12 عربة عسكرية وحاملات جند عائدة إلى الجيش التركي تسير على الطريق الواصل بين ويران شار وجيلان بينار التركيتين في ولاية أورفا على الحدود مع سوريا.
تستقر العربات تحت حراسة أمنية مشددة داخل قاعدة عسكرية للجيش التركي، ملاصقة تماماً لصوامع حبوب مدينة سري كانيه (رأس العين) السورية، في ريف الحسكة الشمالي لتتوزع بعدها على نقاط حدودية في المنطقة.
هذا ما أعلنته وسائل إعلام تركية، الأربعاء، بعد يوم واحد من اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي في أنقرة، ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي البيان الصادر عن الاجتماع تعبير عن "تصميم تركيا على بذل الجهود كافة من أجل إقامة ممر سلام (في سوريا)". ويُقصد بذلك اجتياح مناطق شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإقامة "المنطقة الآمنة"، التي كانت موضوع نقاش بناءً على طلب تركي مستعجل، بين جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، ومسؤولين أتراك رفيعي المستوى بما فيهم إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، وخلوصي آكار وزير الدفاع، وسادات أونال نائب وزير الخارجية، وذلك على مدى يومين، انتهت في 24 يوليو (تموز) الماضي.
لم تفضِ مباحثات جيفري والمسؤولين الأتراك إلى أي نتائج واضحة بشأن "المنطقة الآمنة". واكتفت الخارجية الأميركية ببيان لسفارتها في تركيا، أوضحت فيه أن النقاشات كانت صريحة وإيجابية ومثمرة وأن الطرفين يواصلان تبادل وجهات النظر بشأن مسائل القلق المشتركة في سوريا ويتطلعان قدماً لمواصلة هذه النقاشات.
دوريات أميركية على الحدود
في تطور لافت، عززت القوات الأميركية العاملة ضمن قوات التحالف الدولي في شمال سوريا وشرقها من مواقعها، لا سيما في مناطق الجزيرة، حيث عززت موقع مراقبة قرب مدينة سري كانيه (رأس العين) وبدأت التحضير لإنشاء قاعدة عسكرية ومهبط للطائرات قرب مدينة الدرباسية. كما فاجأت أهالي المنطقة بتسيير دوريات منفردة.
ففي ظهيرة يوم الأحد الماضي، جالت عربتان عسكريتان تحملان العلم الأميركي في وسط مدينة سري كانيه، ونزل منها جنود من قوات المهام الخاصة الأميركية في رسالة مفادها بأنهم موجودون على الحدود مع تركيا مباشرة، وفي محاولة لطمأنة السكان المحليين بأن الاجتياح التركي لا بد من أن يأخذ وجود القوات الأميركية في الحسبان. ثم عادت العربتان إلى موقعهما في قرية تل أرقم، المطلة مباشرة على الحدود مع تركيا في منطقة سري كانيه.
موقف "قسد"
أثناء وجود جيمس جيفري في أنقرة، زار كينيث ماكينزي، قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي والسفير وليام روباك، الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لـ"قسد" في كوباني. وناقش هؤلاء تهديدات تركيا لمنطقة شمال سوريا ومحاربة تنظيم "داعش" وخلاياه النائمة في المنطقة.
وقال ماكينزي لوسائل إعلام مرافقة له إن "الولايات المتحدة لا تفضل تدخل تركيا"، مضيفاً أن إدارة بلاده تعمل على إزالة مخاوف تركيا على أمنها القومي.
في المقابل، قال عبدي إنه ناقش مع الجنرال ماكينزي مسائل عدة، منها المشاكل التي تحدث على الحدود مع الدولة التركية وطرق حلها.
وكان عبدي قال في مقابلة صحافية سابقة إنه إذا شنت تركيا هجوماً على المنطقة، فإن "قسد" ستفتح جبهة طولها 600 كيلومتر على طول الحدود مع تركيا، وإن كانت تفضل الحوار بدلاً من ذلك.