Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 42 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:42
00:42
 

بصفتي خبير غوص أعرف رعب طاقم "تيتان" المحاصر

عندما تسافر إلى بيئة غير معتادة وعدائية، فإنك تختبر مجموعة من المشاعر: القلق والإثارة والعجز والفرح والخوف

ملخص

خبير الغوص ديفيد بيسيل يكتب عن المشاعر الحادة التي تراود المرء حين ينزل تحت سطح الماء في غواصة وماذا يشعر به العالقون في غواصة "تيتان"

أن تكون داخل غواصة ليس أمراً عادياً. الوجود داخل أنبوب معدني والغوص عميقاً في بيئة معادية حيث لا يمكنك التحكم في الأحداث التي تجري حولك، ليس أمراً طبيعياً. عليك أن تثق بعلبة القصدير، والأنظمة التي تجعل هذه العلبة تعمل، والأشخاص الذين صمموا وصنعوا علبة القصدير هذه، عليك أن تثق بأن الأشخاص الذين يقودونها يعرفون ما يفعلون.

في المرة الأولى التي تدخل فيها إلى الغواصة يكون الأمر متعباً ومخيفاً بعض الشيء، وربما يكون مثيراً، يعتمد الأمر على نزعتك تجاه الموضوع. ولكن المرة الأولى التي تستقل فيها غواصة هي بالتأكيد استثنائية، يصبح كل تركيزك منصباً على موضوع الثقة المذكور أعلاه.

فقط مع مرور الوقت وتكرار الأمر تزيد مستويات ثقتك إلى أن يصبح الأمر أكثر طبيعية [عادياً أكثر فأكثر]. أقول مألوفاً أكثر لأن الأمر لا يصبح أبداً حدثاً طبيعياً بالفعل. أنت لا تعرف أبداً متى قد ينفصل اللحام، أو يتسرب صمام، أو يفشل النظام التشغيلي. فقط عندما تستقر في العمق فإنك تسترخي وتنتقل للقيام بمهماتك اليومية.

اقرأ المزيد

هذه التجربة تنطبق على غواصة "بالحجم الكامل". ولكن عندما تبدأ برحلة على متن غواصة صغيرة، فهناك مستوى آخر من التوتر تماماً. فإضافة إلى كل ما سبق، ستعاني نقصاً في المساحة. تخيل وضع خمسة أشخاص في شيء بحجم ناقلة أشخاص كبيرة وإرساله إلى عمق المياه. والأسوأ من هذا، اثنان فقط من هؤلاء الأشخاص لديهم الخبرة. ثلاثة منهم لم يركبوا غواصة من قبل – وبالتأكيد ليس غواصة كهذه.

إنها ضيقة، وهناك احتمال أن تكون منحنياً لا تستطيع الوقوف بشكل مستقيم لأن الهيكل يحد من مساحتك الشخصية. ليس لديك ما تفعله سوى الجلوس هناك بينما يبدأ المحترفون بالغوص، وهذا يستغرق وقتاً - دقائق عدة. ستراقب بينما يبدأ مقياس العمق بالزيادة. 100 متر، 500 متر، 1000 متر وهكذا. ستدرك أنك وصلت إلى عمق هذه البيئة الغريبة المعادية أكثر من أي شخص على هذا الكوكب تقريباً.

سيكون هناك صمت، في الخارج والداخل، مع حديث المشغلين فقط أثناء إعداد تقاريرهم. سيختبر "الضيوف" مجموعة من المشاعر، ربما مزيجاً من الخوف والقلق والإثارة والعجز والفرح. على رغم ذلك، هناك شيء واحد مؤكد - بالتأكيد ستكون هذه المشاعر غير طبيعية.

خلال كل ذلك، ستكون لدى هؤلاء الضيوف تلك الثقة. في الآلات من حولهم، وفي المشغلين الذين فعلوا ذلك من قبل. إلى أن يحدث خطأ ما، وحدث خطأ ما.

الإجراء التقليدي هو أنه إذا كان هناك أي مؤشر إلى وجود مشكلة، فإن الغواصين سيعودون للسطح. قد لا نتمكن أبداً من معرفة ما هو الخطأ الذي وقع، لكن لا بد من أن أمراً كارثياً حصل.

ثم يأتي الخوف. ربما يكونون عالقين في قاع البحر مع مخزون أوكسجين لا يكفي إلا بضع ساعات. وهذا قد يعني فعلياً الانتظار لبضعة أيام قبل نفاد الأوكسجين، لا يملكون شيئاً في هذه الأثناء سوى أفكارهم وأملهم اليائس.

فرص الوصول إليهم الآن ضئيلة، وتتقلص مع مرور الساعات. لا أستطيع أن أتخيل، إذا لم يكونوا قد لقوا حتفهم بالفعل، فما الذي يمكن أن يدور في أذهان الركاب والطاقم. بما أني خبير غوص سابق - وأنت لا تتخلى أبداً عن عاداتك - أدعو الله أن يجري إنقاذهم، ولكنني أخشى الأسوأ. حفظهم الله.

ديفيد بيسيل هو خبير غوص سابق

© The Independent

المزيد من آراء