Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملية جنين تفرض على الإسرائيليين إعادة حساباتهم

محللون: بات محتوماً على الجيش الإسرائيلي تغيير طريقة دخوله المناطق الفلسطينية لكنه لن يوقف الاقتحامات

للمرة الأولى منذ 20 عاماً تضطر إسرائيل إلى الاستعانة بالمروحيات العسكرية لإنقاذ جنودها من رصاص المخيمات (غيتي)

ملخص

استمرت عملية الجيش الإسرائيلي في جنين 10 ساعات على غير المعتاد، فما الجديد فيها؟

لم يكن اقتحام الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين لمدينة جنين كغيره من الاقتحامات شبه اليومية للضفة الغربية، إذ استغرق 10 ساعات في عملية كانت تنفذ عادة في ساعة واحدة.

ووقعت وحدات الجيش الإسرائيلي في كمين عسكري محكم بدأ بتفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند إسرائيلية مما تسبب في إصابة ثمانية جنود على متنها، إضافة إلى اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة استمرت ساعات.

تحت نيران المسلحين

وطوال تلك الساعات بقيت قوة الجيش الإسرائيلي بتجهيزاتها العسكرية تحت نيران المسلحين الفلسطينيين الذين حالوا دون قدرة الجيش الإسرائيلي على سحب آلياته المعطوبة وقواته.

وقال شهود عيان لـ "اندبندنت عربية" إن خمس معدات عسكرية مصفحة تضررت بسبب العبوات الناسفة، مشيرين إلى أن الاشتباكات والعبوات الناسفة كانت "غير مسبوقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودفع ذلك القوة العسكرية الإسرائيلية إلى الاستعانة بمروحيات عسكرية للمرة الأولى في الضفة الغربية منذ 20 عاماً للمساعدة في تأمين قوة الجيش المحاصرة في حيي الجبريات والهدف الملاصقين لمخيم جنين.

وجاء اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين لاعتقال عناصر من حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، إذ حصل ذلك في اللحظة الأولى للعملية.

ومع أن اقتحام الجيش الإسرائيلي معظم أنحاء الضفة الغربية يحدث بشكل سلس وسريع، فإنه في الأسابيع الماضية أصبح يشهد اشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين جعل عملياته أكثر صعوبة وتستغرق وقتاً أكبر.

فمع تصاعد العمليات المسلحة الفلسطينية منذ أكثر من عامين وما رافقها من إطلاق إسرائيل عملية "كاسر الأمواج" العسكرية، تكثفت اقتحامات الجيش الإسرائيلي للقرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وبخاصة في محافظتي جنين ونابلس.

وفي شكل شبه يومي يشن الجيش الإسرائيلي عمليات اعتقال لعشرات من الشبان بهدف منع هجمات مسلحة فلسطينية ضد الإسرائيليين.

وتمكنت إسرائيل من إحباط أكثر من 200 هجوم فلسطيني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، منها 150 عملية إطلاق نار و20 عملية تفجير ودهس وخطف، بحسب جهاز الأمن الإسرائيلي (شاباك).

ما حصل في جنين أخيراً دفع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى دعوة الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية للقضاء على ما سماه "أوكار الإرهاب واستعادة الردع".

وقال سمورتيتش إن الوقت قد حان لاستبدال "الأنشطة العينية بعملية واسعة بمشاركة القوات الجوية وقوات المدرعات لحماية أرواح محاربينا".

اقتلاع الأعشاب الضارة

واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عاليما أن تسلسل الأحداث في جنين أمس "شكل مفاجأة للجيش الإسرائيلي وحقق جزءاً من أحلام المقاومة الفلسطينية".

ومع أن عاليما استعبد وقف الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام شبه اليومية للمدن والقرى الفلسطينية، فإنه شدد على "أن ما حدث في جنين سيحتم عليه تغيير طريقة دخوله إلى المناطق الفلسطينية".

فالجيش الإسرائيلي، وفق عاليما، سيواصل ما وصفه بعملية "اقتلاع الأعشاب الضارة" في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الأمن الإسرائيلي يعتقد أن تلك العمليات "تحد بشكل كبير من عدد وحجم الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين".

لكن عاليما أضاف أن تلك الاقتحامات تؤدي إلى "حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولن تعمل على إنهاء العنف".

أما المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور فيرى أن الكمين الذي استهدف القوة الإسرائيلية يشكل "تطوراً خطراً سيعمل على تغيير النظرة الإسرائيلية إلى جنين ومخيمهما".

وقال منصور إن استمرار نصب الكمائن العسكرية سيجعل من اقتحامات الجيش الإسرائيلي صعبة لا كما كانت في السابق، مما سيجبر الجيش على "تغيير أساليبه في التعامل مع شمال الضفة الغربية وتعزيز العمل الاستخباراتي وقصف منشآت تصنيع العبوات الناسفة".

وأدت اشتباكات أمس الإثنين إلى قتل الجيش الإسرائيلي ستة فلسطينيين وإصابة 100 آخرين بينهم 20 جروحهم خطرة.

وينتمي المسلحون في جنين ومخيمها إلى "كتيبة جنين" التي يشكل عناصر "الجهاد الإسلامي" عمودها الفقري بمشاركة مسلحين من حركتي "حماس" و"فتح".

المزيد من الشرق الأوسط