Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحشود البيضاء" تفد إلى خيامها لقضاء أول أيام الحج

الأرصاد الجوية تتوقع درجات حرارة فوق الـ40 مئوية وسط تأهب الجهات الصحية وتعليمات مكثفة بالوقاية

ملخص

بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد منذ ساعات الصباح الباكر إلى مدينة الخيام "منى" لقضاء أول أيام الحج الذي يسمى "يوم التروية" في محطة استعداد وتأهب قبل الصعود نحو "عرفات" صباح الغد.

بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد منذ ساعات الصباح الباكر إلى مدينة الخيام "منى" لقضاء أول أيام الحج الذي يسمى "يوم التروية" في محطة استعداد وتأهب قبل الصعود نحو "عرفات" صباح الغد.

وتعتبر التعاليم الإسلامية قدوم الحجاج بإحرامهم إلى "منى" هذا اليوم الذي يوافق الثامن من ذي الحجة والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة "سنة مؤكدة"، وفق المدونات الفقهية التي تقتبس سيرة نبي المسلمين الذي أدى حجة واحدة في كل حياته، وأمر أتباعه بالتقيد بخطواته بين مواقع الحج المعروفة عبر القرون وأداء المناسك من دون زيادة عما فعل، أو نقصان، بحسب المستطاع.

ويغادر الحجاج "منى" غداً نحو "عرفات" لقضاء "ركن الحج الأعظم" هنالك، ثم يعودون إلى "منى" مجدداً بعد "النفرة" من "عرفة" والمبيت بـ"مزدلفة"، لقضاء أيام الحج الأربعة الباقية في خيام "منى"، يرمون خلالها الجمرات يومياً.

وبدأ أكثر من 1.6 مليون حاج بالتدفق لقضاء "يوم التروية" في أجواء شديدة الحر باليوم الأول من حج يتوقع أن يسجل أعداداً قياسية.

وفاضت شوارع "منى" التي تحولت إلى أكبر مدينة خيام في العالم، بآلاف الحجاج من جميع الجنسيات بعدما سمحت السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحج هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم.

"تجربة تستحق العناء"

وقال التاجر السوري محمد حجوج (59 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية وهو يغالب دموعه "أنا أؤدي فريضة الحج، لا أزال لا أصدق ذلك".

وأكد الموظف النيجيري سليم إبراهيم (39 سنة)، "حتى لو كانت الحرارة أقوى، سأؤدي الحج مجدداً، إنها تجربة تستحق العناء"، مشيراً إلى أنه يواجه الحرارة بشرب كميات كبيرة من المياه.

ومساء أمس الأحد، أنهى مئات الآلاف من الحجاج القادمين للتو، الطواف في المسجد الحرام بمكة، وحمل كثير منهم مظلات ملونة للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة، إذ تجاوزت الحرارة 44 درجة مئوية ظهراً.

وتتوقع السلطات السعودية مشاركة أكثر من 2.5 مليون حاج من 160 بلداً في الحج هذا العام في "أكبر موسم حج في التاريخ"، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة، أخيراً، ويتجاوز هذا الرقم عدد الحجيج العام الماضي (926 ألف حاج) بفارق كبير، فيما لم تعلن بعد أعداد الحجاج النهائية من داخل السعودية.

طائرات مراقبة مسيرة

وذكرت قناة "الإخبارية" الحكومية السعودية أن وزارة النقل تتابع انسيابية تنقل الحجاج نحو "منى" عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وكذلك وفرت حافلات ذاتية القيادة تحمل كل منها 11 راكباً لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

وقد يكون أداء مناسك الحج مرهقاً جسدياً، حتى في الظروف المثالية، لكن الحجاج يواجهون تحدياً إضافياً مع اشتداد درجات الحرارة، إذ يؤدون المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء، إضافة إلى توقف عضلة القلب، إلا أن الحجاج يقبلون تلك المعاناة برحابة صدر، خصوصاً مع تسخير السلطات السعودية كل الجهود في تسبيل تذليل العقبات الصحية التي قد تواجه كبار السن والمرضى.

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تتراوح الحرارة في مكة بين 43 و45 درجة نهاراً خلال موسم الحج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ عام 2017 يحل موسم الحج في أشهر أغسطس (آب) ويوليو (تموز) ويونيو (حزيران)، الأكثر حراً في السعودية ومنطقة الخليج. وكانت وطأة هذه الأجواء الحارة كبيرة على "حبيبة"، زوجة التاجر المغربي "رحيم عبدالناصر" (62 سنة)، التي شعرت بإعياء شديد، أمس الأحد، تطلب تدخلاً طبياً.

المناخ هو التحدي الأكبر

قال "رحيم" وهو يصب المياه على رأسها وهي مستلقية في ظل فندق مُحاذٍ للحرم، "الأجواء حارة للغاية هنا مقارنة بالمغرب، وتشعرنا بالإنهاك".

ودعت وزارة الصحة الحجاج إلى استخدام المظلات خلال النهار، كما أعطت نصائح مختلفة "لتجنب ضربات الشمس"، من بينها دعوة المرضى وكبار السن إلى تجنب أداء المناسك في منتصف النهار.

وقامت السلطات السعودية بتعزيز الإجراءات الطبية في العاصمة المقدسة. وقالت وسائل إعلام رسمية إن 4 مستشفيات و26 مركزاً صحياً أصبحت جاهزة للتعامل مع أي حالات صحية في منطقة "منى"، إضافة إلى نشر 190 سيارة إسعاف.

وفي ساحات المسجد الحرام يتم رش الرذاذ المائي من أعمدة طويلة ومراوح ضخمة على مدار الساعة، فيما يقوم رجال أمن برش المياه على وجوه الحجاج.

في عام 2019، شارك نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في أداء فريضة الحج التي تمثل تحدياً أمنياً كبيراً.

وتنتشر سيارات المطافئ بألوانها الصفراء المميزة في أرجاء المكان، إذ سبق أن تسببت حرائق في حوادث دامية في "منى"، على وجه الخصوص.

وفيما كان يبحث عن موقع سكنه في "منى"، مساء أمس الأحد، قال السوري فواز عبدالله (48 سنة) الذي يحج مع زوجته للمرة الأولى، "أشعر بسعادة لا توصف. أشعر أنني سأولد من جديد".

حكاية مدينة الخيام

ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر "مزدلفة" على بعد سبعة كيلومترات، شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر "مزدلفة" وادي "محسر".

ويحظى المشعر بمكانة تاريخية ودينية، إذ تجمع كتب التاريخ الإسلام على أنه الموضع الذي رمى أبو الأنبياء إبراهيم فيه الجمرات، وذبح فداء ابنه إسماعيل، ثم أكد نبي المسلمين محمد هذا الفعل في حجة الوداع الوحيدة التي حجها، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون رؤوسهم.

وتشتهر "منى"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، بمعالم تاريخية، منها "الشواخص الثلاث" التي ترمى، وبها مسجد "الخيف"، الذي صلى فيه النبي والأنبياء من قبله، ولأهميته تمت توسعته وعمارته قبل ثلاثة عقود.

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في "منى" بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من البعثة النبوية الموافقة لبدايات القرن السابع الميلادي، كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج للنبي، تلتها الثانية في حج العام الـ13 من البعثة، وبايعه فيها (عليه السلام) 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريباً من شعب بيعة العقبة، إحياءً لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار من الأوس والخزرج مؤازرته ونصرته، قبل أن يهاجر إليهم نحو المدينة المنورة، حيث مرقد النبي، ومسجده الذي يتوافد إليه ملايين المسلمين سنوياً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات