ملخص
أميركا لا تملك خياراً سوى الاستعداد للمواجهة في الفضاء الخارجي.
أعلن مسؤول عسكري أميركي بارز بأن بلاده "لا تملك خياراً" سوى الاستعداد للمواجهة في الفضاء الخارجي بسبب العدوان الروسي وطموح الصين لكي تصبح القوة الفضائية المهيمنة بحلول منتصف القرن الحالي.
وكان العميد جيسي مورهاوس نائب مدير الاستراتيجية والتخطيط والسياسة في قيادة الفضاء الأميركية في لندن الأسبوع الماضي لمناقشة القدرات الفضائية المشتركة للبلدين في مؤتمر حمل عنوان "قمة العمليات الفضائية 2023".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال العميد مورهاوس للمراسلين في مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية بأن الولايات المتحدة الأميركية "مستعدة للقتال الليلة في الفضاء إذا اضطررنا إلى ذلك"، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتابع قائلاً، "إذا هددت دولة ما الولايات المتحدة الأميركية أو أياً من مصالحنا، بما في ذلك مصالح حلفائنا وشركائنا الذين تربطنا بهم معاهدات دعم دفاعي مشترك، فنحن مستعدون للقتال الليلة".
وأنشئت قيادة الفضاء الأميركية للمرة الأولى عام 1985 بهدف تقديم القيادة والمراقبة للقوات العسكرية في الفضاء الخارجي، ولكن تم حلها في عام 2002 وضمت قواتها ومسؤولياتها ضمن القيادة الاستراتيجية الأميركية.
وقد أعيد تأسيسها مجدداً في ظل حكم الرئيس دونالد ترمب في أغسطس (آب) 2019 للقيام بعمليات عسكرية في الفضاء.
وتتسم العمليات في الفضاء بقيمة استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة بحسب ما شرح أخيراً في بث على منصة بودكاست الكولونيل في الجيش الأميركي والأستاذ المساعد في دراسات الفضاء الاستراتيجية في مركز القيادة الاستراتيجية بن أوغدن.
وقال الكولونيل أوغدن إن "القوة الفضائية تمكننا من العيش على طريقتنا... وتمكننا من التواصل مع بعضنا بعضاً عبر مسافات شاسعة ولا يمكن التقليل من أهميتها في التقدم في علوم التكنولوجيا"، مضيفاً أن الفضاء أصبح أمراً حيوياً للأمن القومي والدفاع الأميركي.
وتأتي تصريحات مورهاوس يوم الخميس في وقت أظهرت فيه دول كالصين وروسيا قدرات عالية للتجسس وتدمير الأقمار الصناعية لدول أخرى بما في ذلك استخدام صواريخ تطلق من الأرض.
وسبق للولايات المتحدة أن نددت بالنشاطات الروسية "غير المسؤولة" في المدار بما في ذلك إطلاقها قمراً صناعياً غريباً يبدو أنه مزود بما يطلق عليه اسم "مفتش الأجهزة الفضائية"، والذي أظهر "سلوكاً غير اعتيادي".
كما حذر جنرال أميركي من أن المركبات الفضائية الروسية والصينية قد تشن هجوماً على الأقمار الصناعية بواسطة الليزر وأجهزة التشويش.
وفي هذا السياق، اعتبر المحللون أن القمر الصناعي المذكور "كوزموس-2558 (Kosmos-2558) يمكنه أن يلعب دور قمر اصطناعي "مفتش" بوسعه الاقتراب من الأقمار الصناعية الأخرى وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وسبق لهذا القمر الصناعي الذي أطلق في أغسطس (آب) الماضي أن اقترب مراراً من القمر الصناعي العسكري الأميركي "يو أس أي 326 (USA-326) في ما اعتبره البنتاغون محاولة لجمع المعلومات الاستخباراتية من خلال "استطلاع جوي فضائي".
وفي سياق متصل، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في أبريل (نيسان) 2022 بأن الولايات المتحدة لن تجري بعد اليوم اختبارات الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية ونددت بتلك الاختبارات التي تجريها بلدان أخرى واصفة إياها بالـ"متهورة" و"غير المسؤولة" ورأت فيها جهوداً لتطوير منظومات أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.
وفي معرض استشهادها بمثل، قالت إن اختبار الصاروخ الصيني المضاد للأقمار الصناعية في عام 2007 والاختبار الروسي عام 2021 دمرا الأقمار الصناعية الخاصة بهما وأنتجا آلاف القطع من الحطام، إذ تم الكشف عن أن الاختبار الروسي خلف وحده 1600 قطعة من الحطام".
وقامت الولايات المتحدة بحظر اختبارات مماثلة العام الماضي بسبب سحابات الحطام والمخلفات التي تتركها في المدار مما يشكل خطراً على الأقمار الصناعية الأخرى لسنوات طويلة.
وشرحت هاريس بأن "قطعة من الحطام الفضائي بحجم كرة سلة تسافر آلاف الأميال في الساعة بوسعها أن تدمر قمراً صناعياً، حتى إن قطعة حطام أصغر من حبة رمل بوسعها أن تسبب ضرراً كبيراً".
وقال مورهاوس يوم الخميس بأن الولايات المتحدة ستستمر في تطوير تقنيات مضادة للأقمار الصناعية، ولكن "من دون الانخراط في اختبارات غير مسؤولة". وأضاف متسائلاً "هل بوسعكم تطوير قدرة يمكن استخدامها كنظام مضاد للأقمار الصناعية وتعمل بشكل جيد والتأكد من حسن سير عملها من دون الحاجة إلى إحداث سحابة من الحطام في المدار في كل مرة تقومون بذلك؟ حتماً بوسعكم ذلك".
© The Independent