ملخص
إنتاج الطاقة الكهربائية تجاوز 24 ألف ميغاواط فيما حاجة العراق هي 34 ألف ميغاواط
يبدو أن الضوضاء التي تصدر يومياً من المولدات الأهلية مع الدخان المتصاعد منها باتا مصدراً مألوفاً للإزعاج بالنسبة إلى العراقيين الذين يعانون الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي منذ عقود، مما يزيد حجم التلوث في العاصمة بغداد وسائر المحافظات العراقية، وباتت العائلة العراقية تنفق ما بين 70 دولاراً إلى 150 دولاراً، وهي مبالغ ليست قليلة مقارنة بالدخل الشهري للمواطن العراقي الذي يتراوح بين 350 دولاراً و700 دولار.
150 ألف مولد
وبحسب إحصاءات غير حكومية، يوجد في البلاد نحو 150 ألف مولد كهربائي أهلي تؤمن للمواطنين نصف حاجتهم من الطاقة الكهربائية، وتزيد الحاجة إلى الطاقة الكهربائية، خصوصاً في فصل الصيف إذ تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية.
فارس جميل يسكن في أحد أحياء جنوب غربي العاصمة بغداد يقول "المولدات الكهربائية استنزفت كثيراً من مواردنا المالية ولا آفاق لحلول مرتقبة من قبل الحكومة التي أجبرتنا على اللجوء إلى المولد الأهلي، وأصبحنا رهائن رغباته ومشاكله فضلاً عن توقف الموقف لعطل طارئ أو لعدم توفر الوقود".
وعلى رغم فرض الحكومات المحلية تسعيرة رسمية للمولدات الأهلية، إلا أن الأخيرة غالباً لا تلتزم المبلغ المحدد.
تلوث الهواء
وبحسب تقرير دولي أعده موقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" الإحصائي عام 2021، جاء العراق ضمن قائمة الدول الأكثر تلوثاً للهواء في العالم وهو بذلك يصبح غير صالح للعيش بسبب الانبعاثات الخطرة، لا سيما من المولدات الكهربائية، ويحتل العراق المرتبة العاشرة من حيث تلوث الهواء، وبحسب الموقع نفسه، فإن العوامل المسهمة في تردي نوعية الهواء في البلاد هي انبعاثات المركبات والتلوث الناجم عن الحرب ومولدات الطاقة والحرائق الصغيرة، ومعظمها من مصافي النفط والغاز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب وزارة الكهرباء العراقية، فإن إنتاج الطاقة الكهربائية تجاوز 24 ألف ميغاواط، فيما حاجة العراق هي 34 ألف ميغاواط، خصوصاً في فصل الصيف.
مليارا دولار
ورجح المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي أن يكون حجم الاستثمار في هذه المولدات يقترب من ملياري دولار، داعياً إلى تنظيم عملها فـ"انقطاع الكهرباء عن المواطنين أسهم في انتشار المولدات الأهلية وحجم الاستثمار بها يقترب من ملياري دولار، وهي منتشرة على مساحة العراق، ونحتاج إلى تنظيم عملها المساند لشبكة الكهرباء الوطنية"، مضيفاً أن المولدات تستنزف وقود "الغاز أويل" بأسعار مدعومة، مما يشكل ضرراً للخزانة يقدّر بمليارات الدولارات منذ عام 2003 وحتى اليوم.
الحكومة كوسيط
وأكد قصي عدم وجود بديل حالياً غير المولدات الخاصة آملاً، في الوقت نفسه، أن تسفر خطة الحكومة عن التقليل من الخسائر من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية واقتنائها من قبل المواطنين بقروض ميسرة أو الربط الكهربائي مع دول الجوار العراقي أو شراء وزارة الكهرباء الطاقة الكهربائية من أصحاب المولدات لتكون الحكومة وسيطة بين صاحب المولد والمستهلك وفق مقاييس محددة.
مليار دولار
وبيّن المتخصص في شؤون الطاقة كوفند شيرواني أن مقدار ما ينفقه العراقيون للمولدات الأهلية يقدّر بمليار دولار سنوياً "إذا أنفق كل عراقي 100 دولار سيتم صرف مليار دولار سنوياً والمبلغ يكفي لإنشاء عدد من المحطات الكهربائية".
35 ألف ميغاواط
وأشار إلى أنه تم خلال الأعوام الـ 20 الماضية، صرف ما مقداره 60 إلى 80 مليار دولار، وهذه الأموال تكفي لبناء 10 محطات كبيرة "يفترض أن تؤمن فائضاً في الطاقة الكهربائية"، ولفت إلى أن الحاجة الفعلية للطاقة الكهربائية تبلغ 35 ألف ميغاواط فيما يتم تأمين 24 ألف ميغاواط حالياً.