في ثالث عملية من نوعها خلال شهر، أعلن الحرس الثوري الإيراني الأحد الرابع من أغسطس (آب) احتجاز سفينة أجنبية، كانت تهرب البنزين في مياه الخليج بحسب بيان القوات البحرية الإيرانية الذي أضاف أنه جرى سحب السفينة إلى ميناء بوشهر جنوب إيران. وذكرت مصادر مقربة من "الحرس" أن الناقلة تابعة للعراق، إلا أن وزارة النقل العراقية نفت ذلك في وقت لاحق.
وتابع الحرس الثوري أن احتجاز السفينة التي تهرّب 800 ألف لتر من البنزين، جرى بالتنسيق مع السلطات القضائية في ميناء بوشهر، مشيراً إلى أنه حصل تسليم حمولة الوقود المهرب إلى الشركة الوطنية للمشتقات النفطية بمحافظة بوشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بيان لـ "الحرس" أن "القوات البحرية التابعة لقوة الحرس الثوري الإسلامي احتجزت سفينة أجنبية تحمل 700 ألف لتر من الوقود المهرب حول جزيرة فارسي" في شمال الخليج.
وصرح قائد المنطقة الثانية في القوات البحرية للحرس الثوري العميد رمضان زيراهي بأنه جرى احتجاز السفينة يوم الأربعاء بالإضافة إلى طاقمها المكون من سبعة أفراد، مبيناً أن السفينة الأجنبية كانت تهرب النفط إلى إحدى دول الخليج. وشدد العميد رمضان زيراهي على أن الحرس الثوري سيواصل الدفاع عن مصالح إيران القومية في مياه الخليج ولن يتراجع عن ذلك قيد أنملة، كما أفاد بأن إيران ستواصل رصد ومراقبة جميع السفن في مياه الخليج لكشف عمليات التهريب المنظمة.
تحطم مقاتلة ايرانية
في المقابل، أوردت وكالة مهر شبه الرسمية الإيرانية للأنباء اليوم الأحد، أن إحدى الطائرات الإيرانية المقاتلة تحطمت في إقليم بوشهر جنوب البلاد بعد أن واجهت مشكلات فنية.
ونقلت الوكالة عن حاكم منطقة تانجستان قوله "تحطمت الطائرة المقاتلة بسبب مشاكل فنية في منطقة تانجستان. نجا الطيار ومساعده".
وتقع تانجستان في إقليم بوشهر.
"واثق للغاية"
وعلى وقع التوتر المتصاعد في الخليج، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه "واثق للغاية" في قدرة الولايات المتحدة على بناء تحالف بحري في الخليج على الرغم من الاستجابة الفاترة من الحلفاء الأوروبيين والآسيويين.
وكان بومبيو يتحدث في سيدني خلال زيارة له ووزير العدل مارك إسبر إلى أستراليا.
وهذه ثالث سفينة تحتجزها إيران منذ 14 يوليو (تموز) الماضي، في الخليج حيث يعبر ثلث النفط المنقول بحراً في العالم، بحسب الوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة. ففي 14 يوليو، اعترضت إيران ناقلة النفط "رياح" التي ترفع علم بنما، متهمةً إياها أيضاً بنقل نفط مهرب.
وبعد خمسة أيام، في 19 يوليو، احتجزت البحرية الإيرانية ناقلة النفط "ستينا ايمبيرو" السويدية التي ترفع علم بريطانيا، والتي يُشتبه بأنها "خرقت قانون البحار الدولي".
وجاء احتجاز "ستينا ايمبيرو" بعد 15 يوماً من احتجاز السلطات البريطانية في جبل طارق ناقلة النفط الايرانية "غريس 1". وتم اعتراضها، بحسب لندن، لأنها كانت تنقل نفطاً إلى سوريا في خرق لعقوبات أوروبية على هذا البلد، لكن ايران تنفي ذلك.
وأمرت بريطانيا بعد ذلك بحريتها مرافقة السفن المدنية التي ترفع علمها في مضيق هرمز.
وتواجه الولايات المتحدة صعوبات في إنشاء تحالف دولي في الخليج لحماية السفن التجارية. وكان المقترح ينص على أن يؤمن كل بلد مرافقة عسكرية لسفنه، بدعم الجيش الأميركي الذي سيتولى الرقابة الجوية في المنطقة وقيادة العلميات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورفض الأوروبيون العرض الأميركي، لعدم رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من سياسة "الضغوط القصوى" على إيران التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فهم يسعون إلى الحفاظ على الاتفاق الموقع عام 2015 للحدّ من برنامج إيران النووي.
وينص الاتفاق النووي على رفع جزئي للعقوبات الدولية مقابل أن تتعهد طهران بعدم السعي لحيازة اسلحة ذرية. وتواصل إدارة ترمب اتهام إيران بزعزعة استقرار المنطقة وبالسعي لحيازة اسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
ويُخشى من أن يؤدي احتجاز السفينة الثالثة إلى زيادة التوتر الذي لم يتوقف عن التصاعد في الخليج منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مايو (أيار ) 2018، وفرض واشنطن عقوبات مشددة على إيران تسببت بخسارتها لمعظم زبائنها النفطيين.
وخنقت تلك العقوبات اقتصاد هذه القوة الاقليمية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والتي تحتوي على رابع أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم، والثانية من حيث احتياطات الغاز الطبيعي.
وتزايد التوتر في الخليج مع هجمات وعمليات تخريب طالت ناقلات نفط في مايو ويونيو (حزيران) الماضيين، نسبتها واشنطن إلى طهران التي تنفي أي دور لها في تلك العمليات.
وتصاعدت الخشية من نزاع مفتوح بعد تدمير إيران طائرة مسيّرة أميركية. وأكد ترامب أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات جوية رداً على ذلك.
في سياق متصل، أعلن الجنرال الإيراني أحمد رضا الأحد، أن مخاطر اندلاع نزاع في الخليج تتضاءل، مشدداً في الوقت ذاته على أن "الخليج الفارسي أشبه ببرميل بارود وأي انفجار قد يؤدي إلى كارثة كبرى".
العقوبات على ظريف
من جهة ثانية، قال مسؤولون إيرانيون الأحد إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد رفضه دعوة للقاء ترمب.
وأكد المسؤولون الإيرانيون معلومات نشرتها مجلة "نيويوركر" الأميركية، مفادها أن السيناتور الأميركي الجمهوري راند بول قام وبمباركة من ترامب، بدور الوسيط في دعوة وزير الخارجية الإيراني إلى البيت الأبيض.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي "خلال لقاء مع سيناتور (أميركي)، دُعي (ظريف) إلى اجتماع ثم فرضت عليه عقوبات"، معتبراً أن التصرف الأميركي "صبياني".