
وفي إشارة إلى المدى الذي يرى أن بريغوجين بلغه في خرق المحظورات الاجتماعية، تجاهل التلفزيون الرسمي لمدة 20 ساعة سقوط باخموت ولم يبث خطاب النصر الذي ألقاه بريغوجين.
وعند سؤاله عما بدا أنه حظر على تغطية أخباره في التلفزيون الرسمي، استخدم بريغوجين مجموعة من الأمثال الروسية للسخرية من المسؤولين "الممنوع دائماً مرغوب". وأردف "فاغنر ليست صابونة زلقة اعتاد البيروقراطيون إلقاءها في أنحاء المكان. فاغنر مثقاب، بل خنجر لا يمكنكم إخفاءه". وتابع "أنا مقتنع تماماً بأنهم حظروا (التغطية)".
وأضاف "البيروقراطيون رفيعو المستوى، أبراج الكرملين هؤلاء، الذين يحاولون تكميم أفواه الجميع حتى لا يتحدثوا عن (فاغنر) لن تكون محاولتهم سوى دفعة أخرى للشعب". وقال إن هذا النهج ستكون له تبعات قوية من الشعب الروسي.