Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثائقي "الأمير المثير للجدل": تفاصيل مدهشة عن إلحاق أندرو الضرر بنفسه

لدى إميلي ميتليس نظرياتها في شأن الأسباب التي حدت بدوق يورك إلى التحدث لبرنامج "نيوزنايت" عن صداقته مع جيفري إبستين

بات الأمير أندرو صاحب الشعبية الأدنى بين أفراد العائلة الملكية البريطانية (أ ف ب)

ملخص

أكثر من ثلاث سنوات مرت ولا يزال العالم يجهل الأسباب التي دفعت الأمير أندرو إلى إجراء مقابلة مع إميلي ميتليس حول صداقته مع جيفري إبستين، ووثائقي القناة الرابعة الجديد يحاول كشف بعض الأسرار

أكثر من ثلاث سنوات مرت ولا يزال العالم يجهل الأسباب التي دفعت الأمير أندرو إلى فعل ما فعل، ولماذا وافق بوعي وإصرار على إجراء مقابلة مع إميلي ميتليس حول صداقته مع الرجل الذي دعاه بـ "السيد إبستين" في أول إجابة قدمها بخصوصه في تلك الحلقة الشهيرة.

ومن هذا المنطلق تسعى القناة الرابعة اليوم من خلال سلسلتها الوثائقية "أندرو: الأمير المثير للجدل" Andrew: The Problem Prince  إلى إيجاد إجابات ناجعة عن السؤال الذي يحير أفراد عائلة الأمير ويؤرقهم، لا سيما مع اقتراب موعد تتويج الملك الجديد.

ونظراً إلى أنه من غير المحتمل أن يخبرنا أندرو بنفسه ما حدث، مع أننا نعلم الآن أنه لا يمكن التنبؤ تماماً بتصرفاته، فإن هذه السلسة هي أقرب ما سنصل إليه من الحقيقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حلقتها الأولى تتناول السلسلة نشأة أندرو وكيف أصبح الرجل الذي هو عليه حاضراً، وفي حلقتها الثانية تستعرض الكشوف المثيرة في شأن مهزلة مقابلة "نيوزنايت" Newsnight وشأنها شأن المقابلة الأصلية، تتسم الروايات الناس الذين شاركوا في صنع الحدث واقتناص المقابلة، إذا جاز التعبير، بالإبهار إلى حد الغرابة، وبفضل هذه الروايات وتحديداً شهادتا ميتليس وزميلتها سام مكاليستر اللتين عملتا بلا كلل لإحضار الأمير إلى برنامج "نيوزنايت" الخاص بـ "بي بي سي"، وشهادة أصدقاء أندرو ومحامي ضحايا جيفري إبستين ومحامي التشهير الخاص بأندرو، ستتضح لدينا نوعاً ما خلفيات تلك المقابلة وما الذي كان يدور في ذهن دوق يورك حينها، إشارة إلى أن المفاجأة الكبرى هي المعلومات الشيقة التي أدلت بها كل من مكاليستر وميتليس.

يبدو أن مقابلة ميتليس - أندرو في طريقها لأن تفشي مواد دسمة عن خلفياتها والتوترات التي وقعت في كواليسها ولتتحول إلى حدث تلفزيوني خارق أسوة بمقابلة فروست - نيكسون التي أجراها ديفيد فروست مع ريتشارد نيكسون بعد فضيحة "ووترغيت" عام 1977 أو الحوار الفاقد للصدقية الذي أقامه مارتن بشير مع ديانا، وهذا أمر له ما يبرره. والحقيقة أن كل صحافي في هذا العالم يحسد الثنائي مكاليستر وميتليس على الإنجاز الذي حققتاه والجميع مفتون بأسلوبهما، مع العلم أن الفضل الأكبر في النجاح والنجومية إنما يعود لميتليس وهي التي اختارت تشاطره مع مكاليستر.

ولعل النظرية الأكثر إثارة للفضول حول تضحية أندرو بنفسه هي نظرية ميتليس التي لم يسبق لها حينها أن التقت الرجل، فبعد سنوات طويلة من الأخذ والرد دعيت وزميلتها مكاليستر إلى "القصر لتبادل الآراء"، على حد تعبير دوق يورك، وهما في القصر دخل عليهما أندرو بثقته الصبيانية التي افتتن بها العالم في يوم من الأيام وأمل منهما ألا تمانعا "إحضاري لأحد الأشخاص".

وعند هذا الحد تعترف مكاليستر أنها انزعجت ضمنياً من كلامه ظناً منها أن الدوق سيقدم لهما محام مشهور، وهذا المحامي المشهور سينسف كل فرصة لديهما بإنجاح المقابلة.

ولكنها تنفست الصعداء لما رأت ابنته بياتريس أميرة يورك التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 31 عاماً ولم تكن ضليعة بحيل إدارة وسائل الإعلام وألاعيبها، وارتاحت أكثر لما باشر أندرو من تلقاء نفسه ومن دون تدخل يذكر من بياتريس كما يبدو، في تكرار بعض أكثر الكلام سخافة في تاريخ الحياة العامة.

تصوروا أنه تحدث إلى ميتليس كما لو أنهما يجلسان لوحدهما على مائدة طعام، قائلاً "هل أخبركِ لماذا لا أستطيع التعرق؟" وهي حينما سمعت السؤال حاولت أن تتحكم في اندفاع الأدرينالين لديها، مشيرة إليه برغبتها في معرفة الإجابة، فما كان منه إلا أن لمح لها أنه سيحتاج إلى "موافقة نهائية" من سلطة ملكية عليا، وهذا فعلاً ما حصل وحصلت المقابلة.

