Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نائل الذي أشعل فرنسا... كان يحلم برياضة "الرغبي"

ابن وحيد من أصول جزائرية ولم يكن سجله المدرسي جيدا وعمل في توصيل البيتزا

ملخص

ابن وحيد من أصول جزائرية، لم يكن سجله المدرسي جيداً وعمل في توصيل البيتزا، فماذا نعرف عن نائل الذي أشعل مقتله احتجاجات فرنسا؟

"لقد كان أعز أصدقائي وابني. لقد كان كل شيء بالنسبة لي، كنا أقرب ما يكون". هكذا قالت السيدة مونيا عن ابنها الوحيد نائل المرزوقي، الفتى المراهق الذي قتل الثلاثاء الماضي برصاص الشرطة عند نقطة تفتيش بأحد شوارع ضاحية نانتير غرب باريس.

ومنذ الحادثة تضاربت الأخبار والتصريحات حول شخصية هذا الشاب ذي الأصول الجزائرية، وهي مختلفة في روايات والدته وأقاربه وسكان منطقته عن تلك التي تبناها اليمين المتطرف واعتمدتها الشرطة في محاولة تبرير تصرف الشرطي المتهم حالياً بقتله.

محب وعطوف ومرح

بحسب السيدة مونيا ومحاميها، لم يعرف الفتى والده أبداً، إذ نشأ مع والدته منذ طفولته في ملكية تسمى بابلو بيكاسو بضاحية نانتير التي تعتبر موطناً لكثير من المهاجرين، وكان مقرباً جداً من جدته لأمه التي تؤكد أنه "كان ولداً طيباً وعطوفاً". أما الجيران والأقارب، فيصفونه بالمرح والمحبوب من جميع سكان الحي الذي يقيم فيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يكن مشواره الدراسي مثالياً باعتبار أنه ترك تعليمه وكان يكسب رزقه من خلال توصيل البيتزا، إضافة إلى أنه لا يمتلك سجلاً جنائياً ولم يقترف أي جرم في حياته، حتى لو كان عدم الامتثال لنقاط تفتيش الشرطة.

تم تسجيل نائل في برنامج مصمم للمساعدة في اندماج الشباب من الأحياء المضطربة من خلال الرياضة تديره مؤسسة "أوفال سيتوايان" الخيرية وشارك في دوري رياضة الرغبي لمدة ثلاثة أعوام في فريق "ذا بايريتس" في نادي "نانتير".

وفي تصريح إلى مجلة "لو باريزيان" أوضح رئيس مؤسسة "أوفال سيتوايان" جيف بييش أن نائل كان من النوع الراغب في الاندماج اجتماعياً ومهنياً ولم تستهوه المخدرات أو الجرائم. وعلى رغم تركه المدرسة فإنه لم يكن صاحب مشكلات، مؤكداً أن شخصيته الحقيقية بعيدة تماماً من تلك الصورة المشوهة التي ترسمها له وسائل التواصل الاجتماعي. وببساطة كان يسعى إلى تحقيق مستقبله مستعيناً برياضة الرغبي.

ادعاءات يمينية

بعد وفاة نائل مباشرة سارع بعضهم بالكشف عن معلومات تشير إلى أن لديه سوابق إجرامية وسجلاً طويلاً بالفعل لدى الشرطة على رغم صغر سنه.

وفي حين يؤكد كثيرون أن هذا الأسلوب بات مفضوحاً جداً من قبل التيارات اليمينية والشرطة، تحدث مكتب المدعي العام في نانتير في بيان رسمي بعد ساعات قليلة من وفاة الشاب عن أن نائل "معروف للشرطة" وله سجل جنائي، إذ تم وضعه قبل ثلاثة أيام من الحادثة، أي السبت الماضي، في حجز الشرطة بعد رفضه الامتثال للتفتيش. وقدم إلى النيابة في اليوم التالي الأحد الماضي وكان من المقرر استدعاؤه للمثول أمام قاضي الأحداث في سبتمبر (أيلول) المقبل.

 

 

وكما ذكرت صحيفة "لو باريزيان" كان نائل تورط في رفض آخر للامتثال عام 2022 وتم تقديمه إلى قاضي الأطفال الذي أصدر بحقه تدبيراً تعليمياً.

أيضاً، تم تسليط الضوء عبر الإعلام على أن نائل حاصل على نحو خمس مخالفات مرورية متعلقة بالفحص المروري منذ عام 2021.

وكرد على هذه الأقوال، أصدر محامو أسرة نائل بياناً صحافياً يفيد بأنه "لم يحكم عليه قط من قبل المحاكم"، مؤكداً أن "الأسرة تحتفظ بالحق في مقاضاة كل من ينشر هذه الإشاعات".

في المقابل، يرى متخصصون وإعلاميون أن مثل هذه التصريحات لا تعني أنه لم يتم إدخال أية حادثة في السجل الجنائي الخاص بالفتى، ولا إذا كان الشاب قد ألقي القبض عليه بالفعل، بخاصة أن المدعي العام أشار في بيانه إلى بعض الأمور الإدارية والروتينية التي اقتضت عدم تدوين التوقيف في سجل نائل، إلى جانب أنه يتم محو العقوبات التعليمية تلقائياً من السجل بعد ثلاثة أعوام من النطق بها إذا لم يعلن عن أية إدانة أخرى خلال هذه الفترة.

ردود فعل غاضبة

مع انتشار خبر مقتل نائل واشتعال الغضب الشعبي في الضواحي الباريسية، أعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن "صدمتها" للقتل "الوحشي" الذي تعرض له نائل، مشيرة إلى أنه أحد مواطنيها.

وقدم مشاهير تضامنهم مع عائلة الفتى مثل نجم كرة القدم كيليان مبابي والممثل عمر سي، وكلاهما من السود، إذ غردا بسرعة مؤكدين حزنهما لمقتله ودعمهما لمحبيه وأقاربه.

أما لاعب المنتخب الفرنسي أوريلين تشواميني، فنشر تغريدة حصلت على أكثر من 6 ملايين مشاهدة كتب فيها "كان من الممكن أن يكون نائل أخي الصغير. لن نغير العالم على الشبكات الاجتماعية".

وقبل شهر واحد فقط، تحقق حلم نائل عندما تم اختياره للظهور في مقطع فيديو لمغني الراب النجم جول الذي صوره في نانتير، وها هو جول في خضم هذه الأزمة يقدم نداء للحصول على مساعدة مالية لعائلة نائل الذي أطلق عليه "أخي الصغير".

بعيداً من المشاهير وفي جولة سريعة داخل الضواحي الفرنسية المشتعلة تعلو أصوات الغاضبين والمهمشين وسط موجة عنف وتخريب شديدة تنظر إليها الحكومة الفرنسية بكثير من الحذر وتسعى إلى ضبطها بكثير من الحزم.

وهكذا تبقى الأمور عالقة ما بين المدافعين عن نائل "الشاب المحب والعطوف" والراغبين في الثأر له، وأولئك الذين لا ينفكون يذكرون سجله الإجرامي الطويل، مطالبين بفرض حال طوارئ عاجلة تقضي على الشغب والمخربين.

المزيد من متابعات