Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأفرو- أتراك" تاريخ يمتد لـ5 قرون وتلك حكايتهم

رئيس جمعيتهم في إزمير: عائلتي عاشت في منطقة كوناك عام 1840 ووالدي جاء من شبه الجزيرة العربية وأصوله سودانية ولم نتعرض للعنصرية

الأفرو أتراك أقلية غير معروفة في تركيا تستعيد ماضيها (مواقع التواصل)

ملخص

من المحتمل أن مصطلح "الزنوج" في المصادر العثمانية يستند إلى زنجبار ولا يستخدم بشكل شائع للسود المحليين، فكان "الأفرو-أتراك" يعرفون عموماً بشكل غير صحيح باسم "العرب".

المواطنون الأتراك من أصل أفريقي يمتد تاريخهم لنحو خمسة قرون في الجغرافيا العثمانية ويعرفون في سجلات الأرشيف باسم "السود" أو "العرب"، لكنهم اليوم يعرفون باسم "الأفرو-أتراك".

بعد غزو مصر ومحيطها من قبل السلطان سليم، استقر معظم الذين تركوا الأعمال البحرية في سواحل بحر إيجه خلال أعوام تقاعدهم وعملوا في الزراعة وتربية الحيوانات في المنطقة وتشكل هذه المجموعة غالبية "الأفرو-أتراك" وهي تختلف عن "الخصيان" الذين جلبوا إلى القصر في إسطنبول كخدم ونهضوا فيه لأنهم، أي "الأفرو-أتراك" كانوا جنوداً وليسوا خدماً.

وبغض النظر عن هذه المسألة، عندما احتل الفرنسيون الجزائر، حصل الأشخاص من أصل جزائري الذين استقروا على سواحل بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط على الجنسية وسكنوا في مدن عثمانية أخرى مثل دمشق وأضنة ومرسين، وكما عرفنا من خلال الوثائق التي في حوزتنا، فإن "الأفرو-أتراك" الذين برزوا مثل ضباط الجيش أو القصر أو لاعبي كرة القدم استقروا في منطقة بحر إيجه خلال الإمبراطورية العثمانية، لهذا تمكن أحفادهم من الاتحاد في تلك المنطقة وتأسيس مجتمع في إزمير لا يزال قائماً حتى اليوم.

إذا كنت تتجول في أية قرية على ساحل بحر إيجه فمن الطبيعي أن تصادف مواطناً ذا بشرة سمراء يتحدث بلهجة بحر إيجه في أي مقهى. والمرة الأولى التي عرفت فيها بوجود "الأفرو-أتراك" كانت من خلال لقاء عمة من أصل أفريقي في منتصف العمر كانت تعمل في تجارة الخردوات خلف مسجد "كارشياكا كمال باشا" عندما كنت أدرس في إزمير 2001 – 2002، وعندما انتقلت إلى جنوب أفريقيا للتخصص في الأعوام التالية، أصبح بإمكاني إجراء بحث ميداني حول "الأفرو-أتراك" خلال عطلتي في تركيا.

وعام 2017 عندما كنت أبحث في قبر مافرو علي عثمان إيفي، البطل "الأفرو-تركي"، في بيرغاما صادفت مواطناً من أصل أفريقي في مقهى بالمدينة، حيث إن قبر علي عثمان أفندي وقبر الزنجي موسى الذي يقف أمام نزل أوزبيلير في أوسكودار، يقدمان لنا أدلة حول القصص الوطنية لهؤلاء الأشخاص.

وفي مايو (أيار) الماضي، خلال زيارتي الأخيرة لتركيا تلبية لدعوة من جامعة إسطنبول، أتيحت لي الفرصة لزيارة بعض أحياء إزمير والتعرف إلى مواطنينا "الأفرو-أتراك" في أماكن مميزة مثل بايندير وأودميش، وأخبرنا رئيس الجمعية الأفرو-تركية في إزمير السيد شاكر دوغلور عن أنشطة الجمعية، ودار بيننا الحوار التالي

أهلا بك سيدي، هل يمكنك تقديم نفسك لنا؟

مرحباً بكم، أنا شاكر دوغلور من مواليد عام 1955 في بلدة "هاس كوي" بمنطقة بايندر في إزمير، لدي ولدان وأنا حالياً متقاعد ورئيس رابطة "الأفرو- أتراك".

كما نعلم فإن تاريخ "الأفرو-أتراك" في الأناضول يعود لعهد السلطان محمد الفاتح، هل لديك أية معلومات عن أجدادك؟ وماذا تحب أن تقول عن رحلات المواطنين من أصل أفريقي في الجغرافيا العثمانية؟ 

وفقاً لسجل السكان فإن عائلتنا كانت تعيش في منطقة كوناك عام 1840، وبحسب شهادة ميلاد جد والدي، فإنه ولد في شبه الجزيرة العربية، لكن وفق ما علمنا فهو من أصل سوداني، كما أن أمي أيضاً من أصل أفريقي، لكن على رغم أني لم أصل بعد إلى شجرة عائلة والدتي، فلدينا معلومات تشير إلى أنها أيضاً من أصل سوداني، وبناء على المعلومات التي حصلنا عليها من مصادر أكاديمية وطنية ودولية من خلال أنشطة جمعيتنا عرفنا أن تاريخ "الأفرو- أتراك" في الأناضول يعود لعهد السلطان محمد الفاتح، كما أن العلاقات العثمانية- الأفريقية لأسلافنا السودانيين كانت في القرن الـ19 عندما كانت الحبشة تضم آنذاك مصر والسودان وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا في الإمبراطورية العثمانية، وعلى رغم ذلك فإن معلوماتنا تؤكد أن العثمانيين الأفارقة والأتراك الأفارقة جاؤوا بطرق عدة، فمنهم من جاء عن طريق التجارة ومنهم من خلال العبودية الحربية قبل تحريرهم لاحقاً وآخرون عبر الجنود وعائلاتهم الذين غيروا مواقفهم خلال الحرب العالمية الأولى وانضموا إلى الجيش العثماني ومنهم للعمل كمزارعين ومنهم أحضروا لما يمتلكونه من خبرات مختلفة... إلخ.

هل تعرضت لأي شكل من أشكال العنصرية؟ 

لا لم يحدث هذا إطلاقاً، كما أسلفت كانت والدتي تعمل طاهية في مدرسة بالستينيات والسبعينيات وكانت تصنع المعكرونة في الظهيرة وتطعم المدرسة كلها، وكانت مثل والدة الجميع، حتى إن والدتي وأختي اعتنوا بالابنة المولودة لمدير المدرسة، لقد نشأنا مثل الإخوة على مدى الأعوام الماضية وما زلنا نلتقي بهم حتى اليوم ولا يزال بيننا إخلاص ووفاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كمواطن أفريقي، هل خدمت في الجيش؟ وهل يمكن أن تخبرنا عن ذكرياتك في الخدمة العسكرية؟

كنت أنتظر منهم أن يرسلوني إلى مكان ملائم يتناسب مع مهنتي، عندما جاء الضابط سألني "من أين أنت؟"، قلت "أنا من إزمير"، فقال "حسناً هل نجعلك عريفاً؟"، قلت "نعم، وعند ذلك علق الأصدقاء بالقول، "تعال يا عربي أنت محظوظ فلقد أحبك القائد"، أبدى القائد تعاطفاً معي وطلب مني التسجيل في كتيبته، لكن لولا أنه تم إرسال الذين تلقوا تدريباً مهنياً إلى الأماكن ذات الصلة لكنت سأكون ساعي بريد الضابط في كتيبته، وفي المساء ذهبنا إلى المهجع، فقال لي مدير السكن "إختر السرير الذي تريده"، كنت مرتاحاً جداً، بعض الأشخاص الذين لم يسبق لهم في حياتهم أن رأوا "أفرو-تركي" كانوا يتفاجأون ويسألوني من أين أنا، لكن ذلك لم يكن من باب عنصري، لم يكن سوى استغراب.

أيضاً كان الفنان صالح غوني في قسمنا ولأنه فنان بالطبع كانت خدمته العسكرية أسهل، وفي بعض الأحيان عندما أكون في الطريق يراني بعض الناس فيسألوني من أين أنت، فأقول مازحاً إن الطريق كانت مغبرة، باختصار كانت لي ذكريات جميلة في الجيش.

في المصادر العثمانية ورد معنى "الأفرو-أتراك" على أنهم "عرب" أو "زنوج"، متى بدأت جمعيتك في تعريف المواطنين من أصل أفريقي بأنهم أفارقة؟

من المحتمل أن مصطلح "الزنوج" في المصادر العثمانية يستند إلى زنجبار ولا يستخدم بشكل شائع للسود المحليين، إذ كان "الأفرو-أتراك" يعرفون عموماً بشكل غير صحيح باسم "العرب"، وهذا ليس إهانة، وكمثال إيجابي على ذلك صدرت أغنية شعبية اسمها "Big Arap Zeybek"، غناها أحد الأفرو-زيبيك المعروفون في ولاية آيدن، لكن بجهود عمل جمعيتنا خلال نحو 20 عاماً، تم اعتماد المصطلح الأكثر دقة "أفرو-أتراك"، وأصبح هذا الاسم الآن يستخدم على الصعيدين المحلي والدولي.

ما أهداف جمعية "الأفرو-أتراك"؟ وما الدعم الذي تلقيته من الدولة في هذا الصدد؟ وما هي توقعاتك من الحكومة التركية؟

الغرض الرئيس من جمعيتنا الأفرو-تركية هو الوصول إلى معلومات تاريخية وثقافية حول جذورنا في أفريقيا والوصول إلى المجتمعات ذات الأصل الأفريقي في بلدنا وتوثيق قصصهم وإنشاء دراسة التاريخ الأفروتركي-العثماني مع الجامعات والأكاديميين وقطعنا شوطاً طويلاً في هذا الجانب، لكن لا يمكننا إجراء دراسات شاملة من دون دعم.

خلال الأعوام الأربعة الماضية كنا ننظم عيد "لحم العجل التاريخي والعالمي"، وهو حدث لمدة يومين في شهر مايو (أيار) من كل عام بدعم من وزارة الثقافة وبعض البلديات والمنظمات الدولية (السفارات والمنظمات غير الحكومية).

ومهرجان "لحم العجل" كان يعني التضامن والمشاركة والتواصل الاجتماعي ومساعدة بعضنا بعضاً وكان عطلة فريدة من نوعها، شبيهة بمهرجانات الربيع الأخرى واحتفل به لمدة أسبوعين أشخاص من أصل أفريقي في الإمبراطورية العثمانية، بخاصة في إزمير خلال الأسبوع الأول أو الثاني من شهر مايو.

على طريق منحدر في منطقة كاديفيكالي في إزمير تجمع تبرعات على عجل يتجول في الشوارع، وخلال هذا الوقت تقام أنشطة متنوعة، وفي اليوم الأخير تتم التضحية بالعجل وأكله من قبل جميع الحضور، ويشارك في العيد جميع الأشخاص غير الأفارقة، ومع تأسيس الجمهورية أحيينا هذا التقليد المنسي بشكل رمزي، وبدأنا الاحتفال به لمدة يومين في مايو على مدى 15 عاماً، في اليوم الأول ننظم معرضاً للتصوير الفوتوغرافي وجلسة نقاش يحضرها أكاديميون محليون ودوليون ومسيرة موكب بمشاركة عدد من الأفرو-أتراك في وسط إزمير وحفل موسيقي، وفي اليوم الثاني تكون هناك نزهة في المنطقة الخضراء حول المدينة بمشاركة 300-400 من السكان المحليين والأجانب.

نقلا عن اندبندنت تركية

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير