أعلن الأمير هاري دوق ساسيكس أنه وزوجته ميغان لن ينجبا أكثر من ولدين. وتظهر الدراسات أن الكثيرين في المملكة المتحدة يشاركونه الرأي إذ تراجعت نسبة الولادات إلى أقل معدلاتها منذ البدء بتسجيلها في عام 1938.
وتشير معلومات مكتب الإحصاء الوطني إلى حصول 657076 ولادة حية عام 2018 ما يشكل تراجعاً بنسبة 3.2 في المئة عن عام 2017. كما انخفض معدل الخصوبة الكلية وهو معدل الولادات لكل امرأة، ليصبح 1.7 في إنجلترا وويلز.
يعدّ هذا التراجع التدريجي استمراراً لنهج تسير عليه معظم البلدان ذات الدخل المرتفع منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
في معظم الحالات يعتبر تقليص نسبة الإنجاب قصة نجاح حيث يكون مرادفاً لتراجع في معدلات وفيات الأطفال ولتزايد إمكانية الحصول على وسائل منع الحمل.
وتختار النساء الآن أيضاً تشكيل عائلة في عمر متقدّم مقارنة بما كانت عليه الحال في السابق، كما أنّ مسيرتهن المهنية أطول الآن وهذا ما يزيد من احتمال مواجهتهن بعض المشاكل في مسألة الخصوبة وإنجابهن عدداً أقل من الأطفال.
وتراجعت معدلات الخصوبة لدى النساء تحت عمر العشرين على المدى الطويل منذ بداية القرن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فمنذ عام 2004، تعود معدلات الخصوبة الأعلى بين الفئات العمرية للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و34 سنة. وكانت هذه المعدلات تعود قبلاً إلى النساء اللواتي تراوحت أعمارهن بين 25 و29 سنة.
وسلّطت نشرات الأخبار هذه السنة الضوء على معدلات الولادات مع زيادة أعداد النساء المشاركات في حركة "بيرث سترايك" (الإضراب عن الإنجاب) وتعهّدهنّ بعدم إنجاب الأطفال بسبب تداعي المناخ. لكن هذه الحركة لم تخلف على الأرجح أثراً في الإحصاءات الوطنية.
ويعتبر البروفسور في طب الذكورة في جامعة شيفيلد، آلان بايسي، أن أحدث تقرير أصدره مكتب الإحصاء الوطني يظهر أنّ "الاقتصاد والتعليم أحسن وسائل منع الحمل".
ويضيف "أنا على يقين أنّ هذا التراجع يعكس بشكل رئيسي القرارات الفردية التي تتخذها النساء مع شركائهن في مسألة الإنجاب أو عدمه، وتحديدهن عدد الأطفال في حال قررن الإنجاب، ولا ينمّ عن أزمة خصوبة وجودية بسبب التلوّث أو المناخ أو بريكست".
ربما يكون انخفاض معدلات الولادة مفيداً للبيئة ولكنه سيضع المملكة المتحدة وغيرها من البلدان أمام صعوبات اقتصادية واجتماعية في السنوات المقبلة.
فعندما يقلّ معدل الولادات عن نسبة 2.1 يبدأ عدد السكان بالتقلّص. ففي خمسينيات القرن الماضي، لم يسجّل أي بلد تراجعاً في معدلات الولادات إلى ما دون مستوى الإحلال، وهو نسبة الخصوبة المطلوبة للحفاظ على المعدلات السكانية من جيل إلى آخر. لكن اليوم في أكثر من نصف البلدان تراجعت إلى ما دون هذا المستوى.
وسيفقد المجتمع توازنه ويشكّل عبئاً أكبر على الاقتصاد مع ازدياد شريحة المسنين وتقلص فئة القوة العاملة التي تستطيع إعالتهم.
ويعتبر هذا البحث الإشارة الأحدث إلى تفاقم التحديات وازدياد حدّتها خلال السنوات المقبلة.
© The Independent