ملخص
أنجز الحجاج اليوم الأربعاء أعمال الحج الأكثر عدداً في يوم النحر، وسط سياسة تفويج تقودها وزارة الحج في السعودية بالتنسيق مع أجهزة الأمن المختلفة
أنجز الحجاج اليوم الأربعاء أعمال الحج الأكثر عدداً في يوم النحر، وسط سياسة تفويج تقودها وزارة الحج في السعودية، بالتنسيق مع أجهزة الأمن المختلفة، يسمح عبرها للمجاميع بالتدفق نحو رمي جمرة العقبة، وطواف الإفاضة بالبيت الحرام، على دفعات، لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية لكل موقع، قبل الاستقرار في خيامهم بعد ذلك في منى لقضاء أيام التشريق.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، شقت مجموعات من المصلين طريقها عبر وادي منى لرمي سبع حصوات على مجسم يجسد غواية الشيطان (شاخص الجمرات). وتتم هذه المناسك في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السلطات السعودية للحد من إمكان وقوع حوادث تدافع، وبعد الانتهاء يتحلل الحاج من إحرامه عبر حلق شعر رأسه أو قصه، ثم يرتدي ملابسه العادية، في ختام أبرز محطات مناسك الحج هذا العام الذي شهد مشاركة أكثر 1,8 مليون شخص.
وشهدت "اندبندنت عربية" رمي الحجاج الجمرات على نحو سلس، إذ كان التفويج متناسقاً بين الشركات الكفيلة بخدمة الحجيج، وقال محمد إبراهيم (43 سنة) من تونس، إن "وقوع الجمرات تحت مظلة واقية من الشمس خفف كثيراً من العبء علينا، لكن من أراد إنجاز الرمي والطواف في يوم واحد، سيجد في ذلك مشقة بدنية إلا أن أثمانها الروحية لا تقدر بثمن".
موسم شديد الحرارة
ويقام موسم الحج هذا العام في أجواء شديدة الحرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية أمس الثلاثاء في عرفات، فيما توقعت هيئة الأرصاد أن تبلغ 47 درجة مئوية اليوم الأربعاء في منى، حيث سيتوافد الحجاج.
وقرابة الفجر في مكة المكرمة اكتظ المسجد الحرام بألوف الحجاج الذين قدموا لأداء طواف الإفاضة، ولم يكن هناك موضع قدم في منطقة السعي بين الصفا والمروة.
وقال حاج من عرب 48، فضل عدم ذكر اسمه، "قررنا أداء الطواف الليلة لتفادي الحر والزحام غداً".
وقالت التونسية فرح (26 سنة)، وهي تصب الماء فوق رأس صديقتها "لن أفكر في الحج مجدداً قبل أن يحل في الشتاء".
وتابعت من تحت مظلتها الحمراء "حققت حلم حياتي لكن جسدي ينصهر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومساء أمس الثلاثاء وعلى طول الطريق بين منى ومزدلفة وقف متطوعون يرشون رذاذ المياه على وجوه الحجاج، الذين ظهر عليهم الإعياء الشديد جراء الحرارة المرتفعة.
على مر العقود وقع كثير من الحوادث راح ضحيتها مئات بسبب عمليات التدافع خلال الرجم أو في الأماكن الضيقة عموماً.
لكن لم تسجل أية حوادث كبيرة منذ عام 2015، حين تسبب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.
تفقد الجاهزية الأمنية
وتفقد وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف على رأس أجهزة الأمن الرئيسة مثل الاستخبارات وأمن الدولة والأمن العام، القوات الخاصة المكلفة بأمن الحجاج، أثناء أداء مناسكهم.
ويتوجه الحجاج لاحقاً إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، ثم يعودون بعد ذلك لمنى، إذ يبيتون أيام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث، ويمكن للحجاج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر.
بعد طقوس الرجم يعود الحجاج للمسجد الحرام في مكة لأداء "طواف الوداع" حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.
وأعلنت السلطات السعودية أمس الثلاثاء مشاركة أكثر من 1,8 مليون حاج، 1,66 مليون منهم من خارج المملكة.
والحج عادة ما يكون أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة ويتوجب على كل مسلم قادر تأديته، أن يقوم به مرة واحدة في الأقل.
وفي عام 2019، أدى شعائر الحج 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم، لكن هذا العدد انخفض إلى بضعة آلاف عام 2020 وإلى 60 ألفاً عام 2021 و926 ألفاً في 2022.
وبعد ثلاث سنوات من مواسم حج بأعداد محدودة، فاضت شوارع مكة بمئات الألوف من الحجاج، وازدحمت المطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية بالزبائن، فيما كان العثور على غرفة شاغرة بالعاصمة المقدسة حلماً بعيد المنال.
معاني التعاضد والأخوة
وقال العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الأربعاء في تغريدة على "تويتر" إن الحج يلهم "معاني التعاضد والأخوة والوحدة"، متمنياً من الله أن "يحقق لبلادنا وللمسلمين والعالم الخير والازدهار".
وذكرت قناة "الإخبارية" أن العاهل السعودي تكفل بنفقات الهدي لـ"4951 حاجاً وحاجة من 92 دولة من مختلف قارات العالم".
ويكلف الهدي، وهو ذبح يقوم به الحجاج، 720 ريالاً في الأقل (200 دولار)، وهو مبلغ لا يقوى على دفعه عديد من الحجاج البسطاء.
وأمضى أمس الثلاثاء الحجاج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحج.
وحملت مجموعات من المصلين مظلات للوقاية من أشعة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث يعتقد أن النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس توجهوا إلى مزدلفة إذ باتوا في الهواء الطلق قبل بدء رمي الجمرات، أو "رجم الشيطان" كما يطلق عليه شعبياً.
ويؤدي الحجاج المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب.
وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، إذ لا يمكن للرجال وضع قبعات منذ لحظة الإحرام ونية الحج.
وأقر كامل سلطان (50 سنة) الآتي من داغستان بصعوبة الأجواء خصوصاً "الحر الشديد"، لكنه قال إن "الأجواء الروحانية تطغى على الظروف الجوية الصعبة".
وخلال هذا الأسبوع، شوهد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجادات الصلاة والأوراق المقواة، فيما تغطي النساء رؤوسهن بالحجاب.