Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدخين السجائر الإلكترونية يتحول إلى وباء يصيب الأطفال في بريطانيا

حذرت الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل من أن "فايب" ليست منتجاً خالياً من الأخطار

ما من دراسات طويلة الأمد موجودة حول مضار هذا النوع من التدخين (غيتي)

ملخص

حذر أطباء الأطفال في بريطانيا من أن "تدخين فايب في أوساط الأولاد والمراهقين يتحول سريعاً إلى وباء" ودعوا الحكومة إلى حظر هذا النوع من السجائر.

حذر أطباء الأطفال في بريطانيا من أن "تدخين فايب في أوساط الأطفال والمراهقين يتحول سريعاً إلى وباء" ودعوا الحكومة إلى حظر هذا النوع من السجائر.

ففي رد على طلب مشورة حكومي متعلق بالسجائر الإلكترونية، الذي انتهى الثلاثاء الماضي، حذرت الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل (RCPCH) من أن السجائر الإلكترونية "ليست منتجاً خالياً من الأخطار ويمكنها أن تتسبب بالإدمان بقدر السجائر التقليدية إن لم يكن أكثر".

ودعت الكلية إلى اتخاذ خطوات طارئة وسريعة لحماية الشبان معتبرة أن الخبراء يتفقون على أن هناك حاجة ملحة لوجود بيانات طويلة الأمد حول تأثيرات تدخين "فايب"، خصوصاً في ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقالت الكلية: "لكن، بسبب بدء بيع السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة منذ عام 2007 فقط، ما من دراسات طويلة الأمد موجودة حول هذا الموضوع حتى الآن. كما أننا نملك أدلة أقل عن التأثيرات طويلة المدى لهذه المنتجات على رئتَي الشباب وقلوبهم وأدمغتهم". وتابعت الكلية: "استغرق الخبراء عقوداً لكي يفهموا بالكامل تأثير السجائر التقليدية، لا يمكننا المخاطرة بصحة أولادنا بانتظار وقت طويل مجدداً للحصول على دراسات تغطي فترة أطول".

وفي أيار (مايو) الفائت، أظهرت البيانات الصادرة عن جمعية مكافحة التدخين وحماية الصحة العامة (Ash) أن العام الفائت شهد ارتفاعاً بنسبة 50 في المئة في عدد الأولاد الذين يدخنون "فايب" في بريطانيا.

ووجدت الجمعية ارتفاعاً في عدد المراهقين الذين يجربون "فايب" ممن تتراوح أعمارهم بين 11 و17 سنة من 7.7 في المئة العام الماضي إلى 11.6 في المئة هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعند سؤال عينة من الأولاد عما إذا كانوا قاموا بتجربة "فايب" مرة أو مرتين، تضاعفت نسبة الذين ردوا بالإيجاب خلال تسع سنوات من 5.6 في المئة عام 2014 إلى 11.6 خلال العام الحالي.

ويبدو أن سجائر "فايب" القابلة للرمي (التي تستخدم لمرة واحدة) تشكل الخيار الأفضل في أوساط الشباب فيما يتم شراؤها في معظم الأحيان من المتاجر المحلية الصغيرة (corner shops).

خلال عام 2021، كانت نسبة الأولاد الذين يدخنون هذا النوع من "فايب" متدنية نسبياً (7.7 في المئة) ولكن عام 2022 أصبح ذلك النوع الأكثر استخداماً (52 في المئة) واستمرت هذه النسبة بالارتفاع لتسجل 69 في المئة عام 2023.

ويحظر قانوناً بيع "فايب" لمن هم دون عمر 18 سنة بيد أن مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمشاهد لمراهقين يدخنون "فايب" ويتحدثون عن نكهاتها كالليموناضة الزهرية والفراولة والموز والمانغو.

وفي بيانها، أضافت الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل أنه " لا يمكن تجاهل التأثير البيئي الخطر للسجائر الإلكترونية القابلة للرمي بعد الاستخدام".

وقال نائب رئيس السياسات واستشاري الجهاز التنفسي للأطفال الدكتور مايك ماك كين: "من دون شك يجب حظر السجائر الإلكترونية القابلة للرمي. ما من سبب مطلقاً يحتم أن تكون تلك المنتجات الترفيهية والرخيصة الثمن والمتوافرة بشكل سهل والملونة بألوان زاهية أحادية الاستعمال. يتحول تدخين فايب في أوساط الشباب إلى وباء بوتيرة متسارعة وأخشى أنه في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، سنجد أنفسنا نسير من دون وعي نحو مصيبة... مقاربة الحكومة للمشكلة هي خطوة منقوصة مع قيام جيراننا على غرار إسكتلندا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا بالتفكير جدياً في فرض حظر عليها... تقع على عاتقها المسؤولية وهي تمتلك القدرة على اتخاذ خيار ستكون له تداعيات بعيدة المدى ربما بالنسبة إلى أجيال مقبلة".

وفي هذا السياق، اعتبرت ليبي بيك مديرة الموارد السياسية في مجموعة "التحالف الأخضر" Green Alliance [مؤسسة بحثية تعنى بالاستدامة البيئية والاقتصاد ذو التأثير البيئي المنخفض] أن سجائر "فايب" القابلة للرمي "هي آخر ما يحتاج إليه أولادنا وكوكبنا" وأضافت: "إنها منتجات تستنزف وتهدر الموارد التي تعتبر بالغة الأهمية للانتقال إلى الخيار البيئي الأمثل - على غرار الليثيوم الذي يستخدم في البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية... تتسبب هذه السجائر بضرر بالغ عندما ترمى لأن بطارياتها قابلة للاشتعال كما أن مواد البلاستيك والنيكوتين التي تحتوي عليها تلك السجائر تنطوي على أخطار كبيرة فضلاً عن أن إعادة تدويرها ستتطلب يداً عاملة كثيفة وباهظة".

وفي سياق ردها على الاستشارة الحكومية، قالت جمعية مكافحة التدخين وحماية الصحة العامة إن هناك "أربع خطوات بالغة الأهمية" يجب على الحكومة القيام بها بسرعة.

وتتلخص تلك الخطوات بما يلي: وضع ضريبة على "فايب" القابلة للرمي قدرها خمسة جنيهات استرلينية (6.2 دولار أميركي) وحظر العلامات التجارية من استخدام الطرق التسويقية الجاذبة للأولاد وإعادة تمويل الحملات المناهضة للتدخين التي تروج "فايب" على أنها وسيلة المساعدة الأكثر فاعلية للإقلاع عن التدخين والمتوافرة أمام المدخنين البالغين وحظر الترويج داخل المتاجر للسجائر الإلكترونية باستثناء المتاجر المتخصصة في بيع "فايب" التي تخضع لقانون تقييد البيع بحسب العمر.

يأتي هذا بعد إعلان رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك أن عملية تضييق الخناق الجديدة التي تعتمدها الحكومة ضد تسويق سجائر "فايب" ستجنب استهداف الأولاد والمراهقين "غير المقبول" وتعهد بسد ثغرة تتيح لبائعي التجزئة منح عينات مجانية من "فايب" للأولاد في إنجلترا.

كما استغل رئيس الحكومة إطلالته ضمن برنامج "غود مورنينغ بريتن" Good Morning Britain على قناة "آي تي في" ITV للتعبير عن مخاوفه من احتمال استهداف ابنتيه بحملات التسويق التي تروج لاستخدام "فايب".

وأعلنت الحكومة أنها ستقوم بمراجعة موضوع حظر بائعي التجزئة من بيع سجائر فايب "خالية من النيكوتين" لمن هم دون الـ18 سنة.

وفي إطار الدليل الذي قدمته جمعية "آش" Ash للوزراء، قالت المديرة التنفيذية للجمعية ديبورا أرنوت إن بيانها دعا إلى قوانين صارمة العام الفائت ولكن تم تجاهل ذلك. وأضافت: "بما أن رئيس الحكومة بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى، ربما سيتم اتخاذ الخطوات المناسبة أخيراً. يعتمد الأولاد بشكل كبير على السعر للشراء ولهذا من أولوياتنا جعل سجائر فايب القابلة للرمي أقل يسراً من حيث الكلفة من خلال إضافة ضريبة تبلغ خمسة جنيهات استرلينية وهو أمر يتحقق فوراً من خلال قانون مالي. لن يؤدي هذا الأمر إلى زيادة السعر فحسب بل إنه سيجعل توزيعها خاضعاً لمراقبة أكثر تشدداً، مما سيسهل تجنب عمليات البيع غير القانونية التي تستهدف من هم دون السن القانونية".

وأعلنت جمعية "آش" أنها لا تؤيد حظراً كاملاً على "فايب" القابلة للرمي في هذا التوقيت لأن ذلك سيجعل "السوق غير القانونية تنشط، مما سيصعب الأمر ولن يسهله في ضمان إعادة تدوير المنتجات".

كما قالت الجمعية إنها تدرك بأن "فايب" الأحادية الاستخدام ربما تلعب دوراً ضمن بعض المجموعات من المدخنين المعوزين بشكل خاص.

في غضون ذلك، قالت كايت بيك المنسقة الإقليمية لمؤسسة المعايير التجارية في شمال غربي إنجلترا Trading Standards North West [تعنى بتعزيز معايير التجارة وحماية المستهلكين وضمان الامتثال لقوانين وأنظمة التجارة في المنطقة] والمديرة المسؤولة عن قسم تدخين "فايب" في معهد المعايير التجارية Chartered Trading Standards Institute : "إن فرض رسم ضريبي على سجائر فايب القابلة للرمي بوسعه أن يمنح قوات الحدود وإيرادات وجمارك صاحب الجلالة HMRC مزيداً من السلطات لوقف استيراد المنتجات غير القانونية." وتابعت: "من شأن السلطات الممنوحة لفرض غرامات معززة وفورية أن تكون خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن تجار التجزئة قالوا لي إن الأرباح التي يجنونها من بيع سجائر فايب غير القانونية والسجائر غير القانونية أيضاً ضخمة للغاية ولهذا لن يكون للغرامات تأثير كبير. ما نحتاج إليه فعلاً هو فرض شرط على كافة بائعي التجزئة للسجائر العادية وفايب أن يمتلكوا ترخيصاً فضلاً عن اضطلاع الجهات المعنية بالسلطات المناسبة لسحب الترخيص من تجار التجزئة الذين يتبين أنهم مذنبون في البيع غير القانوني و/أو البيع لمن هم دون عمر الـ18".

وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "من غير القانوني بيع سجائر فايب التي تحتوي على نيكوتين للأولاد ونشعر بالقلق حيال الزيادات الأخيرة في تدخين الشباب لفايب، خصوصاً بسبب الأضرار غير المعروفة بعد على المدى البعيد. نتخذ خطوات جريئة لتضييق الخناق على تدخين الشباب من خلال فريق إنفاذ قوانين السجائر الإلكترونية غير المشروعة الذي رصد له مبلغ 3 ملايين جنيه استرليني (3.7 مليون دولار) للتعامل مع عمليات البيع التي تطاول الأولاد تحت عمر الـ18. كما أطلقنا دعوة إلى تقديم الأدلة بهدف تحديد الفرص لخفض عدد الأولاد الذين يحصلون على منتجات فايب ويستخدمونها واستكشاف النقاط التي بوسع الحكومة الذهاب أبعد من ذلك فيها".

المزيد من صحة