ملخص
نصرالله رد على اقتراح الراعي بأن يسمي الحزب أربع شخصيات للرئاسة بالتمسك بفرنجية، وقال لموفد البطريرك "مرشحنا هو فرنجية ثم فرنجية ثم فرنجية ثم فرنجية"
دخل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان مرحلة جديدة قد تكون أكثر تعقيداً من الأولى، بعد إعلان 32 نائباً من المعارضة تبني ترشيح مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور للرئاسة.
ونجحت المعارضة بعد تقاطعها مع "التيار الوطني الحر" على ترشيح أزعور بدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تحديد جلسة لانتخاب الرئيس ستعقد الخميس المقبل، الـ 14 من يونيو (حزيران) الجاري، بعد أربعة أشهر على آخر جلسة عقدت لهذا الهدف.
وكانت القوى المعارضة التي تضم حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"حركة تجدد" ونواب مستقلين و"تغييريين" قد اختارت منزل مرشحها السابق النائب ميشال معوض الذي أعلن انسحابه لمصلحة أزعور لإعلان تبني المرشح الجديد رسمياً، على أن يرتفع عدد المؤيدين كما جاء في البيان خلال الأيام المقبلة.
وأكد النائب التغييري مارك ضو الذي تولى إعلان البيان باسم المعارضة أن "ترشيح أزعور ليس للمناورة أو للتكتيك بل للتمهيد لحل حقيقي للأزمة الرئاسية". وأضاف، "توصلنا إلى التقاطع على أزعور كمرشح وسطي وغير استفزازي لأي طرف، وهو على تواصل مع الجميع ويتمتع بفرصة جدية للوصول إلى الرئاسة والقدرة على مساعدة لبنان في الخروج من الأزمة، وتتوافق عليه كتل المعارضة وكتلة لبنان القوي وبعض النواب التغييريين ومستقلين".
وتضمن بيان المعارضة دعوة إلى "حزب الله" و"حركة أمل" للتلاقي على قاعدة أن "الوقت ليس لعقد صفقات سياسية تحت أي ذرائع بل لإنقاذ الوطن، لذلك يدنا ممدودة للتلاقي حول هذا الطرح".
ومع انتقال المواجهة الرئاسية بين مرشح الثنائي الشيعي، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ومرشح "التقاطع" بين القوى المعارضة لفرنجية جهاد أزعور، لا يبدو أن الملف الرئاسي سائر إلى حسم قريب، بل إنه مقبل وفق مصدر نيابي على تعقيدات أكثر قد تطيل أمد الشغور الرئاسي، وتمهد لمرحلة جديدة تفرض البحث عن مرشح جديد بعد سقوط كل من فرنجية وأزعور، وحول هذه النقطة تتمحور مبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باتجاه الفريق الشيعي.
نصرالله لموفد الراعي: "فرنجية ثم فرنجية ثم فرنجية"
مستنداً إلى نصيحتين فرنسية و"فاتيكانية" بالتواصل مع الفريق الشيعي الداعم لفرنجية للبحث عن حل للأزمة الرئاسية، يتوقع أن يزور موفد من البطريرك الماروني خلال ساعات رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان البطريرك الراعي قد أوفد فور عودته من باريس مطران بيروت للموارنة بولس عبدالساتر إلى الضاحية الجنوبية، إذ تناول اللقاء مع الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله الاستحقاق الرئاسي، لكن عبدالساتر ووجِه برفض من قبل نصرالله لما حمله من اقتراح من بكركي، نص على الاتفاق على مرشح على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، كما أعلن الراعي في عظة قداس أمس الأحد.
واقترح عبدالساتر على نصرالله بأن يسمي الحزب أربعة أسماء غير فرنجية وأزعور، وتكون خارج إطار التحدي. وتكشف مصادر مقربة من "حزب الله" لـ "اندبندنت عربية" أن "نصرالله رد بأن المرشحين الأربعة هم فرنجية ثم فرنجية ثم فرنجية ثم فرنجية".
