ملخص
لم تكن هذه العملية الأولى إذ سبق للسلطات السعودية ضبط أضخم شحنة مخدرات في تاريخ البلاد بلغت نحو 16 طناً من الحبوب المخدرة "كبتاغون" بقيمة تتجاوز مليار دولار.
أحبطت وزارة الداخلية السعودية محاولة تهريب 302.2 كيلوغرام من مادة الكوكايين المخدر قادمة من ماليزا، بناء على معلومات قدمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات للجهاز النظير في مملكة ماليزيا.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس" صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب بأن استمرار المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية التي تمتهن تهريب المخدرات، أسفر عن معلومات سعودية حول شحنة مخدرات مخبأة في فول الصويا داخل حاوية آتية من إحدى الدول.
وأكد بن شلهوب أن السعودية مستمرة في متابعة النشاطات الإجرامية التي تستهدف أمن المملكة وشبابها والعالم أجمع بالمخدرات والتصدي لها وإحباطها والقبض على المتورطين فيها.
الإحباط الثاني
ولم تكن هذه العملية الأولى التي استطاعت من خلالها السعودية إحباط تهريب شحنة مخدرات كبرى في ماليزيا، إذ نجحت إدارة الجمارك الماليزية في مارس (آذار) عام 2021 في ضبط أضخم شحنة مخدرات في تاريخ البلاد بلغت نحو 16 طناً من الحبوب المخدرة "كبتاغون" بقيمة تتجاوز مليار دولار، نتيجة مساعدة سعودية في نقل أخبار الشحنة إلى السلطات الماليزية.
وأشار مدير عام إدارة الجمارك في كوالالمبور عبداللطيف عبدالقادر حينذاك إلى أن "الشحنة كانت تقصد دولة ثالثة أي دول الخليج، لكنها اتجهت إلى كلانغ لتغيير هويتها"، وأضاف "تستخدم عصابات المخدرات الدولية هذه الطريقة عادة، بحيث ترسل الشحنة إلى متعاون في ماليزيا لتغيير مصدر البائع الأساس، ثم يعاد شحنها إلى دولة ثالثة، أو إعادتها إلى بلدها الأصل بعد تغيير الهوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان لافتاً للمراقبين منذ وقت مبكر ظهور بيانات مشتركة رسمية بين السعودية وعدد من الدول تناولت الجوانب الاقتصادية والسياسية واشتملت في الوقت ذاته على التعاون في مكافحة تهريب المخدرات ومواجهتها بكل الأشكال لمنع وصولها إلى داخل البلاد.
وتعد المخدرات من الأزمات الكبرى لدول العالم وأصبحت تؤثر في حياة الشعوب وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها، إذ إنها طاولت الفئات العمرية المختلفة وباتت خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي ليصل ضررها بالإنسان إلى الموت والهوان.
حرب السعودية على المخدرات
وتشن السعودية في الفترة الراهنة "حرباً على المخدرات" عبر نشر القبضيات التي تشمل مروجين من الداخل أو شحنات عابرة لحدود السعودية من الخارج، حيث تتنوع أشكال المواجهة من جوانب أمنية وقانونية واجتماعية وحتى سياسية، ويجسد ذلك تعليق وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف الذي توعد خلاله مهربي المخدرات ومروجيها ومن يستهدفون المجتمع والوطن.
وعلى رغم عدم وجود إحصاءات رسمية حول أعداد المضبوطات والذين ألقي القبض عليهم في الحملة الجارية، فإن الأرقام المعلنة لآخر العمليات تكشف عن استهداف البلاد من خلال أشكال مختلفة من التهريب عبر الرحلات الجوية والمنافذ الحدودية.
وباتت حيل التهريب تأخذ أشكالاً غير اعتيادية، مثل تلك الشحنة التي ضبطت أخيراً داخل فول الصويا الآتي من ماليزيا وشحنة المخدرات التي سبقتها داخل أحجار ومستلزمات بناء ضبطت في ميناء جدة.
ونشرت المديرية العامة لمكافحة المخدرات صوراً توضح الوسائل الحديثة التي يتبعها المجرمون في تهريب المخدرات، بخاصة أقراص "كبتاغون"، ومن بينها التهريب في أمعاء الأغنام وفي شحنة بصل وداخل ثمار يوسفي وطماطم وورق خس وحبات الفول السوداني وعلب كريمات البشرة، وكان أكثر ما أثار امتعاض السعوديين خبر العثور على حبوب مخدرة داخل حاملات مصاحف خشبية في جمرك الحديثة، إذ إن موظفي الجمارك اكتشفوا أثناء التفتيش مليوني حبة "كبتاغون" مخدرة داخلها.
ومن بين أغرب طرق التهريب ضبط ستة غرامات من مادة الأفيون المخدرة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة كانت محشوة في طقم أسنان وضعه راكب داخل فمه.