شجب زعيم "فاغنر" وزير الدفاع الروسي قد يجعله عدوا لبوتين

يزعم العارفون بتفاصيل صراع العروش في الكرملين أن يفغيني بريغوجين ما كان ليوجه هجمات واتهامات لاذعة لقادة أركان الجيش الروسي لو لم يأذن فلاديمير بوتين له بذلك.

وحتى لو كان بوتين متسامحاً فقط مع رئيس مجموعة المرتزقة "فاغنر"، ولم يشجعه فعلياً، يبدو أن تساهله بلغ اليوم حده. فالرئيس الروسي يؤيد توجيهات وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي طالب بإرغام مرتزقة بريغوجين على إبرام عقود مع الجيش.

وفي هذا الصدد، أكد بوتين قائلاً "إن [إبرام العقود] ضروري، ولا بد من المضي فيه بأسرع ما يمكن، لأنه يتماشى مع المنطق، ويتناسب مع الممارسات الراسخة والقوانين". وبدوره، أكد مكتب [الرئيس الروسي] أنه لا استثناءات على القاعدة.

يعكس هذا الكلام تغيراً واضحاً في موقف الرئيس الذي سبق أن أيد ظاهرياً بعضاً من انتقادات بريغوجين وأشاد بهذا الأخير، حتى إنه قال يوماً "في بداية العملية العسكرية الخاصة، أدركنا بسرعة أن ’جنرالات المكاتب [الذين نالوا رتبهم من العمل في المكاتب وليس في أرض المعركة]‘ يفتقرون إلى الفاعلية، وهذا أقل ما يقال عنهم. لكن بدأ يظهر من الظل أشخاص لم نسمع أو نعرف بهم قبلاً، وقد حققوا نتائج فاعلة وأتوا بالمنفعة".

أما اليوم، فبات الرئيس يدعم شويغو المستهدف بشدة من بريغوجين الذي عمد إلى اتهام وزير الدفاع بأنه واحد من "السفلة" الذين تعمدوا حرمان مقاتليه من الذخائر في معركة باخموت. كما تهجم على شويغو وسخر منه، بعد زعمه أن هذا الأخير يحمي أفراد عائلته من الخدمة العسكرية، فقال: "كيف يمكن لزوج ابنة شويغو [وهو مدرب رياضي] أن يقصد الإمارات العربية المتحدة ويهز مؤخرته بالرقص هناك؟"

وأكد بريغوجين أن "فاغنر لن تبرم أي عقد مع شويغو". وعندما طلب من قائد "فاغنر" التعليق على تصريحات الرئيس الروسي، واصل توبيخه العلني قائلاً، "عندما بدأنا المشاركة في هذه الحرب، لم يقل أحد أننا سنضطر إلى إبرام اتفاقات مع وزارة الدفاع. ولا أحد من مقاتلي فاغنر مستعد للسير في طريق العار مرة أخرى".

صحيح أن بريغوجين سبق أن أطلق تهديدات، كما فعل عندما هدد بانسحاب أحادي الطرف من باخموت، مع أنه لم ينفذ تهديداته يوماً.

واليوم، أمام "فاغنر" مهلة حتى نهاية الشهر لإبرام العقد، وربما يفعل ذلك حال توصل إلى تنازل ما بإمكانه تقديمه إلى الآخرين على أنه انتصار.

يستطيع زعيم "فاغنر" طبعاً الدخول في رهان والقول إن الكرملين بحاجة إلى مقاتليه في خضم الهجوم الأوكراني المضاد المتواصل [ضد روسيا]، فيتراجع [الكرملين] عن قراره. لكن ذلك سيتركه عرضة للانتقام مستقبلاً.

صحيح أن بريغوجين يحمل لقب "طباخ بوتين"، بعد أن فاز بعقود حكومية مربحة جداً، بدءاً بشركة تزويد بالطعام يمتلكها. لكن هذه العقود قد تتبدد [تُلغى]. وصحيح أيضاً أن "فاغنر" بنت لنفسها إمبراطورية تجارية عملاقة في أفريقيا، حيث نشرت قواتها. لكن الحفاظ عليها سيكون صعباً للغاية، إن لم نقل مستحيلاً، بغياب دعم من الكرملين.