ملخص
السلطات المحلية الإسرائيلية توزع منشوراً على السكان يحثهم على الاستعداد للحرب، ومراقبون يستبعدون نشوب المعارك
أثار منشور وزع على بعض بلدات الشمال في إسرائيل حال هلع بين السكان، خصوصاً البلدات المحاذية للحدود الشمالية. ويشرح المنشور سيناريو الحرب الذي يتدرب عليه الجيش هذه الأيام تحت مسمى "القبضة الساحقة"، ويدعو السكان في حال نشوب الحرب إلى "إخلاء البيوت ومغادرة البلدة بأسرع وقت، إذ ستغلق خلال فترة قصيرة الطرقات حيث من المرتقب سقوط صواريخ مكثفة لا تتيح التحرك والتنقل".
الحدود الشمالية
وفيما استبعد متخصصون نشوب الحرب، تضمن المنشور قائمة من الحاجات الضرورية للتزود بها، جاء بينها "عليكم التزود بكميات تكفيكم لفترة طويلة داخل الملاجئ، ففي حال نشوب الحرب المتوقعة فستكون قاسية وتستمر لفترة طويلة".
حال الهلع والإرباك لم تقتصر على سكان بلدات الشمال بل مختلف المناطق، وتساءل بعضهم إذا ما كان المنشور ضمن المناورة التي يقوم بها الجيش ومجرد إثارة حال قلق وخوف أم أنه حقاً ذروة الاستعداد لنشوب الحرب، إذ شهدت منطقة الشمال من مجيدو وحتى كريات شمونة حركة طيران نشطة طوال اليومين الأخيرين.
القناة "14" الإسرائيلية نشرت تقريراً حول الموضوع جاء فيه، "على خلفية التوتر المتصاعد في الشمال خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وزع المنشور بداية على إحدى البلدات المحاذية للجدار، وينص على أنه وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن فستكون الحرب في الجبهة الشمالية قاسية وطويلة".
وتابع التقرير الإسرائيلي أن "الانفجار الغامض في الأراضي اللبنانية القريبة من الحدود السورية أسهم في تصعيد التوتر شمالاً، وتوقعات باستمرار التصعيد إلى درجات أعلى".
وذكر المراسل العسكري للقناة هيلل روزين أنه "بعد توزيع هذا المنشور يبدو أن المنطقة الشمالية في ذروة الاستعداد للحرب، وبعض سكان المنطقة على خط المواجهة تلقوا بشكل واضح في المنشور أن تقييمات الجيش والأجهزة الأمنية تخبرهم حال اندلاع المعركة على الحدود الشمالية فستكون أقوى بكثير من حرب لبنان الثانية التي نشبت عام 2006".
وأضاف روزين "لقد قيل للسكان إنه خلال الحرب ستكون الإقامة في الملاجئ طويلة، مع عدم القدرة تقريباً على مغادرتها. ربما تكون هناك فترة زمنية صغيرة، من الممكن مغادرة البلد لأنه ستغلق بعد ذلك الطرق".
وفق المراسل العسكري وزعت منشورات مماثلة في بلدات أخرى بينها كريات شمونة، وأشار إلى أن السلطات المحلية تفهم ما يمارسه الجيش الاسرائيلي وما يمارسونه على الجانب الآخر، وتقوم بالاستعداد لتصعيد محتمل خلال وقت قريب.
يشار إلى أن المنشور أوضح أن جميع المعلومات والإرشادات الواردة جاءت بالتشاور مع الأجهزة الأمنية والمصادقة عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لافتات على البيوت
ضمن إرشادات استعداد السكان شمل المنشور قائمة من الحاجات الضرورية التي يتطلب منهم التزود بها، بينها الدواء والطعام والماء وأجهزة الإنارة حال انقطاع الكهرباء، كما شمل المنشور إرشادات عند مغادرة البيوت.
وفي نهاية المنشور قيل للسكان إنه ستصلهم لاحقاً لافتات مختلفة لتعليقها على أبواب البيوت أو في أماكن ظاهرة للعيان في حال نشوب حرب، ليتمكن عناصر الجبهة الداخلية والإنقاذ من معرفة إذا كان البيت خالياً من السكان أم لا في حال إصابته بالصواريخ. كما جاء فيه تدشين "مجموعات أحياء" وتعيين مسؤول عن كل مجموعة، وسيبلغ السكان باسمه وتفاصيله ليكون عنواناً لهم في حالات اضطرارية أو للاستفسار.
سياسة تصعيدية
بعد نشر التقرير التلفزيوني ناقش متخصصون في الشأن الإسرائيلي دوافع توزيع المنشور، وهناك من استبعد نشوب حرب خلال فترة قريبة واعتبروا المنشور ضمن سياسة ترويج أجواء التوتر المتصاعد في المنطقة.