وفي تلك اللحظة التي ظهرت فيها بياتريس في الصورة خطر ببال ميتليس أن أندرو ربما "يفعل ما يفعله من أجلها"، بمعنى أنه يحاول تبرئة اسم العائلة بحيث لا تعود أفعاله المنحرفة حجر عثرة في طريق سعادة بياتريس وشقيقتها أوجيني ونجاحهما، فنحن نعلم تمام العلم أن أندرو يأمل بشدة في أن تصبح ابنتاه جزءاً من "العائلة الملكية الفاعلة" على رغم ممانعة تشارلز، ولكن كيف عساهما أن يصبحا كذلك إن كانت سمعة والدهما (ووالدتهما) ملطخة بالخزي والعار!

وإذا كان أندرو قد تصرف بالفعل لمصلحة ابنتيه فهذا يعني أن إجراءه مقابلة "نيوزنايت" كانت شيئاً مشرفاً إذا ما استثنينا منها الوقت الذي أمضاه في التخلي عن صداقته مع إبستين، لكن المقابلة كما تبين لاحقاً كانت خطوة غبية ومحفوفة بالأخطار، والأسوأ من ذلك أنها أفضت إلى نتائج عكسية وإن اتخذت أساساً بدافع من روح الولاء الأبوي.

والحقيقة أن ما آلت إليه من نتائج سلبية لا ينفي إمكان وجود دافع نبيل وراءها، ولكن كما نعلم جميعاً فمقابلة ميتليس - أندرو زادت الطين بلة بالنسبة إلى الأمير، لا سيما أنه أصر عليها على رغم اعتراض محاميه الذي لا يزال إلى اليوم لا يفهم سبب قيامه بها.

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي ومن القضية القانونية، تستذكر محامية فيرجينيا جوفري [إحدى ضحايا جيفري إبستين المزعومين] الفرحة العارمة التي اعترتها عندما مدها فريق الخصم (فريق أندرو) بسلسلة مزاعم "سهلة الدحض" وغير معقولة.

ويمكن استكشاف الجذور الأعمق لسقوط أندرو في أرشيف معلوماته الشخصية التي توضحها وتؤكد عليها بيانات الشهود المختلفة وأقوالهم والمقاطع القصيرة المأخوذة من المقابلة الشهيرة، فباتفاق الجميع كان أندرو الابن المفضل لدى والدته، وكان أميراً مدللاً لدرجة أنه حصل في سن الخامسة على سيارة جيمس بوند بدواسات صنعتها "أستون مارتن" يدوياً وخصيصاً له، وكلفت العائلة 4 آلاف جنيه إسترليني (63 ألف جنيه إسترليني حالياً أو 78 ألف دولار).

لم يسبق لأحد أن "رفض" له طلباً، ولطالما خلط بين التملق والاحترام وورث عن أبيه ثقة زائدة في النفس، وهذه الثقة هي التي دفعته إلى الظن أن بمقدوره نزع فتيل المزاعم المزعجة من دون أن تدمره، ولعله فكر في خوض غمار المقابلة من أجله ومن أجل عائلته أو ربما ليثبت شيئاً لأخيه الأكبر أو ليكسب امتنان ملك المستقبل آنذاك، ثمرة تخلصه من المعمعة التي أثارها هو نفسه جراء قضية إبستين.

ومثلما نرى في الأقسام التاريخية للوثائقي المكون من جزأين، فقد اعتاد الجمهور لأعوام الاحتفاء بالأمير أندرو على أنه "راندي آندي"، بطل حرب جزر فوكلاند. كان يبدو للكل، بمن فيهم الملكة والأمير فيليب، نسخة أكثر جاذبية من شقيقه الساذج الأكبر منه سناً، وبصفته المبعوث التجاري للمملكة المتحدة فقد كان يعتبر نفسه صانع صفقات محبوباً ومقنعاً، ومن شدة خوفه من الخسارة في محكمة قانونية لجأ إلى برنامج "نيوزنايت" لإحالة القضية إلى محكمة الرأي العام ورفض الاتهامات، لكن الرياح لم تجر كما اشتهت سفينته وانتهى به المطاف إلى الظهور بمظهر الشخصية البغيضة التي تحاول كسب التعاطف من طريق عرض سلسلة من الأعذار التي تدعو إلى الشك والسخرية.

لم يكن يعتقد أن ميتليس لن تقوى عليه لدرجة يمكنها معها أن يغازلها، كما نراه يفعل مع سيلينا سكوت في برنامج حواري عام 1985، وذلك لأنه اعتقد أنه حتى الصحافي القادر مثل ميتليس لن يتغلب عليه، ونرى أيضاً مدى سهولة تلاعب إبستين به، حتى عندما كان يظن نفسه هو الذي يستغله، ولكنه كان هو المخدوع،

أو في الأقل هذا ما بدت وتبدو عليه الأمور من الخارج ومن هذه المسافة الزمنية.

أما الحقيقة الكاملة من وجهة النظر التي كان يعتنقها الأمير عام 2019 وقبله فلن نعرفها أبداً، والأرجح أنه هو أيضاً لن يعرفها وسيبقى أبداً جاهلاً للأسباب التي رمته في فلك إبستين ودفعته نحو مقابلة كارثية من فئة المقابلات التي شبهتها إحدى الشبكات الأميركية بـ "التسونامي الناتج من اصطدام طائرة بناقلة نفط". على أي حال هذا هو أقرب ما قد نصل إليه يوماً من "ميتليس - أندرو: التكملة".

© The Independent

المزيد من فنون