Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

تينا تيرنر كانت ملهمة الناجيات من العنف الأسري

زواجي العنيف أشعرني بالانكسار والعار. لكن تينا تيرنر ساعدتني، بانبعاثها من جديد من الرماد كطائر الفينيق، لتصبح أقوى وأصلب. كانت بطلتي

جعلتنا تينا نؤمن بأن ذلك الحلم ممكن (أ ب)

ملخص

تكتب ميل بي عن تينا تيرنر واصفةً إياها ببطلة المعنّفات ومكسورات.

عندما سمعت خبر وفاة تينا تيرنر منذ بضعة أيام، اعتراني شعور بالحزن العميق لم يقف عند هذا الحد، إذ شعرت بوهنٍ جسدي كما لو أنني أُنهكت لدرجة قطعت أنفاسي فجأة. ولم تتوقف يداي عن الارتعاش.

لم أكن أعرف تينا معرفة شخصية. ولم تكن صديقتي المقرّبة. لكن كان لها حضور طاغٍ في حياتي منذ نعومة أظافري.

اقرأ المزيد

ترعرعت داخل مساكن حكومية في مدينة ليدز خلال سبعينيات القرن الماضي، وحلمت في طفولتي أن أغنّي وأرقص، لكن لم يكن أي أحد يشبهني في المدرسة أو على التلفزيون أو في المجلات. 

ثم سمعت صوت تينا تيرنر يصدح من مكبّرات الصوت التي يملكها والدي القادم من جزيرة نيفيس، ذلك الصوت القوي الجبّار القادر على تحريك الطائرات: "Nutbush City Limits" و"Proud Mary" و"River Deep, Mountain High". اعتدت الرقص على أنغام ذلك الصوت في غرفة الجلوس.

رأيتها على التلفزيون في حفل لايف آيد (Live Aid) الموسيقي الخيري في عام 1985 وهي تشتعل رقصاً ورجليها تتمايلان في كل مكان كما لو أنها آخر حفلة في العالم. كانت فاتنة. هذه هي تينا تيرنر. كانت نجمة عالمية من الصف الأوّل وظهرت على المسرح مع ميك جاغر وكانت امرأة ذات بشرة ملونة- مثلي. بالنسبة إلى الفتيات مثلي (ولن أحاول أبداً أن أقارن نفسي بها)، جعلتنا تينا نؤمن بأن ذلك الحلم ممكن.

لم أعلم حينها بأنني سأصبح فرداً من فرقة سبايس غيرلز. وأنني سأجوب العالم، أنا أيضاً، وتُباع كل تذاكر حفلاتي في ملاعب كبيرة، وأصبح جزءاً من إحدى أشهر فرق الغناء النسائية في العالم.

ولم أعلم عندها أنني سأعيش بعد ذلك في أميركا، وسأقترن برجل يفرض جبروته عليّ ويعتدي عليّ ويوصلني إلى حافة الموت. لم أعلم حينها أنني سأحتاج إلى عشر سنوات- وإلى وفاة والدي- لكي أهجر زواجي المؤذي وأبدأ من الصفر بعد أن خسرت كل مالي وسُوّي تقديري لذاتي بالأرض. 

شعرت بالانكسار والعار. لكنني كنت أعرف امرأة تعرّضت للتعنيف ونهضت مثل طير الفنيق المنبعث من الرماد لتصبح أقوى وأصلب. إنها تينا تيرنر.

قرأت كتابها قبل ذلك بسنوات. وشاهدت فيلم What’s Love Got To Do With It.  نادراً ما تطرقت خلا مقابلاتها إلى موضوع معاناتها. وفهمت سبب ذلك. ذلك الخوف من أن يدمّرك الموضوع ويجعلك تشعر بأنك قذر بشكل من الأشكال. لكن مع ذلك تحدثت عن الموضوع.

ألّفت كتابي، Brutally Honest, (صراحة بلا تجميل) مع صديقتي لويز غانون. في عام 2017، تلقينا رفضاً من 90 في المئة من دور النشر لأن الموضوع لم يكن ما أرادوه. قالوا لي إنه لا يمكن للمرء الكتابة "عن شيء من هذا القبيل" سوى بعد أن يتعافى منه. كان كتابي مشوّشاً وشعرت بأنني مشوّشة. ومن الواضح بأنني لم أتعاف.

عندما صدر كتابي، اتصلت بي تيريزا باركر من منظمة وومنز آيد الخيرية (Women's Aid) التي تُعنى بمكافحة العنف الأسري، وطلبت مني أن أكون راعيتها. وأجبتها بقولي "لكنني لم أتعاف بعد". فقالت لي "لا أحد يتعافى من الاعتداء أبداً. لكن يمكنك توظيف صوتك لإحداث تغيير ولكي تصبحي قوية". 

حدث هذا منذ خمس سنوات. لم أتوقف عن رفع الصوت في قضية الناجيات منذ تلك اللحظة. زرت رئاسة الوزراء وشاركت في مؤتمرات الأحزاب وقصدت ويستمنستر حيث المقرات الحكومية والتقيت بنساء من ملاجئ في كل أنحاء البلاد- كما نساء كثيرات في مواقع مرموقة، يخبرنني قصصهن. العام الماضي، قلّدني الأمير وليام وسام الإمبراطورية لقاء خدماتي. أنا- ميلاني براون من ليدز- وليس أنا، ميل بي، عضو سبايس غيرلز.  

في الليلة التي سبقت وفاة تينا، ذهبت لأشاهد العرض المسرحي تينا، عرض تينا تيرنر الموسيقي في ويست أند برفقة تيريزا ولويز وابنتي فينكس. ذهبت لأنني أحب تينا وأردت رؤية العرض، وأيضاً لأنهم كانوا يجمعون التبرعات لمنظمة "وومنز آيد".  

يخبركم الناس بأنه استعراض حزين جداً. أمسكت ابنتي بذراعي. لكن ما أبكاني ليس الضرب. بل لحظة الهدوء حين علمت تينا، المنكسرة والمعنّفة التي لا ترتدي سوى ثيابها الداخلية أنها ضاقت ذرعاً، ووقفت والدموع تسيل على وجهها. عندها عزمت على تغيير حياتها وكانت أول نجمة كبيرة تتحدث عن التجربة التي عاشتها.

شعرت بأنني فخورة بها. وفخورة بكل ناجية التقيت بها خلال السنوات الخمس الماضية. وفخورة بابنتي التي وقفت إلى جانبي. ما يميّز صوت تينا هو أنه يمكنك أن تسمع أصداء الحياة فيه: الدم والعرق والدموع لكن الفرح أيضاً. شعرت بالإلهام والفرح فيما قفزت لأرقص على أنغام Proud Mary و Simply the Best. كانت هذه السيدة بطلة بالنسبة إليّ.

بعد ثماني ساعات، فيما كنت أتابع نشرة الأخبار من غرفة الفندق، أذيع خبر وفاة تينا. شعرت بأن الموضوع غريب ولا يُصدق. كأنني تلقيت ضربة. أُغدق عليها فيض من المحبة فوق العادة لأنها كانت هي استثنائية.

لن تعلم تينا أبداً ماذا تعني بالنسبة إليّ كمؤدية وكامرأة ذات بشرة ملوّنة وكناجية. هي أسطورة ومصدر إلهام وسوف تبقى إلى الأبد جزءاً من الدافع الذي يجعلني أفعل ما أفعله. شكراً.

نفى ستيفن بيلافونتي بشدة أنه تسبب بالمعاناة لميل.

© The Independent

المزيد من منوعات