السعودية: متوسط النمو السكاني 2.5 في المئة خلال العقد الأخير

13 عاماً هي المدة الزمنية التي تفصل بين آخر إحصاء رسمي لتعداد السكان في السعودية الصادر، الأربعاء، والإحصاء السابق الذي صدر في الـ27 من أبريل (نيسان) 2010، إذ أظهر التعداد الأخير نمواً سكانياً بواقع 34.2 في المئة، حيث ارتفع من 27.136.977 نسمة إلى 32.175.224 خلال الفترة ما بين التعدادين.

وبلغ متوسط النمو السكاني 2.5 في المئة في حين زاد عدد السعوديين من 14 مليون نسمة إلى 18 مليوناً نسمة بزيادة قدرها 4.8 مليون مواطن.

زيادات في عدد غير السعوديين

وكشف التقرير عن وجود ارتفاع في عدد غير السعوديين في البلاد خلال 13 عاماً مضت، فبلغ عدد المقيمن ما يزيد على 13.4 مليون مقارنة بنحو 9.9 مليون بتعداد 2010.

وعلى رغم زيادة إجمالي سكان البلاد، فإن هناك تناقصاً في معدلات السعوديين بنسبة 10.5 في المئة، إذ بلغ عددهم في الإحصاء الأخير 58.4 في المئة من إجمالي السكان بواقع 18.792.262 نسمة، مقارنة بـ 18.707.576 مواطناً في 2010 ونسبته 68.9 في المئة.

22 سنة متوسط الأعمار

وأظهر المسح التعدادي للسكان أن متوسط الفئة العمرية في البلاد إجمالاً يبلغ 29 سنة، منها 22 سنة للسعوديين و34 سنة للمقيمين، بينما 51.1 في المئة من إجمالي السكان في الفئة العمرية 30 سنة وأقل، ترتفع بين السعوديين إلى 62.9 في المئة.

وحول التراجع في نسب السعوديين من إجمالي سكان البلاد ومتوسط الفئات العمرية قالت المحللة الاقتصادية ريم أسعد، إن "التراجع يعتمد على عوامل كثيرة، منها على سبيل المثال وليس الحصر متوسط الأعمار لأن له دلالات مستقبلية وكذلك كيفية التوزيع السكاني للاقتصاد، بمعنى هل يتركز في المدن الرئيسة أو بالأماكن السياحية أو الصناعية، وأسباب ذلك".

وأضافت أن "الإجابة عن التساؤلات الماضية توضح لنا تأثير متوسط الأعمار في البلاد بالنمو الاقتصادي، فهو عامل لقياس مستوى الإنتاجية وأيضاً توافر الموارد الطبيعية، ومن الممكن أن تكون هناك كثافة سكانية كبيرة، بالتالي موارد بشرية كبيرة، لكن مع موارد بترولية ضخمة، فالخزانة دائماً لديها فائض مالي".

وترى أسعد أن مستوى التقنية المستخدمة يرتبط بالنمو الاقتصادي، لافتة إلى أن التحول الرقمي تسبب في الاستغناء عن وظائف كثيرة، لكن تم الاعتماد على تعليم الناس مفاهيم الرقمنة والـ"ديجيتال" وغيرها.

ولفتت المحللة الاقتصادية إلى أن عملية التناقص في السكان لها جانب إيجابي وآخر سلبي، منوهة بأن "الآثار المترتبة على التراجع السكاني طويلة الأمد"، مشيرة إلى إيجابيات انخفاض مستوى القوى العاملة وانعكاسه على مستوى الأجور بسبب ندرة الكوادر البشرية المؤهلة لشغل الوظائف"، وكذلك تخفيف الضغط على خزانة الدولة، إلى جانب السلع والخدمات التي تنخفض أسعارها نتيجة لقلة الطلب".

ارتفاع المواليد

في السياق ذاته، أظهرت نتائج التعداد السكاني للبلاد ارتفاع عدد المواليد التي بلغت 484719 مولوداً، وكذلك زيادة معدلات الخصوبة إلى 2.1 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب، أعلاها في منطقة الجوف (شمال وسطي) بمعدل 3.6 ثم المنطقة الشمالية بنحو 3.2 تلتها نجران (جنوب) بواقع 3.1 طفل لكل سيدة.

ولفت التعداد إلى وجود انخفاض في معدلات الخصوبة بشكل تدريجي لدى الإناث بعد 35 سنة، وتشرح أسعد أن "عملية الإنجاب والتكاثر السكاني ترتبط بعوامل عدة منها اقتصادية وأخرى اجتماعية"، موضحة أن البنية التحتية تستوعب التوسع السكاني، لا سيما مع وجود مشاريع توسع الرقعة السكانية، وقالت إن "المدن السعودية جاهزة لاستيعاب التزايد السكاني في البلاد".

التوزيع السكاني للمناطق

وفي الصدد ذاته، كشف التقرير عن عدم وجود تغيير في المناطق الإدارية ذات الكثافة السكانية، إذ استمرت منطقة الرياض (وسط) في تصدر قائمة الأعلى كثافة سكانية، حيث بلغ عدد سكانها نحو 8.6 مليون نسمة، تلتها منطقة مكة المكرمة (غرب) بواقع 8 ملايين، وبعدها المنطقة الشرقية بما يزيد على خمسة ملايين.

أما في ما يخص الحال الاجتماعية لسكان السعودية، فأوضح التقرير أن 54 في المئة من الرجال متزوجون، وكذلك 56.6 في المئة من النساء، بينما شكل عدد السيدات المطلقات خمسة مقابل كل رجل منفصل عن زوجته، في حين بلغ عدد النسوة الأرامل 5.4  مقابل كل رجل أرمل.

