Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أشجار ليبيا "الفقيرة نباتيا" تتحول إلى فحم لشواء الأضاحي

تحذيرات من تفاقم ظاهرتي التصحر والجفاف وناشطو البيئة يستغيثون والشرطة الزراعية: إمكاناتنا شبه معدومة

يتساءل ناشطون عن دور الشرطة الزراعية المناط بها قانونياً حماية الحزام الأخضر (اندبندنت عربية)

ملخص

ذلك حال الأحزمة الشجرية في ليبيا مع اقتراب عيد الأضحى

كانت أشجاراً خضراء أغصانها ممتدة نحو الأعالي قبل أن تتحول بأيادي العابثين إلى فحم للشواء. ذلك حال الغابات الشجرية في ليبيا مع اقتراب عيد الأضحى، إذ ترتفع وتيرة الاعتداءات العشوائية على الغطاء الأخضر في البلد الذي يعاني التصحر والجفاف بسبب النقص المتزايد في أعداد الأشجار بعد أن طاولتها هي الأخرى نتائج الفوضي الأمنية والانقسامات.

يتوفر البلد على أحزمة خضراء عدة يبقى أهمها الحزام الممتد من العاصمة الليبية طرابلس تجاه مدينة مصراتة (شرق طرابلس)، والبالغ طوله 200 كيلومتر، ويلقب بـ"السد المنيع"، حيث يقف في وجه زحف رمال الصحراء نحو العاصمة.

مناشدات "فيسبوكية"

أطلق ناشطون ومدونون منذ أيام قليلة حملات "فيسبوكية" للقضاء على ظاهرة قطع الأشجار وتحويلها إلى فحم طبيعي، داعين إلى "الاتحاد من أجل التصدي لهذه الظاهرة التي تعبث بالتوازن البيئي، ومقاطعة شراء فحم الأشجار الذي دمر الغابات، وتسبب في اختفاء أنواع عدة من الحيوانات البرية التي تعيش بها".

 

 

الرئيس السابق للهيئة العامة للبيئة صالح أمنيسي طالب عبر منصة "فيسبوك" بـ"الوقوف ضد تجريف وتقطيع الأشجار الذي سيتسبب في كوارث طبيعية على المديين القريب والبعيد"، مؤكداً أن الحل الوحيد هو مقاطعة شراء الفحم.

وتساءل ناشطون عن دور الشرطة الزراعية والأجهزة الأمنية المناط بها قانونياً حماية الحزام الأخضر، بخاصة أن قطع الأشجار وتحويلها إلى فحم طبيعي يتم أمام أعين الجميع. 

ظاهرة متكررة 

حول غياب دور جهاز الشرطة الزراعية يقول مدير مكتب العلاقات والإعلام العقيد الزروق المسعودي، إن الجهاز قام باسترجاع عديد من المشاريع الزراعية وتصدى لظاهرة قطع الأشجار وتحويلها إلى فحم أو ما يعرف محلياً بـ"المراديم"، حيث تم أخيراً إيقاف مجموعة من المخالفين الذين يقومون بقطع الأشجار وإنتاج الفحم النباتي داخل مشروع "جندوبة" الزراعي، وهو مشروع يشغل أعلى المرتفعات الممتدة بين "غريان" "وجادو" ويتطلب سيارات دفع رباعي للوصول إليه، وهي وسائل يفقدها جهاز الشرطة الزراعية الذي يمتلك فقط قرابة 30 سيارة دفع رباعي موزعة على 43 فرعاً في البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتابع المسعودي لـ"اندبندنت عربية" أن "الجهاز يحاول التصدي لظاهرة تحويل الأشجار إلى فحم على رغم إمكاناته شبه المعدومة، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومكتب النائب العام بالدولة الليبية، ونجح غير مرة في ضبط المخالفين وإيقافهم بصفة قانونية". 

يؤكد مدير مكتب العلاقات والإعلام بجهاز الشرطة الزراعية، أن هذه الاعتداءات غير مرتبطة بعيد الأضحى فقط، بل هي متكررة على طول العام من قبل تجار الفحم، وبخاصة في منطقة الجبل الأخضر ذات الطبيعة الوعرة، التي يعجز الجهاز عن الوصول إليها بسبب افتقاده التجهيزات اللازمة، وهي صعوبات لم تثنهم عن استرجاع أكثر من مشروع زراعي على غرار متنزه صرمان (غرب البلاد) الذي تشرف عليه الآن وزارة الزراعة وتحميه الشرطة الزراعية.

يرى المسعودي أن "هذه الظاهرة تهدد حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة وآمنة، بخاصة أن تآكل الغطاء الأخضر مستمر، ليس فقط بسبب قطع الأشجار بطريقة غير شرعية، بل وأيضاً بفعل الزحف العمراني العشوائي على حساب المساحات الخضراء". 

تكثيف التوعية

يصف رئيس منظمة "من الأرض إلى البحر" فائز السطي، الظاهرة بالخطرة جداً باعتبار أن الأشجار التي تصلح لإنتاج الفحم عادة ما يكون عمرها بين 20 و80 سنة، مضيفاً لـ"اندبندنت عربية"، "هذه الأشجار تقطع في دقائق لتتحول إلى فحم، لكن تعويضها يحتاج إلى سنوات طويلة".

يربط الناشط البيئي ظاهرة قطع الأشجار بتفشي أزمات عدة في البلاد، من بينها ارتفاع مستوى الكربون في الأجواء الليبية، الأمر الذي وفر بيئة خصبة لانتشار الأمراض التنفسية، وبخاصة سرطان الرئة، إضافة إلى عديد من الأوبئة الأخرى بفعل مغادرة المخلوقات الدقيقة التي تعيش داخل الغابات مواطنها الأصلية وتوجهها نحو المناطق الآهلة بالسكان.

يذكر رئيس منظمة "من الأرض إلى البحر" أن "كل عملية اعتداء على شجرة واحدة وتحويلها إلى فحم طبيعي تنتج منها مشكلات عدة كفقدان تثبيت التربة مقابل انتشار السيول وتقلص جودة الهواء وقلة الأمطار، بالتالي فإن كل عملية اعتداء على الحزام الأخضر سينتج منها مشكلات في المناخ وانتشار التصحر والجفاف، وهي أزمات تتربص بليبيا منذ سنوات".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة