Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاعبة تايكواندو أفغانية ترفض الاستسلام بعدما طردتها "طالبان"

حصري: مرضية حميدي (21 سنة) تواجه تحديات نفسية وجسدية لتبدأ حياتها كلاجئة في أرض غريبة بعدما أرغمت على الفرار من موطنها جراء استيلاء حركة "طالبان" على مقاليد الحكم فيه

قاومت الأفغانية مرضية حميدي تحديات غير عادية مثل حركة "طالبان" للمنافسة في بطولة العالم للتايكواندو في أذربيجان هذا الشهر (اندبندنت)

ملخص

يمكن لركلة لاعبة التايكوندو، مرضية حميدي، أن تسقط الخصوم أرضاً وتحقق لها الفوز. لكن في أفغانستان، تعرضت للطرد والتشهير من قبل "طالبان" وتشارك اليوم كلاجئة في بطولة العالم

يمكن لركلة بطلة التايكوندو، مرضية حميدي، الأمامية من الأعلى أن تسقط الخصوم أرضاً وتحقق لها الفوز بميدالية في أي بطولة تشارك فيها. لكن في أفغانستان، تعرضت للطرد والتشهير من قبل "طالبان" بزعم انتهاك السلوك المتعارف عليه للمرأة في المجتمع الأفغاني.

"يسود اعتقاد شائع بين الرجال الأفغان مفاده بأنه لا يسع المرأة أن تكسب بطولات. وكلما كنت أرفع ساقي عالياً لأتدرب، كانوا يقولون لي ’لقد فقدت عذريتك، أنت فتاة سيئة‘"، تخبر حميدي التي مثلت منتخب بلادها في رياضة التايكوندو قبل وصول "طالبان" إلى السلطة.

وتضيف حميدي لصحيفة "اندبندنت"، "بالنسبة لي شخصياً، هذا الكلام هو عنف بحد ذاته. من قال إن العنف يجب أن يكون صفعة على وجهي فحسب. أوليس تعليق مثل هذا كفيلاً بأن يضر بي ويدمر عقلي؟"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الفتاة البالغة من العمر 21 سنة التي هربت من أفغانستان بعد تولي "طالبان" زمام السلطة، إن نيران الغضب والعدائية تتقد في صدرها وتغذي لهيب ركلاتها ولكماتها منذ أغسطس (آب) 2021.

حينذاك، كان مقاتلو "طالبان" يملأون الشوارع المحاذية لمنزلها في حي كارتي شار في كابول وكانت تشاهدهم وتراقب تحركاتهم من نافذة منزلها. ولما عاد والدها من قضاء أمر ما، قال لها، "لقد وصلوا" وتركها في حال من الذهول التام.

ولكي تتأكد مما يجري في محيطها، ارتدت حميدي البالغة من العمر آنذاك 19 سنة برقعاً ثلاثة أضعاف حجمها وذهبت إلى المقهى المفضل لديها برفقة أحد الأصدقاء.

وفي طريقها إلى هناك، "رأينا مقاتلي طالبان المسلحين يحرسون كل ركن وزاوية، ورأيناهم كذلك داخل المطعم وخارج منزلي. لم ألتق مثل هؤلاء الرجال من قبل، كانت لحاهم طويلة وكانوا مدججين بأنواع من الأسلحة. بعدها، لم أر أي امرأة في الأماكن العامة".

وكانت حميدي انتظرت عودة الهدوء لمطاري هرات وكابول لتتمكن من الهروب من النظام القمعي، وذلك بعدما تنقلت عائلتها بين ثلاثة منازل مختلفة داخل كابول.

وفي نهاية المطاف، في نوفمبر (تشرين الثاني)، أجليت من قبل فرنسا إلى جانب 3 آلاف شخص آخر، لتحمل من جديد راية اللجوء التي لاحقتها منذ ولادتها.

ففي 2002، ولدت حميدي في المنفى في إيران. وفي 2019، عادت لوطنها حيث عاشت لمدة عامين قبل أن تضطر إلى الرحيل مرة أخرى.

وستنافس حميدي بصفتها أحد أعضاء فريق اللاجئين في بطولة العالم للتايكوندو التي تنطلق في العاصمة الأذربيجانية باكو في الـ 29 من مايو (أيار) المقبل.

وعن مشاركتها، تعلق حميدي، "ينفطر قلبي لمجرد التفكير بأن ألوان العلم الأفغاني ستغيب عن المسرح العالمي ولن تمثلني. يؤلمني هذا الوضع كثيراً لأنني لطالما حلمت بالمشاركة في بطولة العالم في صفوف منتخبنا الوطني، ولكنني سأغتنمها فرصة لأناضل من أجل نفسي وبلدي والنساء أمثالي وحتى الأشخاص الذين ينتمون إلى البلد نفسه ولا يدعموني لأنني لا أرتدي الحجاب".

وأضافت "سأظل أمثلهم."

وفي البطولة المنتظرة، ستواجه حميدي أبطال تايكوندو عالميين عن فئة الـ57 كلغ، وهي لا تزال تتخطى فقدانها لوطنها وتخليها عن والديها وعائلتها ورؤيتها الاتحاد الرياضي في كابول ينهار وزميلاتها في الفريق يختفين تحت حكم "طالبان".

وحتى لو شاءت حميدي أن تمثل أفغانستان بقيادة "طالبان"، لن يكون لها ذلك لأن سياسات التفرقة الجنسية التي يعتمدها النظام الإسلامي المتشدد ألغت الفريق النسائي في البلاد، بالتالي ستكتفي أفغانستان بإرسال فريق الرجال للمنافسة في بطولة العالم هذا العام.

وفي هذا الصدد، توضح حميدي أنه "لا يسمح سوى للذكور في أفغانستان بالتدرب على التايكوندو والحضور إلى باكو. سألتقي بالفتيان والرجال الذين تدربوا على البطولة".

وتؤكد حميدي أنه ما دام الحكم في كابول بيد "طالبان"، لن تتاح للنساء فرصة المشاركة في البطولات وهي لن تقبل بتمثيل الحركة لو أتيح لها ذلك: "من وجهة نظري، هم مجموعة من الإرهابيين. بسببهم، وجدت نفسي مجبرة على مغادرة بلادي وبدء حياتي من جديد. أنا اليوم وحيدة بعدما فقدت منزلي وكثيراً من الناس في الوطن جراء الحرب وأود أن أثبت لطالبان أن اللاجئين ليسوا بالضعف الذي يبدون عليه".

وتقول حميدي إن رؤية بلدها يسقط في أيدي "طالبان" سببت لها خسائر نفسية جسيمة وكأنها معركة جسدية.

وتوضح "أحياناً كثيرة يتشتت تركيزي ويذهب تفكيري إلى أفغانستان. وفي بلجيكا، خسرت معركتي القتالية، وهي أول معركة لي بعد فراري من كابول، بسبب طالبان. كنت مكتئبة، وتحت ثقل هذا الشعور الجارف، لم يكن لدي ما يكفي من الطاقة لأحرك جسمي أو أرفع ساقي عالياً لأركل وأواجه".

حينها، "سألني مدربي ’ماذا حدث لك‘. ولكن لا يمكنني أن أشرح له أو لأي شخص آخر من خارج أفغانستان عن معاناتي النفسية. كيف عساك تشرح لأحد من خارج بلادك عن أهوال التحول إلى لاجئة على يد طالبان. لا يمكنه أن يفهمك البتة."

"لا موطن لدي، لذا تراني أطارد شعور الانتماء كل يوم وأقضي ليالي بلا نوم لعلني أشعر بالانتماء إلى مكان ما. أريد أن أعرف حقاً ما الذي يعنيه الوطن. قيل لي إن الوطن هو شعور ولكن في الوقت الحالي لا أملك مثل هذا الشعور"، تردف حميدي.

ومع كل الصعاب التي تتربص بها من كل جانب، تقول حميدي إنها لا تخشى تسمية الأشياء بمسمياتها، "التايكوندو هو معركتي لأنهم منعوني عنها وغادرت هناك (أي أفغانستان) لأجلها. وجئت إلى باريس لأصبح بطلة، ولأظهر لهم أنهم إذا أوقفوني عن مسيرتي هناك فسأتابعها هنا، ولأؤكد لهم أن بإمكاني محاربتك ومحاربة تفكيرك [للتأكيد] على قوة المرأة. يمكنني أن أفعل أي شيء أريده ولدي القوة لأفعله".

وختمت قائلة "سأقاتل من أجل أفغانستان لكنني سأقاتل على طريقتي. ولن أكون أبداً ضحية طالبان".

© The Independent

المزيد من تقارير