ملخص
تشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.
شن الجيش السوري بالتعاون مع القوات الروسية ضربات جوية وصاروخية طالت مقار لفصائل معارضة في شمال غربي البلاد، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الأربعاء، على وقع تصعيد منذ أيام أسفر عن قتلى بينهم مدنيون.
وتشهد منطقة إدلب منذ أسبوع تبادلاً للقصف، إذ تستهدف الطائرات السورية وداعمتها الروسية مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى ترد بدورها بقصف مناطق سيطرة القوات الحكومية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت وزارة الدفاع في بيان، نقله الإعلام السوري الرسمي، "نفذت قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة ضربات جوية وصاروخية دقيقة ونوعية استهدفت من خلالها المقار المحصنة للتنظيمات الإرهابية" في ريف إدلب، "بما فيها من أسلحة وطائرات مسيرة استطلاعية" ما أدى إلى تدميرها.
الاعتداءات المتكررة
وأوضحت أن الضربات التي لم تحدد تاريخها، جاءت رداً على "الاعتداءات اليومية المتكررة" على "المدنيين في المناطق السكنية الآمنة" في المنطقة.
وجاء إعلان وزارة الدفاع غداة مقتل ثمانية عناصر من مجموعة تابعة لهيئة تحرير الشام جراء غارات نفذتها طائرات روسية على أحد مقراتهم في منطقة جبل الزاوية بإدلب، وفق حصيلة للمرصد، الثلاثاء.
خلال أسبوع ارتفعت إلى 16 مدنياً و13 مقاتلاً من الفصائل حصيلة عمليات قصف سوري وروسي. ومن بين القتلى تسعة سقطوا، الأحد الماضي، جراء ضربات روسية على سوق للخضار، في تصعيد قال المرصد السوري إنه "الأكثر دموية" خلال العام الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، قتل ستة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى عنصر من قوات النظام جراء قصف مدفعي وبمسيرات نفذته الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.
وقضى أحد هؤلاء المدنيين بقصف عبر مسيرة طال محيط القرداحة، القرية التي تتحدر منها عائلة الرئيس بشار الأسد في محافظة اللاذقية.
ويسري في مناطق بإدلب ومحيطها منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار، أعلنته كل من موسكو حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا، على رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حد كبير.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.
مقتل 18 مسلحاً
نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء، الأربعاء، عن أوليج جورينوف نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا قوله، إن روسيا نفذت ضربات دقيقة على عدة أهداف بالقرب من مدينة إدلب بشمال غربي سوريا.
وبحسب جورينوف، فإن الضربات كانت بمثابة رد على "مهاجمة المسلحين أهدافاً في الأراضي السورية التي تسيطر عليها الحكومة باستخدام طائرات مسيرة".
وقال شهود ومنقذون، الأسبوع الماضي، إن طائرات روسية قصفت قرى وبلدات بالقرب من إدلب مما أدى لمقتل تسعة مدنيين في الأقل وإصابة العشرات في تصعيد كبير للعنف داخل آخر معقل للمعارضة في البلاد.
وقال جورينوف، الأربعاء، إن الضربات أدت إلى تدمير نقطة مراقبة ومستودع أسلحة وذخائر ومقتل 18 مسلحاً.
وعندما كان القتال يندلع في الماضي، كانت دمشق وروسيا تقولان إنهما تستهدفان جماعات المعارضة فقط وتنفيان شن هجمات عشوائية على المدنيين.