وكان الراعي استقبل في بكركي المرشح سليمان فرنجية واقترح عليه الانسحاب من السباق الرئاسي بعدما باتت الغالبية المسيحية ضد ترشيحه، إضافة إلى اعتباره مرشح تحد من قبل قوى سنيّة ودرزية، وعلى اعتبار أن انسحابه قد يسهم في تسهيل الاتفاق على مرشح ثالث ويدفع بالحزب إلى ذلك الخيار، وعُلم أن فرنجية لم يكن مرتاحاً لأجواء اللقاء مع البطريرك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الجلسة الـ 12 بسيناريو جديد
وأتى رد "حزب الله" على بيان المعارضة على لسان عضو كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله، الذي قال "لن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه"، في إشارة إلى أزعور، مما اعتبر كافياً لتأكيد إمكان لجوء الحزب إلى كل الوسائل المتاحة لمنع فوز أزعور خلال جلسة الـ 14 من يونيو الجاري.
وقد يكون تعطيل الجلسة أول الخيارات، لكن نصاب التعطيل أي 43 نائباً سيكون صعباً إذا لم يغادر نواب تكتل "التيار الوطني الحر" القاعة كما كان يحصل سابقاً، وسيكون داعمو فرنجية أمام تحدي تعداد الأصوات بينه وبين أزعور، ومن هنا أرجحية لجوء هؤلاء إلى التصويت مجدداً بورقة بيضاء تجنباً لإسقاط فرنجية بمجرد حصوله على رقم أقل بكثير من منافسه.
ولا تستبعد مصادر نيابية في المعارضة أن يلجأ ثنائي الحزب والحركة إلى تطيير الجلسة لعدم ميثاقيتها بسبب غياب المكون الشيعي عنها، بحيث يلتزم النواب في كتلتي "أمل" و"حزب الله" بمقاطعتها تحت عنوان "رفض مرشح التحدي".
ولا تستبعد المصادر أن يسهم نواب التيار الوطني الحر في هذا الإخراج ويغادرون القاعة في هذه الحال، استناداً إلى ما ورد في خطاب باسيل الأخير الذي ترك فيه باباً للحوار مع "حزب الله" على مرشح آخر، ورفضه لأي مرشح يعتبره الفريق المعترض على أزعور بأنه تحد له.
وقد يستدرج عنوان "لا ميثاقية الجلسة" نواباً من كتل أخرى ومن بينهم نواب "الحزب التقدمي الاشتراكي" إلى مغادرة القاعة أيضاً.
في مقلب المعارضة
في المقابل ذكرت قوى المعارضة في البيان الرسمي لتبني ترشيح أزعور أن لديها كل الثقة بأن مرشحها سيحصل على 65 صوتاً، وتعتمد وفق حساباتها على أصوات "القوات اللبنانية" (19) و"الكتائب" (4) و"حركة التجدد" (4)، إضافة إلى تسعة نواب من "التغييريين" وستة نواب من المستقلين، كما تعتمد على ما تعهد به رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بأن يصوت نواب كتلته الـ 17 لمصلحة أزعور.
وتبقى الأنظار متجهة إلى كتلتي "الحزب التقدمي الاشتراكي" (ثمانية نواب) و"الاعتدال" (ثمانية زائد النواب نعمت إفرام وجميل عبود وإيهاب مطر).
ولم تعلن هاتين الكتلتين موقفهما بعد، فالأولى ستعقد اجتماعها الدوري قريباً فور عودة الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله، رئيس الحزب الحالي، تيمور جنبلاط من باريس، أما موقفها فلن يعلن قبل التداول في كل الاحتمالات، وفق عضو كتلة الاشتراكي (اللقاء الديمقراطي) النائب مروان حمادة الذي أكد لـ "اندبندنت عربية" أن "اللقاء الديمقراطي يراقب حركة البطريرك والمساعي التوافقية التي يقودها ليبني على الشيء مقتضاه". وأضاف، "نحن ورقة أساس للجميع ولكن في هذه المرحلة لم نتخذ موقفاً نهائياً بعد"، رافضاً في الوقت نفسه وصف أزعور كـ "مرشح تحدي".
من جهته ذكر عضو كتلة "الاعتدال" النائب سجيع عطية لـ "اندبندنت عربية" أن كتلتهم لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد، وهي لا تقف مع مرشح ضد آخر، علماً أن نواباً في الكتلة تربطهم علاقات متينة بفرنجية. وفي ضوء اللقاء مع أزعور قد تحسم الكتلة موقفها، وإذ اعتبر عطية أن "أزعور يتسلح بدعم الثلاثية المسيحية"، فقد استغرب كيف أنه لم يطلب أن يلتقي بعد نواب "الاعتدال"، و"نحن مجموعة كبيرة تتألف من 10 نواب ونسعى إلى نصبح 11 بعد انضمام النائب إيهاب مطر هذا الأسبوع"، على حد تعبيره.