يتجّه عضو جمهوري خامس نحو الانسحاب من الحزب خلال مدة لم تتعدّ الأسبوعين في ظل استمرار التجاذبات حول رئاسة دونالد ترمب.
ولن يسعى عضو الكونغرس، مايك كوناواي، إلى الترشح مجدداً عن ولاية تكساس عام 2020 بحسب ما أفاد موقع بوليتيكو الإخباري. ومن جهته لم يؤكد كوناواي قراره ولا الأسباب التي دفعته لاتخاذه، ولكن من المنتظر أن يدلي ببيان أمام وسائل الإعلام.
أثارت هذه الخطوة مخاوف في أوساط الحزب من استقالة آخرين بسبب التعقيدات التي يفرضها تولي منصب كهذا في ظل ولاية ترمب، إضافة إلى العمل إلى جانب غالبية ديمقراطية في الكونغرس.
وبحسب تصريحات توم ديفيس، العضو الجمهوري السابق في الكونغرس لموقع "ذا هيل" فإنّ "تولي هذا المنصب في حقبة حكم ترمب ليس بالأمر اليسير، لأنه حوّل البيئة السياسية العدائية أساساً إلى بيئة أسوأ بعد. وكل يوم يصدر عنه إما تغريدة أو تعليق غير مقبول ينبغي الدفاع عنه أو تفسيره. هذا الوضع مرهق وغالباً ما يكون محرجاً".
بالإعلان عن استقالته، ينضم كوناواي الذي خدم 15 عاماً في الكونغرس إلى غيره من النواب الجمهوريين الذين أقدموا على هذه الخطوة قبله، وهم بول ميتشيل وبيت أولسون ومارثا روبي وروب بيشوب.
وقال ميتشيل أمام مجلس النواب "تغلب الخطابة على السياسة فيما تستهلك السياسة الكمية الأكبر من الأوكسيجين" في العاصمة واشنطن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت أحد موظفي حملته السابقين واسمه جايمي رو في وقت لاحق إلى أنّ ميتشيل "كان محبطاً بسبب عدم تحقيق أية إنجازات هنا".
وعلى الرغم من أنه لم يلقِ باللوم علناً على الرئيس، كان من أوائل أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين اشتكوا من ملاحظات ترمب العنصرية الأخيرة الموجّهة ضد أربع عضوات ديمقراطيات في الكونغرس يعرفن باسم "الفريق".
وغرّد قائلاً "علينا أن نترفع عن مثل هذه التعليقات" بعد أن أشار الرئيس إلى أن على أليكساندرا أوكاسيو-كورتيز من ولاية نيويورك وإلهان عمر من ولاية مينيسوتا وأيانا بريسلي من ولاية ماساتشوستس ورشيدة طليب من ولاية ميشيغان، العودة إلى بلادهن "المحطمة والموبوءة بالجريمة".
وأضاف ميتشيل "أنا أيضاً أشعر بإحباطات في السياسة بسبب أفعال بعض أعضاء الحزب الآخر، لكن هذه التعليقات لا تليق بالزعماء".
أما روبي فأشارت إلى أنها لم تصوّت للسيد ترمب في انتخابات عام 2016 بسبب تصرفاته "غير اللائقة بمرشح لمنصب الرئاسة"، لكن العلاقة بينهما تحسّنت وحصلت على دعمه عام 2018.
ويواجه الحزب الجمهوري مهمة صعبة من أجل استعادة الغالبية في مجلس النواب لعام 2020 بعد نجاح الديمقراطيين في الانتخابات النصفية خلال العام الماضي.
وما زال ترمب يحظى بنسبة تأييد منخفضة يصل معدلها الحالي إلى 43 في المئة تقريباً، وقد تترتب على جدول أعماله السياسي الانقسامي أثماناً باهظة تنعكس على انتخابات الكونغرس العام المقبل.
يمثل كلٌ من السادة كوناواي وميتشيل وبيشوب وروبي مقاطعات جمهورية مضمونة يتوقع أن تختار ممثلين لها من الحزب عام 2020.
لكن قد تكون المنافسة حادة في مقاطعة أولسون حيث تراجعت الغالبية المؤيدة لممثل ولاية تكساس إلى 5 في المئة عام 2018.
لكن حتى في المقاطعات المضمونة الآمنة، يمكن ألا يرغب العديد من الممثلين الجمهوريين بالعودة إلى الكونغرس عام 2020 بسبب توقعات بفوز الديمقراطيين بالغالبية في العام المقبل.
وأظهر استفتاء جديد تقدم الديمقراطيين على الجمهوريين بنسبة 5.6 في المئة في الاقتراع العام في انتخابات عام 2020 بحسب النسب التي أصدرها موقع التحليل السياسي "ثيرتي فايف إيت".
وستجرى انتخابات عام 2020 على كامل المقاعد الـ435 في مجلس النواب، إضافة إلى 34 مقعداً في مجلس الشيوخ.
© The Independent