شك ويقين

وعلى رغم أن بيانات مسح التعداد السكاني الصادرة أخيراً كانت مفصلة، فإن حال تشكيك في الأرقام صاحبتها، لا سيما عند مقارنة زيادة نسبة المواطنين في التعداد الحالي بتقرير 2010، التي سجلت نمواً قدره 4.8 مليون نسمة خلال نحو 13 عاماً.

وحول ذلك، قالت المحللة الاقتصادية إن "الناس يعتمدون على المشاهدات المرئية التي تظهر وجود تزاحم"، مستدركة "الأرقام دائماً تحسم الموقف".

من جانبه أوضح رئيس الهيئة العامة السعودية للإحصاء فهد الدوسري خلال مؤتمر صحافي عقده بعد صدور التقرير السكاني أن "نسبة الدقة في التعداد الأخير تصل إلى 95 في المئة باعتباره أكثر شمولية منهجية من السابق"، مشيراً إلى استخدام تقنية متخصصة في رصد الأخطاء وتصحيح البيانات آلياً في عملية الإحصاء الأخيرة.

وأكد الدوسري أنهم قاموا بإجراء أكثر من مليون مكالمة هاتفية ونحو 900 ألف زيارة ميدانية إضافية للتأكد من جودة البيانات ودقتها، إلى جانب استخدام أساليب متقدمة في تحليل البيانات والإحصاء من خلال عمل المقارنات بين خمسة مصادر مختلفة ومراجعة المعلومات عبر 200 مؤشر لتأكيد دقتها.

تطور البنية التحتية الرقمية

وكان رئيس الهيئة العامة للإحصاء فهد الدوسري، قد كشف خلال مؤتمر صحافي عقده بعد صدور التقرير السكاني أن الهيئة سعت إلى مواكبة التحولات الشاملة التي شهدتها السعودية في ظل رؤية 2030، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأشار "منذ انطلاقها ارتفعت جودة ودقة البيانات بشكل كبير، ومستوى التكامل والتشاركية بين الجهات الحكومية، وتطورت البنية التحتية الرقمية في المملكة، مما مكن الهيئة من اتباع أفضل المنهجيات العالمية والاستفادة من أحدث التقنيات في تنفيذ تعداد السعودية 2022 مثل الأقمار الصناعية وتقنية العد الذاتي، حيث جرى اتباع الأساليب الحديثة لإصدار البيانات الإحصائية، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة والتكامل والدمج بين بيانات السجلات الإدارية وبيانات التعداد الإحصائية، للخروج ببيانات دقيقة وموثوقة". 

وأضاف "ومن خلال استخدام هذه الأساليب الحديثة أصبح تعداد السعودية 2022 الأكثر شمولية والأعلى دقة في تاريخ المملكة، حيث تجاوزت دقة النتائج 95 في المئة، وأصبحت المنهجية التي اتُّبعت في تنفيذ تعداد السعودية 2022 من أفضل الممارسات العالمية، وذلك بشهادة عدد كبير من الخبراء الدوليين".

وأكد الدوسري أنه من أجل ضمان جودة بيانات التعداد جرى تخصيص فريق متكامل للمراجعة والتدقيق، واستخدام تقنيات رصد الأخطاء وتصحيح البيانات بشكل آلي، وإجراء أكثر من مليون مكالمة هاتفية والقيام بنحو 900 ألف زيارة ميدانية إضافية للتأكد من جودة ودقة البيانات، إضافة إلى استخدام أساليب متقدمة في تحليل البيانات والإحصاء، شملت المقارنات بين خمسة مصادر مختلفة للبيانات، كما تمت مراجعة البيانات من خلال أكثر من 200 مؤشر لتأكيد دقتها.

تغيير في منهجية التعداد

وأوضح "أنه وتماشياً مع أفضل الممارسات العالمية، ونظراً للتطور والتغيير في المنهجية المتبعة في تنفيذ تعداد 2022 مقارنة بتعداد 2010 الذي اعتمد بشكل أساسي على العمل الميداني والورقي، إضافة إلى كون الأرقام المنشورة سابقاً من 2010 إلى 2022 تقديرية بناء على نتائج 2010؛ فقد أعادت الهيئة تقدير أعداد السكان في الأعوام السابقة بناء على نتائج تعداد السعودية 2022 كونها الأساس الأكثر دقة للبيانات، وعبر المقارنة والتكامل مع بيانات السجلات الإدارية الحكومية".

وأعلن رئيس الهيئة العامة للإحصاء أن إعادة نشر التقديرات السكانية للأعوام السابقة يأتي متوافقاً مع توجهات الحكومة ورؤية 2030؛ لرفع مستوى الشفافية وتوفير البيانات الدقيقة للقطاعات المختلفة مثل القطاع الخاص والمستثمرين، مؤكداً أنه سيتم إعادة نشر جميع الأرقام للسنوات السابقة على موقع الهيئة.

وأشار إلى أنه تم اتباع أعلى معايير أمن وسلامة المعلومات والبيانات، لضمان سريتها وحمايتها بالمواءمة والتنسيق مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والتزام الهيئة العامة للإحصاء أعلى مستويات الخصوصية والسرية تجاه بيانات المشاركين، معبراً عن شكره وتقديره للمواطنين والمقيمين، نظراً للتفاعل الإيجابي المتميز الذي أبدوه أثناء مشاركتهم في التعداد.

وشمل إعلان نتائج تعداد السعودية 2022 بيانات تفصيلية لثلاثة محاور رئيسة هي: التركيبة السكانية، والأسر، والمساكن، فيما سيتم إعلان النتائج الخاصة بالتعليم، والصحة، والعمل والدخل، والهجرة والتنوع خلال الأشهر القليلة المقبلة.