ملخص
يتوقع أن تفرض مؤسسة ولي العهد الأردني حضورها وأن تتعاطى أكثر مع الملفات المحلية الأكثر إلحاحاً وهي الإصلاح السياسي والاقتصادي
اقترنت مناسبات عدة في الأردن بحملة تغييرات طاولت عديداً من مفاصل الدولة، مما دفع مراقبين إلى النظر للزفاف الملكي الأخير بمثابة تدشين لعهد جديد في البلاد.
وتحفل الصالونات السياسية بالأردن بأنباء كثيرة متداولة تتحدث عن رغبة شعبية توازيها رغبة ملكية في إجراء انتخابات نيابية مبكرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بخاصة مع انتهاء الدورة الدستورية الحالية لمجلس النواب، بينما يتزايد الحديث عن إجراء تعديل وزاري جديد على حكومة بشر الخصاونة أو رحيلها، وهي الحكومة رقم 19 منذ تولي ملك الأردن عبدالله الثاني سلطاته لعام 1999.
تغييرات واسعة
وتشير مصادر حكومية تحدثت لـ"اندبندنت عربية" إلى تغييرات مرتقبة قد تشمل مناصب وبرامج عدة في موازاة تسارع تفرضه الأحداث في دول مجاورة عدة، أبرزها ملفا سوريا والأراضي الفلسطينية اللذان يعتبران الملفان الأكثر أهمية بالنسبة إلى الأردن.
ويدور الحديث هنا عن تغييرات قد تشمل كل المناصب العليا كقيادة الجيش والأجهزة الأمنية والحكومة ومجلس الأعيان وحتى القيادات الإعلامية، وضخ دماء جديدة بما يناسب مرحلة التحول الاقتصادي والسياسي التي يعيشها الأردن.
ومن بين السيناريوهات المطروحة حل مجلس النواب من العاهل الأردني، يليه تقديم الحكومة استقالتها خلال أسبوع، وفقاً للفقرة الثانية من المادة (74) للدستور.
دلالات سياسية
وتحدث مسؤولون أردنيون سابقون عن الزفاف الملكي بوصفه يعبر عن مرحلة جديدة، وقال وزير الإعلام السباق محمد المومني إن "زفاف ولي العهد يعتبر تجسيداً لحال التلاحم والتناغم بين العائلة المالكة والشعب"، مشيراً إلى "دلالات سياسية دولية من قبيل مشاركة طيف واسع من الدول في حفل الزفاف".
كما قال وزير الزراعة الأردني السابق محمد داوودية أن "العرس الملكي أكد حال التلاحم والثقة في الأردن وتصليب الجبهة الداخلية في البلاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولمح مراقبون الى أهمية الزفاف الملكي لولي العهد الأردني باعتباره "دليلاً على الشعبية في الشارع، إذ سار موكب الزفاف المكشوف لكيلومترات عدة من دون أي مخاوف أمنية".
ولمح المحلل السياسي ماهر أبو طير إلى إجراء "وقفة مراجعة لكل شيء في الأردن في الأيام المقبلة، والبناء بشكل إيجابي على استنتاجات كثيرة تبلورت في الأيام الماضية بعد الزفاف الملكي".
ولي العهد إلى الأضواء
وغادر ولي العهد الأردني الأمير الشاب الحسين بن عبدالله الثاني منذ سنوات منطقة الظل، وبات يمارس أدواراً ملكية بشكل متزايد، كإلقاء خطاب الأردن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي بعض القمم العربية، وكان إلى جانب والده في البيت الأبيض برفقة الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما يتوقع قريباً تكليفه بمهمات إضافية.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية كانت مناسبة الزفاف فرصة جيدة للتأكيد على شعبية ولي العهد الذي سيقود قاطرة الحكم في البلاد في يوم ما، ففي السنوات الأخيرة بخاصة بعد قضية "الفتنة" يكاد لا يغيب الأمير حسين عن المشهد، ويرافق والده الملك في كل المناسبات والفعاليات. وبدا أن نشاطه وظهوره الإعلامي يتزايدان يوماً بعد آخر، إذ يحرص على إجراء جولات تفقدية عدة في معظم محافظات البلاد.
ومنذ عام 2021 برز الأمير الحسين بكثافة محلياً وخارجياً، وأوكلت إليه مهمات وملفات سياسية عدة، أما اليوم فيتوقع أن تفرض مؤسسة ولي العهد حضورها وأن تتعاطى أكثر مع الملفات المحلية الأكثر إلحاحاً وهي الإصلاح السياسي والاقتصادي.