ملخص
اجتمع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني مع منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا بقطر في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي
اختتم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس جولته الخليجية التي استمرت ثلاثة أيام بزيارة إلى الإمارات، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في سياق تحركات دبلوماسية تقوم بها طهران.
وتأتي هذه الجولة التي شملت أيضاً قطر والكويت وعمان في سياق انفراجات دبلوماسية إقليمية بدأت مع المصالحة السعودية - الإيرانية التي تمت برعاية الصين قبل ثلاثة أشهر، وفي خضم إحياء الحوار بين طهران والدول الغربية في شأن ملفات شائكة.
وأوردت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن محمد بن زايد بحث مع أمير عبداللهيان خلال لقاء عقد في أبوظبي "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعم التعاون والعمل المشترك بما يحقق مصالحهما المشتركة".
وأضافت الوكالة أن المسؤولين ناقشا "أهمية البناء على التطورات الإيجابية التي تحققت في المنطقة لما فيه الخير لشعوبها وتعزيز الاستقرار والازدهار في دولها".
وعلى هامش هذه الزيارة وقع البلدان اتفاق طيران مدني لتعزيز الرحلات الجوية بين الناقلين الوطنيين، بحسب الوكالة.
ويتم تسيير رحلات جوية مباشرة بالفعل ولكن فقط من دبي والشارقة، وهما إمارتان أخريان في الدولة تربطهما علاقات اقتصادية قوية منذ فترة طويلة مع إيران على رغم التوترات الدبلوماسية، إلا أنه لا توجد حتى الآن أية رحلة جوية تصل بين أبوظبي وأي مدينة إيرانية.
من جانبها أفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان بأن عبداللهيان سلم محمد بن زايد دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة إيران.
محادثات مع المنسق الأوروبي
وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني قد اجتمع مع منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا بقطر، في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، في الوقت الذي تسعى فيه طهران وواشنطن إلى تهدئة التوتر عبر "تفاهم" مشترك للمساعدة في إنهاء الأزمة.
وبعد الفشل في إحياء الاتفاق في المحادثات غير المباشرة التي توقفت منذ سبتمبر (أيلول)، اجتمع مسؤولون إيرانيون وغربيون بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية لتحديد الخطوات التي من شأنها الحد من العمل النووي الإيراني سريع التقدم والإفراج عن بعض الأميركيين والأوروبيين المحتجزين في إيران وإلغاء تجميد بعض الأصول الإيرانية بالخارج.
وقال باقري كني في تغريدة "عقدت اجتماعاً جاداً وبناء مع مورا في الدوحة. تبادلنا وجهات النظر وناقشنا مجموعة من القضايا منها المفاوضات في شأن رفع العقوبات".
من جانبه كتب مورا على "تويتر" أن محادثات الدوحة كانت "مكثفة" وتطرقت إلى "مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية الصعبة، بما في ذلك الطريق للمضي قدماً إلى الأمام في شأن خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية.
وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قال الأسبوع الماضي إنه اجتمع مع نظرائه البريطاني والألماني والفرنسي في الإمارات لبحث "مجموعة من المسائل والقضايا المشتركة".
والأربعاء أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أنه أجرى محادثات بناءة مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في مسقط، وفق ما أفادت وكالة الأنباء العمانية، غداة محادثات مع مسؤولين قطريين وأوروبيين بالدوحة في شأن البرنامج النووي الإيراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي جولة أمير عبداللهيان الخليجية التي تشمل أيضاً الكويت والإمارات بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان طهران للمرة الأولى منذ المصالحة بين أبرز قوتين إقليميتين في مارس (آذار) الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء العمانية بأن البوسعيدي أكد بعد لقائه أمير عبداللهيان أن الزيارة الأخيرة تأتي "بهدف مواصلة واستمرار المشاورات بين الجانبين والتعاون في كثير من الملفات ذات الطابع الثنائي".
وأشار إلى "التوافق الكبير في الرؤى بين البلدين في ما يخص عدداً من المواضيع".
من جانبه وصف الوزير الإيراني المشاورات بـ"البناءة والإيجابية"، مشيداً بـ"التعاون الثنائي الفاعل في جميع المجالات" بين البلدين، وفق ما نقلت عنه الوكالة.
وكان عبداللهيان التقى وزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وناقشا "عدداً من مجالات التعاون وسبل تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين".
وأعلنت إيران الأسبوع الماضي أنها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة عمانية، لا سيما في شأن البرنامج النووي والعقوبات الأميركية وملف الأميركيين المحتجزين لديها.
وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري أنه التقى دبلوماسيين أوروبيين في أبوظبي لمناقشة ملفات استراتيجية بينها البرنامج النووي الإيراني.
وأبرمت إيران عام 2015 مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا اتفاقاً في شأن برنامجها النووي، أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجاً عن معظم التزاماتها.
ومنذ أبريل (نيسان) 2021 تخوض طهران مع الدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق محادثات متقطعة تهدف إلى إحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وعلى رغم تحقيق تقدم في هذه المحادثات فإنها لم تبلغ مرحلة التفاهم لإعادة تفعيل الاتفاق.
وخلال الأيام الأخيرة نفى الإيرانيون والأميركيون صحة تقارير إعلامية أشارت إلى قرب توصل البلدين إلى اتفاق موقت يحل محل الاتفاق النووي.
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لوكالة الصحافة الفرنسية أن التكتل "يبقي القنوات الدبلوماسية مفتوحة، بما في ذلك هذا الاجتماع في الدوحة لمناقشة كل المسائل ذات الأهمية مع إيران".
وفيما أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن وزير الخارجية الإيراني بحث "آخر مستجدات الاتفاق النووي" مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، يتوقع أن يتوجه أمير عبداللهيان إلى الكويت في وقت لاحق اليوم.
وفرض اتفاق 2015 قيوداً على نشاط إيران في تخصيب اليورانيوم ليجعل من الصعب عليها تطوير وسائل لإنتاج الأسلحة النووية، في مقابل رفع عقوبات دولية موقعة على طهران.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب في 2018 من الاتفاق، واصفاً إياه بأنه شديد الرفق بإيران، وأعاد فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وردت طهران بتجاوز حدود التخصيب التي ينص عليها الاتفاق بشكل تدرجي، مما أعاد تأجيج مخاوف أميركية وأوروبية وإسرائيلية من أنها ربما تسعى إلى تصنيع قنبلة ذرية.
ولطالما نفت الجمهورية الإسلامية سعيها إلى استغلال تخصيب اليورانيوم في تصنيع أسلحة، قائلة إنها تسعى إلى استخدام الطاقة النووية في الأغراض المدنية فقط.
ويأتي اجتماع باقري ومورا في العاصمة القطرية الدوحة بعد أيام من قول الزعيم الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، إن من الممكن عقد اتفاق نووي جديد مع الغرب. ولخامنئي القول الفصل في جميع شؤون إيران مثل الملف النووي.