ملخص
هل تستمر أسعار تذاكر الطيران الدولية في الارتفاع؟
يبدو أن أسعار تذاكر الطيران الدولية ستواصل الارتفاع عن مستوياتها الحالية على مدى السنوات الـ10 إلى الـ15 المقبلة، وسط توقعات تشير إلى أن كلفة الوقود المستدام قد تدفع أسعار التذاكر إلى الارتفاع، بعد أن أدى الطلب الاستثنائي على السفر منذ جائحة "كوفيد" إلى ارتفاع حاد في أسعار التذاكر على عديد من المسارات، وفقاً لتوقعات هيئة الخطوط الجوية العالمية "إياتا".
وقالت "إياتا"، إن "توقعات المستهلكين تميل إلى دفع المزيد مع زيادة استخدام شركات الطيران وقود الطائرات الأكثر صداقة للبيئة" تحت ضغط الحكومات لخفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران.
وعن ذلك قال المدير العام لشركة "إياتا" والرئيس التنفيذي السابق للخطوط الجوية البريطانية ويلي والش، إن "شركته ستطلب مزيداً من وقود الطائرات المستدام (Sustainable Aviation Fuel)"، مشيراً إلى أن ذلك يعني مزيداً من النفقات.
وحول ما يعتقده بعض الاقتصاديين حول أن كلفة استخدام "الوقود المستدام" قد تكون أقل من الكيروسين، قال والش، إن "هناك زيادة كبيرة في كلفة الوقود خلال السنوات الـ10 المقبلة ويجب على المستهلكين أن يتوقعوا زيادة في متوسط الأسعار"، مستدركاً "قد لا يحدث ذلك في حالة تخفيض بعض عناصر الكلفة الأخرى"، قائلاً "أنا لا أرى ذلك".
وأضاف أن "ذلك يعني ارتفاعاً في الأسعار، لأن وقود الطائرات المستدام أغلى من الكيروسين النفاث التقليدي".
عصر الطيران الرخيص انتهى
وتابع والش أن كلفة شركات الطيران ارتفعت بشكل كبير مع ارتفاع النفط بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، فضلاً عن ارتفاع كلفة العمالة، مشيراً إلى أن "السعة المحدودة بسبب نقص قطع الغيار جعلت بعض شركات الطيران غير قادرة على تشغيل أساطيلها بالكامل".
وعلى رغم الأسعار المرتفعة التي يتعين على الركاب دفعها على عديد من المسارات هذا الصيف، قالت "إياتا"، إن تحليلها أظهر أن الأسعار في جميع أنحاء العالم لا تزال حول مستويات عام 2019 بالقيمة الحقيقية في بداية عام 2023، بعد أن تخلفت عن التضخم على مدار الوباء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي العام الماضي، قالت شركة طيران "رايان إير"، إن عصر الطيران الرخيص قد انتهى، وتم اقتراح التأثير القادم من وقود الطيران المستدام في التحديث الأخير لخريطة طريق الطيران المستدام في المملكة المتحدة إلى صافي صفر بحلول عام 2050، والتي تعتمد إلى حد كبير على وقود الطيران المستدام واستبدال الأساطيل بطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود لخفض صافي الانبعاثات.
وتوقعت "رايان إير" أن عدداً أقل من الناس سيسافرون في العقود القادمة نتيجة لقائمة أسعارهم وهو "تأثير تخفيض الطلب" الذي من شأنه أن يمثل نحو 14 في المئة من التخفيضات المطلوبة لتحقيق الهدف.
ارتفاع الطلب
من جانبه، أرجع موقع "ثريفتي ترافيلور" المتخصص في إيجاد صفقات رحلات السفر الأرخص ومساعدة المسافرين في البحث عن أسعار تذاكر طيران أقل كلفة، أسباب ارتفاع كلفه أسعار تذاكر السفر إلى ارتفاع الطلب على السفر بعد أن توقف قطاع الطيران بالكامل في عام الجائحة قبل أن يعود الطلب بالكامل في 2023
وأضاف ثريفتي أن "تلك الأخبار تحمل أنباء جيدة وسيئة في آن واحد، إذ إن اختفاء الطلب مع بداية الجائحة في 2020 أجبر شركات الطيران على قطع إمدادات الرحلات الجوية، في حين قلصت بعض الشركات الأخرى عدد موظفيها كما قللت عدد رحلات الطيران إذ بلغت العمليات التشغيلية آنذاك نحو 20 في المئة فحسب"، مضيفاً أنه "مع عدم وجود شهية للسفر خفضت الشركات أسعار تذاكر الطيران إلى أدنى مستوياتها لتحقيق أي مبيعات ممكنة، فعلى سبيل المثال تراجعت كلفة رحلة من أتلانتا (ATL) إلى سانتياغو (SCL)، التي عادة ما تكلف 900 دولار أو أكثر إلى 63 دولاراً فحسب ذهاباً وإياباً.
وتابع ثريفتي، أن "المسافرين الذين يبحثون عن رحلات طيران، للقيام برحلة في الربيع والصيف هذا العام وما بعدهما يواجهون نفس المشكلة"، إذ يمكن أن تكون الرحلات باهظة الثمن حقاً في الوقت الحالي.
وأضاف موقع السفر المتخصص أن البيانات الصادرة عن مؤشر أسعار المستهلك التابع لمكتب إحصاءات العمل الأميركي تظهر زيادة بنسبة 17.7 في المئة في أسعار تذاكر الطيران من مارس (آذار) 2022 إلى الشهر نفسه من العام الحالي.
ولفت الموقع إلى أن هذا لا يعني أن كل رحلة واحدة باهظة الثمن، إذ يتكون "متوسط أجرة السفر" من ملايين الأجر الفردية، وبعضها أعلى بلا شك، ولكن لا يزال هناك عديد من الصفقات الرائعة للرحلات الرخيصة، والحيلة هي معرفة كيف ومتى وأين تجدهم.