أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أن كييف "تمضي قدماً" في الهجوم المضاد الذي تعد له كييف منذ أشهر ضد القوات الروسية رغم "صعوبة" القتال. وأضاف بعد إعلان كييف عن استعادة سبع قرى من القوات الروسية "أتقدم بالشكر لجنودنا من أجل كل علم أوكراني يعود إلى مكانه الصحيح في القرى الواقعة في المناطق المحررة حديثاً".
كذلك قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية سيستمر لأسابيع بل حتى لأشهر. وأضاف خلال مؤتمر صحافي إلى جانب المستشار أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا في قصر الإليزيه إن "الهجوم المضاد الأوكراني بدأ قبل عدة أيام"، مضيفاً "سينتشرون لعدة أسابيع بل حتى لأشهر... نريده أن ينجح قدر الإمكان كي نتمكن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة".
استعادة ثلاث قرى
وأعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار اليوم الإثنين أن قوات بلادها استعادت السيطرة على ثلاث قرى، مما يرفع عدد القرى التي استعادت السيطرة عليها منذ بدء الهجوم المضاد الأسبوع الماضي إلى سبع.
وقالت ماليار، عبر تطبيق "تلغرام" إنه حررت سبع قرى على مدى الأسبوع الماضي، منها لوبكوفه وليفادنه ونوفوداريفكا الواقعة على امتداد نحو 100 كيلومتر غرباً وشرقاً، جنوب شرقي مدينة زابوريجيا مباشرة.
وأضافت أن إجمالي المسافة التي تقدمت بها القوات بلغ 6.5 كيلومتر، مضيفة أن "مساحة الأراضي التي سيطرنا عليها بلغت 90 كيلومتراً مربعاً".
وأعلنت أوكرانيا في وقت سابق استعادة السيطرة على أربع قرى قريبة خلال الهجوم المضاد هي ستوروجيف وبلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا.
ويمثل ذلك أسرع تقدم لأوكرانيا منذ سبعة أشهر، لكنه لا يعد اختراقاً كبيراً للخطوط الدفاعية المنيعة لروسيا، غير أن استعادة السيطرة على جنوب وشرق أوكرانيا من موسكو مهمة شاقة نظراً إلى تفوق روسيا عدة وعتاداً.
وأظهر مقطع مصور اليوم الإثنين جنوداً يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف المجاورة. وتأكدت "رويترز" من موقع تصوير الفيديو.
ويمنح التقدم الذي أعلنته كييف ما يصل إجمالاً إلى خمسة كيلومترات فقط للقوات الأوكرانية التي لا يزال أمامها نحو 90 كيلومتراً للوصول إلى ساحل بحر آزوف وقطع "الجسر البري" الروسي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014.
حرب السدود
وقال متحدث عسكري أوكراني إن روسيا نسفت سداً على نهر موكري يالي ليكون من الصعب على القوات الأوكرانية التقدم جنوباً.
وجاء ذلك بعد أقل من أسبوع من تدمير سد أكبر بكثير على نهر دنيبرو مما تسبب في كارثة إنسانية بمساحات شاسعة من الجنوب.
ونفذت كييف أيضاً هجمات في مواقع أخرى على طول خط المواجهة المترامي الأطراف بحثاً عن نقاط ضعف روسية، لكنها لم تقدم سوى قليل من التفاصيل حتى الآن.
تصريحات بلينكن
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق الإثنين إن من السابق لأوانه تحديد سير الهجوم المضاد الأوكراني بالضبط، لكن واشنطن واثقة من أن كييف ستواصل النجاح.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي بواشنطن، إن الولايات المتحدة مصممة على زيادة دعمها لأوكرانيا. وأضاف أنه يمكن توقع حزمة "قوية" من الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا في قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة في فيلنيوس.
وقال بعض المحللين العسكريين الغربيين إن من السابق لأوانه بالتأكيد استخلاص استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد من المناوشات المبكرة التي ربما تختبر فحسب الدفاعات الروسية.
وقال معهد دراسات الحرب، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن أوكرانيا تجرب "عملية تكتيكية بالغة الصعوبة، هجوم مباشر على مواقع دفاعية مجهزة يزداد تعقيداً في غياب التفوق الجوي"، ويجب عدم المبالغة في دلالات هذه الهجمات الأولية.
