ملخص
عمرو مصطفى يؤكد أنه لم ينته وصلاح الشرنوبي يعود قريباً والشاعر نزار فرنسيس إلى المسرح.
يرى مهتمون بالموسيقى أن الأغنية العربية تمر بما يشبه "شح الإبداع" في مجال الكلمة واللحن، على عكس فترة الثمانينيات وصولاً إلى بداية الألفية الثالثة، إذ لمع عدد كبير من الملحنين والشعراء في لبنان ومصر والخليج، واستمع الجمهور حينها إلى أعمال غنائية لا تزال راسخة في أذهانه.
أما الآن فنشهد ظهوراً لأغنيات تحقق ملايين المشاهدات على موقع "يوتيوب" ثم سرعان ما تذهب طي النسيان، وما إن يلمع مطرب أو ملحن أو شاعر حتى يخفت نجمه، مما يضعنا أمام سؤال: هل هناك "مدة لصلاحية" للفنان؟ بمعنى أن لديه فترة محددة للعطاء يفرغ فيها كل مخزونه ثم يتلاشى ويغيب عن الساحة؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حملنا هذه المعضلة واتجهنا إلى عدد من الملحنين والشعراء والنقاد اللبنانيين والمصريين، فيقول الملحن صلاح الشرنوبي إنه "مع مرور الزمن تغيرت الأحوال الفنية، لذا كان المطلوب مني أن أتوقف وأراقب الساحة الغنائية، فالأسماء تغيرت وأذواق الناس باتت مختلفة، كما أن التقدم في السن أسهم في هبوط عطائي، لكني أحضّر حالياً بعض الأعمال لعدد من المطربين، كما أجهز مع كورال من الشابات والشبان تقديم أرشيفي الغنائي بأصواتهم."
أما الملحن عمرو مصطفى الذي برز في بداية الألفية الثالثة وتحديداً عندما تعاون مع عمرو دياب، فقد غاب اسمه عن الساحة بعدما اختلف مع الأخير، ليظهر اسمه أخيراً مقترناً بأزمة مع ورثة أم كلثوم عندما قرر استخدام الذكاء الاصطناعي واستغلال صوت كوكب الشرق لتغني من ألحانه، لكنه تراجع وقدم الأغنية بصوت "مي فاروق".
ويقول عمرو مصطفى، "أعمل منذ 25 عاماً في مجال التلحين وكل أعمالي لا تزال تحقق النجاح الملحوظ، وآخرها أغنية لدنيا سمير غانم في مسلسل ’جت سليمة‘ وكل ما يحكى عن أنني انتهيت كلام لا محل له من الإعراب."
الشاعر الغنائي نزار فرنسيس الذي لمع اسمه خلال التسعينيات وتحديداً مع وائل كفوري وملحم بركات وماجدة الرومي وغيرهم، له رأيه في مسألة انتهاء صلاحية الشاعر والملحن، إذ يقول إن "هذا الأمر لا يمكن أن يعمم على كل الناس، فكل شاعر له حاله الخاصة على رغم أن موضوع الشح أمر منطقي في كل المجالات وليس الفن فقط، لأن الموهبة لديها مرحلة الذروة".
وتابع فرنسيس، "إذا تحدثت عن نفسي كشاعر قدم نحو 2000 أغنية في مسيرته فيحق لي الآن أن أتأنى وأصل إلى مرحلة النضوج بعد مشوار مليء بالعطاءات الكثيفة، بهدف تقديم أعمال تليق باسمي ولا تهدم تاريخي من خلال عمل ضعيف".
ويضيف فرنسيس أن "مرحلة النضوج ليست شحاً في العطاء بل تتميز بالانتقاء وتقديم تجارب أخرى بعيدة من الأغنيات، وأنا اخترت أن أضع اسمي في مكان آخر والبحث عن نجاح ثان في كتابة المسرحيات الغنائية".
أما الملحن والشاعر سليم عساف صاحب النجاحات المتعددة مع كارول سماحة ووائل كفوري ونانسي عجرم وآخرين، فيؤكد أن لدى الملحن والشاعر وقت ذروة يكون الإبداع لديه في أوجّه، إنما ذلك لا يعني أن العطاء يتوقف نهائياً، بل إن الذكاء عند الشاعر أو الملحن هو عندما يعرف متى يخفف حضوره في سوق الأغنية ومتى يعود ليكون هذا البعد مجدياً، كما عليه أن يكثر الاستماع إلى أنواع موسيقية جديدة تسهم بدفع أحاسيسه نحو أجواء لحنية وشعرية مختلفة ومبتكرة حتى يستطيع الاستمرار.
الناقد المصري حمدي مصطفى له وجهة نظر مختلفة إذ يقول إن "الشاعر أو الملحن الذي تضمحل إبداعاته يتبين أنه صاحب موهبة محدودة لم يطورها، وفي فترة معينة يقدم كل مخزونه ويبتعد"، ويتابع "أعتقد أن الفنان يزول عندما يستهلك موهبته بهدف الربح المادي أكثر من الإبداع".