Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا عن هجومها المضاد... هذه فرصتنا الحاسمة ولا يمكننا إفسادها

سيؤخر تفجير سد نوفا كاخوفكا قرب خيرسون هجوماً في المنطقة، لكن قوات كييف تواصل عملياتها العسكرية في مناطق أخرى من جبهة القتال.

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ ب)

ملخص

سيؤخر تفجير سد نوفا كاخوفكا هجوماً بالمدرعات تستعد له القوات الأوكرانية في المنطقة، لكن عمليات كييف العسكرية، ضمن إطار المراحل الأولية من هجومها المضاد، تتواصل على امتداد جبهة القتال

سيؤخر تفجير سد نوفا كاخوفكا هجوماً بالمدرعات تستعد له القوات الأوكرانية في المنطقة، لكن عمليات كييف العسكرية، ضمن إطار المراحل الأولية من هجومها المضاد، تتواصل على امتداد جبهة القتال.

كان مقرراً أن يسلك الأوكرانيون المسار الممتد على طول السد بمحاذاة خيرسون لنقل المركبات المدرعة، كالدبابات والآليات الثقيلة. وكانت [القوت الأوكرانية] وضعت خططاً لتنفيذ عمليات إنزال على جزر واقعة في أسفل السد، إذ تتواصل اشتباكات عنيفة منذ بعض الوقت. لكن مع إغراق المسارات المحاذية للسد، يعاد اليوم رسم التكتيكات وتحديد مواقع العديد والعتاد. 

بيد أن القوات الأوكرانية، بما في ذلك قوات البحرية، تواصل نشاطها من دون أن تتأثر، متقدمة بحذر ضمن مجموعات صغيرة، على الجبهتين الجنوبية والشرقية. وبشكل عام، تنفذ عملياتها بغياب أي دعم من المدفعية والمدرعات، وتقوم على ما يبدو باختبار الدفاعات الروسية، مستكشفة مواطن ضعف هذه الأخيرة.

وعلى رغم مزاعم موسكو بأنها دمرت دبابات غربية متقدمة، ما من أدلة تشير إلى نشر أعداد كبيرة من دبابات "ليوبارد" الألمانية ودبابات "تشالنجر" البريطانية. فالكتائب المشكلة حديثاً والمجهزة بهذه الدبابات لا تزال تنتظر خارج المدى المجدي للمدفعيات الروسية، وتحظى بحماية نظام دفاع جوي مضاد للطائرات يقيها من المسيرات والطائرات الحربية والصواريخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتركز التحركات العسكرية الأوكرانية في منطقتي زابوريجيا ودونيتسك حيث نجحت في التقدم قدر الإمكان، ولم تضطر إلى التراجع إلا في بعض الحالات، عند تعرضها لإطلاق النار. بيد أن وسائل الإعلام المدعومة من الكرملين تصور ذلك على أنه فشل للهجوم المضاد الأوكراني.

في المقابل، تنبه عدد من القادة الروس إلى ظهور نمط ناشئ يشير إلى تطور مجموعة جديدة من التكتيكات. وفي هذا الصدد، كتب ألكساندر خوداكوفسكي، قائد الكتيبة شبه العسكرية "فوستوك"، على تطبيق "تيليغرام": "بدلاً من تشكيل قافلة مدرعات بأعداد تزيد عن عدد [القوات الروسية] الدفاعية في نوفودونيتسك، يقترب العدو قدر الإمكان من القرية على متن مدرعات خفيفة تقوم بإنزال جنود مشاة سيشاركون في الهجوم، ثم تعود المدرعة الخفيفة أدراجها لإحضار دفعة جديدة منهم".

بعد إنزال الجنود، تقوم المركبات المدرعة بالانسحاب وتوفر دعماً بالذخائر النارية لهم. وبعد ذلك، يتفرق الجنود، أو عناصر قوات البحرية، في كل صوب، فيصعب استهدافهم من المدفعيات، ويعملون على جمع المعلومات الاستخبارية، ويكبدون العدو خسائر متى أمكن، ثم ينسحبون.

برأي قادة أوكرانيين، يمكن تنفيذ طلعات كهذه، بأعداد صغيرة، من إنجاز مهمات متعددة خلال وقت قصير نسبياً، ويسمح باكتشاف مواطن ضعف، وسط آمال بأن تنجح [هذه الطلعات] في إنهاك القوات الروسية قبل انطلاق العمليات العسكرية الكبرى.

يشير ظاهر الأمور إلى نشاط لافت لكتيبة البحرية الأوكرانية الـ37. فهذه الكتيبة، التي يقدر عدد جنودها بنحو 2000، تعمل بكامل قدراتها، وتنفذ طلعات على متن شاحنات أميركية مدرعة من طراز "ام- ايه تي في" M-ATV، ومركبات استطلاع فرنسية من طراز "ايه ام اكس-10 ار سي" Amx-10RC.

يوم الأحد الماضي أعلن الكرملين صد "هجوم واسع النطاق" شنته القوات الأوكرانية في دونيتسك، وتم إنتاج مقاطع فيديو تظهر، وفق المزاعم [الروسية]، آليات تتعرض لإطلاق نار كثيف. وتحدث الروس عن مقتل 300 جندي وعن تدمير 16 دبابة.

وفق التحديث الأخير الصادر عن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فإن الخسائر التي تكبدتها قوات العدو [الأوكراني] ارتفعت إلى "3715 جندياً، و52 دبابة، و207 مركبات قتالية مدرعة، و134 مركبة نقل، وخمس طائرات، وطائرتي هليكوبتر، و48 آلية مدفعية ميدانية، و53 طائرة مسيرة من دون طيار". ونفت كييف صحة هذه الادعاءات، ونكرها بدوره يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة القوات المرتزقة "فاغنر"، الذي أصبح من النقاد اللاذعين للقيادة العليا الروسية، واعتبر ادعاءاتها "أوهاماً وتخيلات مجنونة وباطلة، تنتمي إلى أعمال الخيال العلمي".

أشارت موسكو إلى الكتيبتين المؤللتين الأوكرانيتين الـ23 والـ24، على أنهما الكتيبتان المشاركتان في ما سمته "معركة دونيتسك"، مع أن أياً من هاتين الكتيبتين لم ينضم إلى الكتائب المجهزة بأحدث أسلحة حلف الناتو لتنفيذ الهجوم الأساسي.

ومن جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف الأربعاء الماضي، بعد إعلانه على امتداد أشهر أنه لن يقوم بأي تصريحات علنية عن الهجوم: "عندما تنطلق هذه العملية، سيحصل ذلك بقرار من منظومتنا العسكرية. وعندما يبدأ الهجوم المضاد، سيعرف به الجميع ويرونه".

وصرح أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين في مجال الأمن قائلاً: "سبق أن سألنا صحافيون، وحتى مسؤولون من حلف الناتو: هل ستطلقون العملية في ذكرى [إنزال النورماندي] D-Day [في السادس من يونيو (حزيران)]؟ أخبرناهم أنه للأسف، يجب أن يطغى الواقع على الرمزية، وأنه علينا القيام بجميع التحضيرات بالشكل الصحيح، وتنسيق جميع الأمور. فهذه فرصتنا الحاسمة. ولا يمكننا إفسادها".

© The Independent

المزيد من دوليات