وكتب بن هودجز، وهو قائد سابق في القوات الأميركية في أوروبا، أن من المتوقع أن يشمل الهجوم الرئيس عندما يحدث مئات عدة من الدبابات وعربات المشاة القتالية.
وأضاف في مقالة لمركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن أن "الهجوم بدأ بوضوح لكنني لا أعتقد أنه الهجوم الرئيس".
ولم تواجه روسيا من قبل هذا النوع من الهجمات، لكن أداءها غير المقنع في ساحة المعركة خلال 15 شهراً منذ بدء الحرب أدى إلى تغييرات متكررة في القيادة وخلافات علنية مع قوات خاصة استعانت بها للقتال إلى جانب الجنود النظاميين.
واحتفل الرئيس فلاديمير بوتين باليوم الوطني لروسيا بتوزيع جوائز في الكرملين، واكتفى في خطابه بإشارة عابرة إلى الحرب التي شنها وكلفت بلاده خسائر فادحة في الأرواح والمال والعلاقات الدولية.
وقال بوتين "اليوم، في وقت صعب لروسيا، وحدت (مشاعر الوطنية والاعتزاز) مجتمعنا بقوة أكبر... وتقدم دعماً يعتمد عليه لأبطالنا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة".
وكانت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا، قالت اليوم الإثنين، إن قواتها تخوض معارك ضارية في بؤر قتالية محتدمة على الخطوط الأمامية، وقالت وزارة الدفاع إن "جنودها حرروا قرى عدة من الاحتلال الروسي في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد"، وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن اليوم الأول من الهجوم المضاد شهد نحو 25 معركة بالقرب من باخموت في شرق أوكرانيا وإلى الجنوب بالقرب من أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع جميعاً في منطقة دونيتسك، وكذلك بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوغانسك.
العلم الأوكراني
ونشرت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني صورة تظهر جنوداً يرفعون العلم الأوكراني في ما قالت إنها قرية ستوروجيف في دونيتسك، وشكرت أحد ألوية الجيش على تحرير القرية.
وقالت أوكرانيا، أمس الأحد، إن قواتها أحرزت تقدماً في ثلاث قرى في دونيتسك هي بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا، وتقع قرية ستوروجيف بين بلاهوداتني ونسكوتشني.
وأشار بعض المدونين العسكريين الروس البارزين إلى أنه بينما استولت القوات الأوكرانية على بلاهوداتني ونسكوتشني، استمر القتال من أجل ماكاريفكا.
خسائر فادحة
وأعلن كل من الجانبين أن قواته كبدت الطرف الآخر خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، على مدى الأسبوع الماضي، بينما كان الهجوم المضاد الأوكراني لا يزال في طور التجهيز.
خطوط الدفاع الروسية
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن أوكرانيا أخفقت في اختراق خطوط الدفاع الروسية، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت دبابات عدة قتالية مهمة من طراز "ليوبارد" ومعدات أخرى تلقتها أوكرانيا من الغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع التزام الصمت إلى حد كبير خلال الأسبوع الماضي في ما يتعلق بالهجوم المضاد، أعلن الجيش الأوكراني عن تحقيق نجاحات يومية في ساحة المعركة، وقالت هيئة الأركان العامة اليوم، "خلال الأسبوع الماضي تكبد الغزاة الروس خسائر كبيرة في اتجاه باخموت"، وقال حاكم منطقة دونيتسك في أوكرانيا إن مدنياً واحداً قتل وأصيب اثنان بنيران روسية في منطقة أفدييفكا، أمس الأحد.
"تحالف الطائرات"
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف أن كييف ترغب في مناقشة تفاصيل "تحالف الطائرات" مع حلفائها في الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية المقرر في 15 يونيو (حزيران) في بروكسل.
ويدعو زيلينسكي منذ فترة طويلة إلى تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف-16"، وإلى تدريب الطيارين الأوكرانيين.
ونقل مركز الإعلام العسكري الأوكراني عن ريزنيكوف قوله "في هذه المرحلة، نتحدث عن تدريب الطيارين والفنيين والمهندسين لدينا".
زابوريجيا النووية
في هذا الوقت، قال وزير البيئة الأوكراني إن منسوب المياه في البحيرات المستخدمة لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية مستقرة وكافية على رغم تراجع منسوب المياه في خزان سد كاخوفكا القريب.
وتراجع منسوب المياه في الخزان تراجعاً حاداً منذ تدمير السد الأسبوع الماضي.